يده تشابكت مع يد صديق طفولتِه، و ابتسامة هادئة رسمها مبعدًا شعوره قبل أن يجده يُحيط بعنقه و قد أحنى رأسِه عُنوة لفركها بازعاج جعله يضحكُ رُغم اعتراضِه عن الأمر!" لا تُفكر أخي، أنا بقُربك! "
هتف دون تركه، فرد آش و هو يُمسك بيده بخفة:
" لن أفكر مجددًا، فقط لا تُفسد شعري يا مزعج! "إبتعد فريد عنه قبل أن يُمسك كتفيه بجدية مصطنعة رادفًا:
" حسنًا لن أُفسده! .. لكن هل يُمكنك يا سيد آش أن تُخبرني ما حل بك في غيابي؟ "ابتسامة ودية حدق بها في رفيقِه، ثم أجاب بهدوء يعكس ما قالِه:
" حسنًا ليس و كأنَّ الأمر تغير .. الجديد فقط أنَّ سامويل ليس بوالدي، و الحقيقي أخبرتني أمي برحيلِه و التخلِّي عني فحسب ، قالت أمها قد حاولت معه كثيرًا لكنه رماني لهما و رفض أخذي معه ، دون أن أنسى أنهُ تبرأ مني و رفضني. "تقابل حاجبيه في عُقدة ليهتف بغيظ:
" كل ذلك حدث دون أن أعلم؟! ..ماذا يحدث فقط معك يا أخي؟! و متى حدث ذلك؟! "حرك كتفيه بلا مبالاة يُجيب دون أن تظهر أي انعكاسات لشعورِ روحه المُتحطمة بالداخل:
" كنتَ أنتَ قد ذهبت ، لم تكُن تعلم سوى أنهُ يؤذيني جسديًا و نفسيًا و قد يبالغ في عِدة أحيانٍ لدرجة أن أفقِد وعيي من شِدة ضربِه لي دون أن تُحرِّك أمي ساكنة! .. و ذلك حدث تقريبًا بعد مغادرتك للمدينة و عن حياتي بست أشهر .. وجدت أمي تبكي بقهر، و وجدت نفسي أتقدم منها و أحتضنها لصدري مُجهشًا معها بالبُكاء، لم أستطع النظر بوجهها فقد كانت مُتأذية من سامويل الذي و بدون أن تلعب الصدفة دورها، دلف خلفها إلى الحجرة و رماني بعيدًا عنها، و لكنها لم تتحدث! لم تعترض قسوته عليْ .. و بدورهما ظلَّ يتشاجران لأتفاجأ انني سبب شجارهما! .. و دون أن ينتبها نطق سامويل بالحقيقة أمامي ثم هرول للخارج راميًا كل شئ يعترضه بغضب! .. "سكت للحظة يتنفس الصعداء ثم زفر فاتحًا حدقتيه المُلونة بالصفاء، ليُردف بهدوء تحت أنظار صديقِه المُتألم لحالتِه:
" جلستُ مصدومًا مما سمعته و دون أن أشعر بنفسي هِجتُ و نهضتُّ أواجهها بكل غضب و انفعال! .. و هي نظرت لي بدورها، كلماتها صادقة و دموعها كذلك! .. أخبرتني بأنَّ سامويل زوجها الثاني و أنه ليس بأبي ، أبي الحقيقي رماها حين علِم بحملها بي! .. لقد إكتفى بالتبرؤ مني قبل أن يراني حتى! .. حسنًا ليس و كأنَّ الأمر لا زال يَهُمُّنِي ، رغم ذلك علاقتي مع أسرتي كعلاقة الطالب الذي يُختبَر في مادة لا يُحبَّها!"أطلق ضِحكة قصيرة قبل أن يعود له المرح فجأة جافلًا الأكبر بصراخِه:
" حان دورُك ، ماذا حدث لك بغيابي؟! "عبوس طفيف رمقه به قبل أن يتحدث، لربما يُغير دفة الحديث، و ذلك ما شجعه أبدًا حين لمح تلك اللمعة الدمعية في عين الأصغر سنًا .. لذا كفه بعثرت شعرُ آش بخفة ، قائلًا بقِلة حيلة:
" حسنًا، بسبب عمل والدي بعد أن ترك عمل القصر عند سامويل ، ذهبتُ لمدينة خارج العاصمة و للأسف ضاع هاتفي لذا لم أستطع مراسلتك كل تِلك السنوات، و تقريبًا كنت يائس من معرفة أحوالك، و أبي المزعج لم يستطع مساعدتي بإيجادك لي .. عشت هناك و تعرفت على أشخاص مختلفين، أخي ايثان علاقتي معه جيدة و هو ملتصق بي تمامًا، أتيت إلى هنا منذ عشرة أيام لكن شخصًا ما من فصلي يكرهني لذا هو دفع عدة أولاد أكبر من شقيقي ليؤذوه لذا جئت مسرعًا كي أمنع ذلك .. حسنًا ليس و كأنني أحب الأعداء لكن سيكون ممتع أن يكون الانسان ذو شعبية و أعداء أليس كذلك؟! ."
أنت تقرأ
رواية " ديجور "(مكتملة)
Actionبأفكارٍ سوداوية، أحكي قصتي، بدموعٍ بلون الدماء أخطو بقلمي، ألوث اوراق دفتري الذي غزته يومياتي المظلمة، أيامي و حياتي التي لُوِنت بقبح هذا العالم ! حين تُحيط بنا الظلمة كان علينا أن نكون عتمة! رواية سوداوية بنهكة المشاعر ! "تمت" . . . بدأت كتابة...