27

155 0 7
                                    

27/October/2018 .. Saturday
09:29 am

استفاقَ هيونجين فارِكاً عينيْه بعشوائيةٍ ، أزعجَهُ نور الشّمس الساطع
- الّذي يتسلّل إلى الغرفةِ من تلكَ النافذة العريضة الّتي تحتلّ حائطاً بأكمله - مداعِباً بشرة وجهِه بأشعةٍ دافئةٍ ، فأخذ الشابّ نفساً عميقاً زفرَه بهدوء ، محاوِلاً استيعاب ما حوله بعدَ كلّ تلك المدّةِ من النومِ ، ثمّ نهض من السّريرِ ذي الأغطيةِ الزرقاءِ بسرعةٍ علّه يُذهِب النّعاسَ

" صباح الخير ، هيونجين الوَسيم ! "
ابتسمَ لنفسه بالمرآةِ كالمَمسوسِ يحادِثها كأنّها شخصٌ آخر ، متغزِّلاً بجمالِه

ثمّ دخل حمام الغرفةِ بينما يدندِن أيّ أغنيةٍ تخطُر ببالِه ، استحمّ وبدّل ثيابه ، ثمّ خرج من الغرفةِ بينما يلملمُ خصلات شعرِه الطّويل على شكلِ كعكةٍ فوضويّةِ الشكلِ

استوقفَه عن استكمالِ طريقه سماعُ كلماتِ إحدى أغاني المطرِب المشهور سوكجين كيم ، فابتسمَ تلقائيّاً ، فمنْ لا يعلمُ أنّ هـٰذا المطرِب هو المفضَّل لأنستازيا ، كلّ من عاشرها ولو لمدّةٍ قصيرةٍ يعلم هـٰذا

اتّجه نحو مصدر الصّوت ، فكان المطبخَ ، وحين رآها بذلكَ الشكلِ ، أصبحتْ ابتسامتُه الطفيفةُ عريضةً تُفرحُ النّاظر ، كانتْ ترفعُ شعرها في كعكةٍ فوضويّةٍ كَما هوَ ، وتدندنُ بكلماتِ الأغنيةِ بكلّ هدوءٍ واستمتاعٍ بينما تقطِّع بعض الخُضار بتركيزٍ

اقتربَ من البابِ يتكّئُ عليه مراقِباً لحركاتِها السريعةِ ، حيث تتفقّد البيضَ الموضوعَ في الماء ، والمشتعلةِ من أسفلِه النيرانُ كلّ دقيقةٍ ،
ثمّ تعودُ لتقطّعَ البصل وتمسحَ دمعةً هربَت من عينيها بسببِه ، ثمّ تقلِّبُ في الخزائن بحثاً عن حاجةٍ لم يعلمها الواقفُ ،
وتزدادُ ابتسامتُه اتّساعاً حينما تتأفَّف من خصلاتِ شعرها الّتي تمرّدتْ وهربَتْ لتضايقَ بشرةَ وجهها ذاتَ النّمشِ الطّفيف الّذي يزيدُ جمالَها جمالاً .

" واللّعنة ! أين يضعُ هيتشول حبوبَ السّمسمِ ! "
لعنَت الفتاةُ بصوتٍ خفيضٍ متأفِّفةً

اعتدلَ هيونجين في وِقفتِه بعد أن طالتْ ، اقتربَ من المتذمِّرةِ بهدوءٍ مُمَوضِعاً ذقنَه بين كتفِها وعنقِها المكشوفِ ، فاخترقتْ رائحة اللاڤندِر المنبعِثةُ من خصلاتها الرّطبةِ أنفَه ، أغمضَ عينيْه باسترخاءٍ يشتمُّ تلك الرائحةَ الزكيّة ، لكنّ ابتعاد أنستازيا عنهُ فجأةً قطَع استمتاعَه

" ماذا تظنّ نفسكَ فاعلاً ، هيونجين ؟ "
صدّته مستنكرةً فِعله الّذي فاجأها

" صباح الخيرِ لكِ أيضاً ، أنستازيا ! "
ردَّ ساخراً بعد أن ابتعد عنها متّجهاً نحو الطاولةِ الصغيرة في منتصفِ المطبخِ جالساً فوق أحد كَراسيها الجلديّةِ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 25, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أَنَـسْـتَـازْيَـا .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن