تابع بزرقاويه المُتعبَة قطرات الماء الذي يتقاطر من السقف، و رفع بصره بفضولٍ كي يعلم ما السبب في تقاطرها لكنه وجد السقف ينشع تلك المياه دون سبب ظاهر لذلك عاد ليُحدق نحو الأرض بضجر و بغضب طفيف يُحرك ذراعيه المقيدان خلف ظهره بضيق مع ركلة بكِلا قدميه التي نالت نفس نصيب ذراعيه، زمجر لكن اللاصق الذي على فمه منعه و ذلك وحده أشعره بالعجز، فترقرقت الدموع بعيناه لكنه منعهم من الانزلاق!فُتح الباب فجأة فدق قلبه و انكمشت رئتيه بخوف من رؤية ذلك الهمجي أمامه يتقدم منه، وقف و يده امتدت فتراجع الصبي بذعر يئن بخوف و رفض لكن الأكبر كان قد طالِه يرفعه بقسوة و يُزمجر:
" اسمع! بعد الغد سيأتي والدك بالمال، كن مطيعًا و الا لن تذهب إليه ، مفهوم؟ "لم يجد آش الا أن يُحرك رأسِه بنعم ليتركه الرجل مرمي أرضًا و يُغادر .. تكور على نفسِه تتغلب عليه مشاعرِه فجأة بينما يُفكر! .. لما والده سيتأخر هكذا؟ ..
هو بالكاد استطاع تقضية ليلة واحدة هنا بهذه الغرفة، فكيف سيُكمل يومان حتى يأتي؟لمح من بعيد عين حمراء صغيرتيّ الحجم تشع بالظلام و مع صوت غير مألوف له دق قلبه ذعرًا و حينها لمح الفأر يخرج من مخبئه و يتقدم منه و خلفه أخر، ذعر و حاول الاعتدال بعيدًا لكنه انتهى به يُغلق عينيه و تنزلق دموعه بعجز تام و ذعر، فهو يخاف الفئران و يشمئز منهم!
***
في شقة آرين كان المعني يجلس خلف مكتبه يُجري بعض الاتصالات المهمة، هو لن يتمهل يوم واحد فقط حتى يأتي بذلك المبلغ، و قد علِم بالفعل مخبأ هؤلاء الخاطفون بعدما تعقب اشارة الهاتف قبل اختفاءه!
دلف آكيرا نحوه يدفع له ذلك الملف الذي كان لونه أخضر، فأخذه المعني بلهفة يتفحص ما فيه ثم نظر لشقيقه و ابتسم ثم اتبع ذلك باعتدالِه واقفًا يُهِم بالذهاب لكن صوت آكيرا أوقفه حين قال بجدية:
" عليك التحدث إلى الشرطة أولًا لأنهم بالفعل يعلمون."هنا ضاقت عين آرين و حدجه بنظرة متسائلة ضائعة فأجابه المعني بضيق:
" شخصٌ ما علِم قبلنا أن ابنك أُختطِف و بالفعل تحرك قبلك و أبلغ الشرطة، لقد أخبرني صديقي بالأمر بعدما علم الاسم التي ألقاه ذلك الشخص أمامه. "_" من فعلها؟ "
_" أنه سامويل، لقد علم و لقد أبلغ الشرطة. "
و ذلك كان كفيلًا بنزع أخر لحظة ثبات في عقل آرين و ذُعِر إن علم المختطفون بذلك بأن يؤذوا طفلُه! بعدما هددوه بالقتل إن علموا أنه أبلغ الشرطة عنهم! لكن كيف لسامويل أن يعلم عن آش شيئًا و ما الذي يُفكر به ذلك الأحمق!
و بسِيرة ذلك، فهناك حيث جلس آش أمامهم مُقيدًا الا أنه متحرر الفم، يُراقب بأعين مُتعبة الرجل الذي يجلس أمامه يبتسم له ثم يتحدث مع الضخمين، بكلام غير يُفهم!
أنت تقرأ
رواية " ديجور "(مكتملة)
Actionبأفكارٍ سوداوية، أحكي قصتي، بدموعٍ بلون الدماء أخطو بقلمي، ألوث اوراق دفتري الذي غزته يومياتي المظلمة، أيامي و حياتي التي لُوِنت بقبح هذا العالم ! حين تُحيط بنا الظلمة كان علينا أن نكون عتمة! رواية سوداوية بنهكة المشاعر ! "تمت" . . . بدأت كتابة...