في عتمة الليل، و الغيوم المنتشرة في السماء التي حجبت نور النجوم بكل ظلامية .. تهاطلت الأمطار فجأة مُغرقة تلك المدينة بسيولها!
و في تلك الغرفة، كان قد تمكن الظلام منه! .. فأضحى كابوسًا مرئيًا ملموسًا! .. عيناه تحركتا بذعر يجول بها في الغرفة شديدة الظُلمة، لكن جسده أبى الانصياع لرغبة عقلِه! .. شللٌ أصابه! .. ففقد قدرتِه على رفع إصبعٍ ما .. و نتيجةٌ لذلك آلم به رُعبٍ بالغ! .. فأضحى حبيسًا لكابوسِه بقلبٍ ينبض بمشاعر قاسية! .. حاول المراوغة، هو ليس مشلولًا أو عاجزًا! .. و تلك الأصوات التي برزت فجأة في مُخيلته جعلت هرمون الأدرينالين يُرفع بقسوة! .. فجأة اختفى كل شئ للحظات معدودة على الأصابع لتُظلِم عيناه تمامًا و تختفي رؤيتِه!
حاول فتح فاهه يتحدث، ليجد أنه أبكمًا! .. لا .. صوته يأبى الخروج! .. لينقذه أحدٍ ما! .. ليدلف أحدٍ كي يُخلصه من ذعرِه! .. انه وحيد! .. انه خائف! .. انه عاجز! .. أي أحد!
ابتسامة مرعبة و خيالٍ أسود وقف أمامِه! .. أهذا ملك الموت؟ أجاء ليقبض روحِه؟! .. الابتسامة اتسعت! .. شئٍ ما خاطئ! .. لا! .. لا! .. حاول أن يصرخ! أن يتحرك و يهرب! .. أن يقتل نفسِه لكنه تجمد بذعر و الفأس التي ظهرت بيدِه تهوي لتُبتر ذراعيه!
.
.أفاق يرتمي على جانبِه الأيسر، جسدِه يرتعش ! رغم تحريكِه لأنامله لكان قد صدق أنه شُلْ! .. رغم ذلك لقد فقد طاقته في ذلك الحلم المرئي! لقد شعر بكل شئ! .. الهواء! .. الرعب! .. و حتى ذراعيه يؤلماه!
شهق بخوف ينظر لذراعيه أمامه! .. يوقن أنه شعر بهما يُنزعان بعنف و ألم! .. التفت مجددًا على ظهرِه بارهاق حاد يُحدق في السقف .. يرى خيالاتٍ وهمية! .. ضاقت عينيه بشدة يُحاول أن يُدرك ماذا يوجد في الظلام و لكن .. و كأنَّ تلك الليلة لم تكفيها ظُلمتها فقد تسلل الظلام لديجورِه! .. فباتت ليلة مؤلمة له إذ وجد جسدُه يعجز مرة أخرى و ذلك الكائن المرعب تتسع ابتسامته وسط الظلام بينما ينقض عليه!
.
.سقط عن السرير و قد ضرب رأسه بطرف الكومود ، لم يهتم حقًا بكيف بدى! .. لكنه اكتفى باتساع حدقة عينيه بذعر و أخذ شهقات حادة، كي يدلف الأكسجين لصدرِه بعدما انقطع من الخوف!
حاول تحريك جسده لكنه أبى التحرك فاكتفى باسناد ظهرِه للسرير و هو يُغمض عيناه يشعر بخيطٍ من الدماء الساخنة تنزلق على خدِه!
جسده يرتجف بقسوة! .. الحلم كان كابوسًا مرئيًا و مسموعًا .. لقد شعر و كأنه حقيقة! .. حقيقة مروعة! .. لقد كانت تجربة مُخيفة جعلته يفتح عينيه مرة أخرى متخوفًا من إعادة نفس التجربة!
بدأ إحساسِه للواقع يعود، لترتفع أنامله تتحس السائل الذي ينزلق على وجهه، أبعده يُحدق به بكل إرهاق جسدي، و كأنَّ ذلك الكابوس أخذ منه طاقتِه كلها! .. لكنه لم يكن كابوسًا! فلقد شعر بنفسِه واعيًا لما حولِه! .. كان مستيقظًا لكنه كان عاجزًا عن الحركة!
أنت تقرأ
رواية " ديجور "(مكتملة)
Actionبأفكارٍ سوداوية، أحكي قصتي، بدموعٍ بلون الدماء أخطو بقلمي، ألوث اوراق دفتري الذي غزته يومياتي المظلمة، أيامي و حياتي التي لُوِنت بقبح هذا العالم ! حين تُحيط بنا الظلمة كان علينا أن نكون عتمة! رواية سوداوية بنهكة المشاعر ! "تمت" . . . بدأت كتابة...