No.07

909 79 140
                                    

ََ

طريقٌ طويل ،  مظلمًا للحد الذي لا ترى فيهِ يدك من شدة الظُلمة! .. حدقت عيناه لنقطةٍ ما مع توقف قدماه منتصف ذلك الطرق المجهول .. ليجفُل فجأة على يدٍ حاوطت بيده و ما إن نظر حتى تبسَّم بخفة لرفيقه الذي ضاقت عينيه مع اتساع ابتسامتِه بينما يقول:
" آش،  سأفتقدُك."

اختفت ابتسامتِه مع نهاية حديثه تتسِع عينيه مع رؤية ملامح رفيقِه تنزف بغزارة! .. تنفلِت يداهما فيراه يبتعِد عنه دون قُدره له على التمَسُك به!

_" فريد! "

صرخة تردد صداها بينما يُحاول الامساك به! .. لكنه سقط على رُكبتيه يرى صديقِه يهوي نحو قاعِ ذلك المكان الذي تحطمت أرضيته فجأة! .. رجف جسدِه و ارتفعت أنفاسه بهلع قبل أن ترتد له صرخة فزعة و يدٍ ما تقبض على عُنقِه بقسوة!

.
.
.

شهقة قوية أفلتت حنجرته بينما يعتدل ليجد نفسِهِ بين يديه بأناملٍ تتحرَّك بين خُصلاتِه مُحاولًا تهدأته ، أنفاسِه ثائرة و دموعٍ ما تُبلل خده،  ما لبث أن أغلق عيناه بتعب ، لقد كان حقيقيًا! .. ملمس اليد!  رؤيته،  ابتسامته! .. و حتى كلماتِه!

استجمع بعضًا مِن قُواه بعد لحظاتٍ يبتعد عن والدِه بشئ من الرفض لوجوده بينما يهمس بارتجاف:
" أرجوك ، أريد التحدث مع فريد .. سأفعل أي.."

أغلق فاهه بيده مع نوبة غثيانٍ أخرى ، معدتِه تقلصت بقسوة! .. و وجد أنينَهُ يتحول لتأوهاتٍ عالية،  ليهمس بصعوبة بينما يضُم قدميه لجسده بألم:
" ساعدني أبي! "

عدل مجلسه يُتابع مسح خصلاتِه برفق بينما يتنهد بقلق،  حسنًا ليس و كأنه لا يعلم أنه يُعاني من قُرحةٍ ما،  لقد فحصَهُ طبيب العائلة أثناء نومه ليلة أمس بعدما خدره أثناء نومُه ، لقد مضى يومان منذ قدومِه إلى منزلِه لكنه فقط كلما مرت ثانية حتى يشعر بالغضب و التوعد لسامويل و سيلينا بعقابٍ شديد! .. إبنه كان يموت تدريجيًا معهم! .. دون أن يُدرك هو كاد يخسره قبل أن يراه حتى!!

أخرج أدويته يجعله يتناولها برفق بينما يُحدثُه بهدوء بينما يأخذ منه كأس الماء يضعه في مكانه:
" لا تقلق ستُهدئ ألمك .. بالمناسبة؟ "

ابتسم له بعدما جعله يجلس مُستندًا إلى تِلك الوسادات القطنية ،  فأشاح الأصغر بعيناه عنه،  لا زال يشعر بالغثيان و لا يرغب بالرد لذا استفسر بخفوت:
" ماذا؟ "

" مَن يكون فِريد؟ .. سمعتُك تهذي باسمه و تصرخ أثناء حُلمك."

ردف بهدوء،  فعقد الفتى جبينه لهذا الحُلم الذي كاد يُفقده صوابُه! .. لكنه أجاب بعبوس:
" رغم أنه لا شأن لك،  لكني سأخبرك .. انه صديق طفولتي،  يُكبرني بسنة ،  لكنه قريب جدًا مني .. هذا كل شئ."

" و ماذا حلُمت؟"

تنهد بضيق من أسئلتِه ،  ليس و كأنه يرغب بالحديث معه! هو غاضب منه و يشعر بالرفض الكُلي تجاهه .. إن سُئِل ماذا يمقُت؟  سيجيب،  بأنَّ الخيانة و الكذب أكثر شئ يمقته بهذا العالم!

رواية " ديجور "(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن