No.02

1.2K 92 298
                                    


ما هي أكثر الافكارٍ المُهلكة الذي ينشأها عقلكم في أوقات فراغكم؟ ....

------

.

" انهُ الرعب! .. انهُ قُبح هذا العالم .. إنّهُ السواد بعينيه! .. بل إنهُ أنا! .. أنا الكائن الذي أُحدق بكم بمشاعري المُهلِكة .. أنا الشر الذي يعبث في حياتكم .. أنا أنتم .. أنا مشاعري القاتمة! "

ابتسم بخفة، يلمح ما كتبته أنامله عنه، لا شك فيه أنه جُنَّ و بكفاءة! .. ضحكة خافتة صدرت منه و هو يرمي بذلك الدفتر الذهبي بعيدًا عن عينيه، إنهُ بداية الكابوس و لهذا ما عاد عقله ناضجًا بالحروف! .. يومًا ما سيصل لما أراده! .. حُلمه أن يُصبح كاتبًا عظيمًا! .. و رُغم كل ما يمُر به هو مُقتنع أنَّهُ ليس وحده الذي يُعاني مِن ظُلمة هذا العالم! .. لذا ككاتبٍ هو يُدرك أنَّ مشاعره ستصل يومًا ما! .. يومًا ما حين يأتي سيغدو خفيفًا، بقلبِ طفل ينظر لما صنعته يداه بكل حب! .. حين تخترق كلماته قلوب الناس و يحتَلِّهِم ذلك الشعور الذي يُدونه في دفتره، حينها فقط سيغدو بقلبِ طفل، فلازال يُحاول فتح عينيه ليُبصر نور هذا الكون لأول مرة!

و كيف لا، و لا يوجد كاتب يكتُب لنفسه فقط! .. انه يكتب للناس، يكتب لهذا العالم أيضًا بكل ما فيه! .. و كما لا يوجد داخله سوى أفكاره السوداء، هو أيضًا سيخترق طُرُقِه ليصِل!

خرج من أفكاره يتجه صوب تلك المرآه، حدق في ملامحه جيدًا ، عينان باللون الأزرق الغامق، ملامح لمُراهق بالكاد بلغ، و خُصلاتٌ بلونِ حياته القاتمة .. و تلك الابتسامة الذابلة ، ما كانت الا لأنَّهُ نسخة مُظلمة من كل شئ! .. بل يكاد يكون الظُلمة بعينها!

و مرةٌ أخرى يخترق ألم معدته لحظاته الديجورية السعيدة، لذا هو كتم أنفاسِه للحظة يُغمض عيناه و أنامله تكاد تخترق البدلة التي يرتديها ، بل يكاد يخترق جِلد معدتِه ليصل للعضو المجروح بالداخل!

بدأ يتنفس بهدوءٍ و عُمق بينما الألم يعود تدريجيًا لطبيعته ثم يختفي، زفر بغيظ و تحرك ليعبث بأدراج خزانته مُخرجًا منها الأقراص، و لشِدة غيظه مما يُصيبه هو ابتلع قُرصين مِن الدواء، ربما يُسكن ألمهُ طيلة النهار ! .. و لأجل ماذا يفعل؟ .. لأنَّ ذلك الوغد و ببساطةٍ لو علِم ما يُعانيه و ما معه من أدوية سوف يأخُذهُم منه ليرميهم لكِلابِه ، فضلًا عن أنهُ و ببساطة سيجدها فرصة سانحة ليُطبِق عليه الخِناق و يكتشف أنَّهُ و ببساطة سرق من خزانتِه بعدما اخترقها بطُرقِه الخاصة!

نزل إلى الأسفل ليُواجه كلاهما، عيناه حدقت بوالدته التي ارتدت فستان بسيط من اللافندر و مكياج خفيف لأنها بالفعل كانت جميلة بدونِه! .. و عيناها و فمها منشغلان بالتحدث بكل حُب مع زوجها الذي يبتسم لها و هو يمسحُ على خُصلاته البنية المحروقة، كان يرتدي بدلة أنيقة باللون الرمادي، و رُغم أنَّهُ كان له جاذبية خاصة هذا العجوز لكن لم يكُن أحد يعلم أنه يحمل حجرًا أسودًا بدلًا من قلب!

رواية " ديجور "(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن