كان جالسًا في مقعدِه،شاردًا و أذنيه تلتقط الكلمات المشوهة لمادة الرياضيات، يُبحر بعيناه لما خارج تلك النافذة، الجو لطيف و ذلك جعله يُفكر بالذهاب برفقة والده في نزهةٍ ما ، لعله يستطيع إخباره هناك عن وجوده مع خاطف أخيه في المدرسة!_" آش؟ .. "
جفل على صوت مُعلمه، و حين نظر له وجد نظرة عابسة جعلته يُطأطئ رأسِه بينما يُردف بأمر:
" آش انهض لمكتب المدير."فعل ما أمر به ، و نهض يسير نحو معلمه، ثم وقف أمامه ليهمس بشئ من الاستعطاف:
" أسف لن أكررها."تنهد المعني بضيق يُجيبه بعدم رضى:
" انها ليست أول مرة، الأساتذة بالفعل يشتكون من شرودك الدائم، لذا علينا وضع حل حقًا للأمر لذلك إذهب لمكتب المدير .. سنتصل بوالدك لإخبارِه عن أمرك. "همهم يُومئ برأسه دون جدال و أثناء سيرِه للخارج لمح نظرات مارك المُصوبَة نحوه، فعقد جبينِه بضيق و خرج بينما يُفكر بنظراتِه الغريبة تجاهه .. منذ دلف للمدرسة و مارك ذاك في نفس صفِه، و رغم ذلك تقريبًا لم يكن يتصادف معه حتى بالنظرات! .. فقط تقابلا عديد المرات في أحد حفلات أو المنازل الخاصة بسامويل لأنه والده .. و الكثير بالفعل كانوا يستغربون من علاقة الاخوة الجافة بينهم، قبل أن يعود اسم آليكساندر ليُرفَق باسمه و يُصبح بعيدًا كل البعد عن منزل آشورا.
بعد ربع ساعة كان لا يزال جالسًا فوق المقعد الفروي أمام المكتب الخاص بمكتب المدير و الذي كان جالسًا بالمقابل بينما مُنشغل بقراءة بعض الملفات .
كان متوترًا و رغم ذلك التفت نحو المدير يُخاطبه بنبرة مترددة:
" أستاذ؟ .. هل أبي سيأتي؟."همهم المعني دون النظر إليه فرافق حديثِه يقول :
" لما حادثته هو؟ .. عمي آكيرا موجود بالفعل. "_" عمك آكيرا من تحدث إليه و ليس أنا. "
نطق دون أن يرفع عيناه على ما في يدِه، في حين قد عبس المعنيّ ، فعمه آكيرا يُعد أكبر إزعاج له في حياتِه!
لازم الصمت بعد ذلك ، حتى مر الوقت بهما ببطء شديد، ليتفاجأ بأن الباب يُطرق فجأة، نبضِه تعالى بقلق، لكنه لزم السكون و المدير يطلب من الطارق أن يدخل.
فُتح الباب و أغلقَهُ خلفه، ثم سار خطواتٌ يسيرة نحوهما قبل أن يجلس على المقعد المقابل لابنه الذي تحاشى النظرات عنه بخجل.
رمقه آرين بصمت للحظة ثم نظر للمدير يبتسم:
" مرحبًا أستاذ؟ .. ها أنا هنا، ما هي المشكلة؟ "اعتدل المعني يُرحب بآرين ثم أجاب:
" المعلمون يشتكون من شروده و عدم انتباهه لهم، حتى أستاذ آكيرا بنفسِه انضم لشكواهم .. طلبنا حضورك لنجد حلًا، فربما هناك مشكلة يُعاني منها ابنك تجعله يفعل ذلك؟ "
أنت تقرأ
رواية " ديجور "(مكتملة)
Actionبأفكارٍ سوداوية، أحكي قصتي، بدموعٍ بلون الدماء أخطو بقلمي، ألوث اوراق دفتري الذي غزته يومياتي المظلمة، أيامي و حياتي التي لُوِنت بقبح هذا العالم ! حين تُحيط بنا الظلمة كان علينا أن نكون عتمة! رواية سوداوية بنهكة المشاعر ! "تمت" . . . بدأت كتابة...