الفشل في حيائه خير من النجاح في ادعائه.
-جبران خليل جبران============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
============
هدوءٌ غريبٌ كانَ قد حلَّ على المنزِل. الصخبُ الذي صاحبَ إيقاظَ الجميعِ للفجرِ تلاشى مع عودتهم للنومِ ولا أخالُ أحدهم مشغول البالِ كفايةً ليبقى مستيقظًا عداي... وياليتَ استيقاظي بدافعٍ مريحٍ إذ أنني حصلتُ على كوابيسٍ بسببِ المشروعِ الذي قد عدتُ وتركته بالأمسِ وهذا ذكرني بأيامِ الجامعةِ لذا مزاجي تقريبًا ليسَ في أفضلِ أحواله.
«ثمَّ من كانَ يتوقع أن يحصلَ هذا؟»
تبادلتُ النظراتِ مع انعكاسيَ على المرآة الطويلةُ المهجورة خلف بابِ الغرفة. أجلسُ متربعةً على الأرضيةِ مكتفةً يدايَ بينما رأسي مائلٌ أناظرُ كيفَ اختلفَ مظهري معَ الجرحِ الذي حصلتُ عليه.
ليسَ كثيرًا...
كانت غرزًا تجميليةً لذا لن يظهرَ منها الكثيرُ وإن ظهرَت فغرتي بكلِ بساطةٍ تغطيها، ومعها أو بدونها لا زالَ الأمرُ لم يختلف شيئًا لكنَّ أمي عاملت الأمرَ بالأمسِ وكأنني فقدتُ أملي في الزواجِ بعدَ الآنِ وأصبحتُ فتاةً بندبةٍ على وجهها. بطريقةٍ ما لم أُعجَب بنظرةِ زوجةِ أخي للأمرِ لأنها كانت مُشفقةً أكثر حتى من أمي أما اخوتي وأبي اكتفوا بالقولِ بأنَّه كانَ من حسنِ الحظِ أنني بخيرٍ وكانَ هذا مريحًا إلى حدٍ بعيد...
«والآن سأخبرُ أمي أنني سأقصُ شعري كما العادةِ وستقتلني لأنَّ وجهي ما عادَ يفي بالغرضِ بالنسبةِ إليها... مأساة»
في أولِ عامٍ لي في الجامعةِ كنتُ لم أرتدِ الحجابَ بعدُ وامتلكتُ شعرًا قصيرًا إذ لم أكن أحبُ أن أتعبَ نفسي بتصفيفه. بعدَ ارتدائيَ الحجاب لم يعد الأمرُ يحدثُ فرقًا، ومع كل شيءٍ حصلَ نسيتُ أمره؛ أي كانت ثمانيَ سنواتٍ تلكَ التي تركته فيها لذا هوَ الآنَ يجلسُ على الأرضيةِ معي... ذهبيٌ مستقيمٌ لا تموجًا واحدًا فيه.
وأنا للتوِ أنتبه إلى كوني لم أتركه مسدولًا منذُ فترةٍ لدرجةِ أنني نسيتُ أنه يمكنني أن أبدو بهذه الطريقةِ أيضًا.
الأمرُ مضحك.
«المضحكُ أكثر هوَ أنني أنسى بشأنِ الأمورِ المهمةِ دائمًا فقط...»
اعتدلتُ في جلستي أقهقه قبلَ أن أنظرَ إلى انعكاسي عينًا بعينٍ في المرآةِ لأتوقف، ثوانٍ مرت بعدها ثمَّ تنفستُ عميقًا مقررةً أخذَ الأمر بجديةٍ أيًا كان. «إذًا سونيا... ما الذي ستفعلينه؟»
أنت تقرأ
لَبس «مُكتَمِلة»
Romanceكامل الحقوق محفوظة! تاريخ بداية النشر: التاسع عشر من يناير للعامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين. تاريخ نهاية النشر(1): الثالث والعشرين من يناير للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️ تاريخ نهاية النشر(2): الثامن والعشرين من جول للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️