No.13

817 66 173
                                    


كان يجلس في غُرفته شاردًا يتجاهل التوأم بجواره حيثُ يلعبان بكُل شئ لكن بداخلُه كانت تُقام الحروب مما رآه عدة مرات في المدرسة من جهة آش! .. لكن هل يُحادث أخيه؟! .. هل ذلك سيكون مُناسبًا ؟ ..

_" عمي آكيرا! "

التفت يُبعد شروده ليبتسم برِفق لرينا التي امتلأت عينيها بالدموع قبل أن تبكي بخفة هاتفة بشكوى:
" عمي .. رين قام بضربي و أخذ ذلك الدفتر! "

رفع نظره نحو الصبي الأخر ليجده ينظر نحو دفتر للمذكرات أسود و يعبث بأوراقهِ الصفراء العتيقة ، فخفتت ابتسامته يُخاطب الصغير بشئ من الحِزم حين تذكر ما أغضبه:
" رين أُترُك ما بيدك و إذهب لتقف و وجهُك للحائط فأنتَ مُعاقب."

انتفض الصغير يُعيد الدفتر مكانه مُخفضًا رأسه بعبوس قبل أن ينظر لرين بنظراتٍ مُختلسة قبل أن يذهب دون حرف و لو كان والده كان ليعترض ألف اعتراض على العِقاب لكنه يخاف من عقوبات عمه القاسية رغم أنه ألطفُ كثيرًا مُقارنةً مع شخصيته الجادة و قرارته الحاسمة التي كانت تنتهي دومًا بازدياد عقابه حين يعترض وحسب!

تجاهل آكيرا الصغيران بعد أن عبث بخُصلات رينا القصيرة ليتحرَّك مُغادرًا الغُرفة تاركًا التوأم يُناظراه بغرابة ، فهو ليس طبيعيًا اليوم أبدًا منذ عودته من المدرسة بمُفرده دون آش.

يسير نحو الخارج قبل أن يتوقف أمام آرين الذي عاد توًا من الشركة، و قبل أن يتنفس آرين نطق آكيرا بدون مُقدمات:
" آرين لنتحدث بشأن آش قليلًا ...الأمر ضروريّ! "

-------------------

غزارة مياه المطر أضحت أعنفُ من قبل مع تبدُد الضوء بشكلٍ واضح و مع تقدم الساعات نحو الليل .. لتبرُق السماء بصدى رعدها المُخيف!

لحظاتُ القمر الدامية ما كانت الا أسطورةٍ ما تُختلَق لنقرأ عنها و يزداد حماسنا لذلك! .. لكن اليوم كنتُ أنا حاضرًا و القمر ما كان داميًا الا بفعل قُبح هذا العالم الذي لوث عيناه عن المشاهدة!

تقاطُر قطرات الدماء الغادرة على الأرض كان شيئًا يبعث على تقيؤ قلبي و عقلي و التخلص منهما، لكن هل للإنسان أن يعيش بدون قلب و عقل؟! ..
لكني هذه اللحظة هنا فقط تمنيت حقًا ذلك! .. تمنيت لو أتخلص من قلبي و عقلي لأُصبِح مُجردًا من الشعور و مِن الأفكارِ المُهلكة!

ساقي تِلقائيًا انهارت خلف ذلك الجِدار ، تضطرب دقاتُ قلبي كما أنفاسي المسلوبة! تجمدتُّ أحدِق بعينان أغرقها الدموع الفياضة .. غصةً ما في حلقي ارتفعت تنبضُ بشدة! .. ليتني لم أُقرر أن أعود .. لو لم أفعل ما كنت سأرى ذلك! ..

الصراخ العالي الذي كان بين الطرفين اختفى مع اختراق ذلك المعدن الحاد في جُزءٍ من عضلة القلب، و هذا ما وجدتني أُحدق به بينما أخرج من مخبأي و أتجه لأرفعها بين ذراعايّ .. هنا عيناها حدقت في خاصتي و تحررت أخيرًا شهقة مُتهورة مني بينما أنتحب بغير تصديق:
" لا تفعلي! .. لا تتركيني أرجوكِ! .."

رواية " ديجور "(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن