chapitre 1 :

1.9K 80 9
                                    


‏هناك شخص يعرف كُل أخطائك وضعفك ومازال يراك مُدهشًا تماماً✨💜
~~~~~~~~~~~~~~~


كانت أشجار الصنوبر العملاقة تتمايل بتناسق مع هبوب رياح باردة من الشمال ، كنت أراقبها باستمتاع خلف زجاج السيارة المتوجة نحو مكان مجهول بالنسبة لي ، أنا ضائعة الآن بين المشاعر التي تصارع بعضها البعض في قلبي ، لست خائفة أبدا ولكنني أشعر بالتوتر و الحماس ، فأخيرا تخلصت من الميتم اللعين الذي يديره ذلك الأصلع السمين ، أخيرا سأتخلص من تنمره و ٱستهزائه بي ، فأنا مجرد بشرية ضعيفة بالنسبة له ، في حين أنه من أحد مستذئبي مملكة المخلب الفضي ، مهلا لحظة هل أخبرتكم بأنني البشرية الوحيدة كما يظنون في ذلك الميتم ، فالآخرون كانوا إما مستذئبين مثل المدير الغبي أم ينتمون إلى أصناف أخرى كالسحرة و الشياطين ومصاصي الدماء و السايرن ... إلخ ، لا عليكم في قصتي ستتعرفون على كل صنف على حدى ، ولكن بفضل أحدهم سأتحرر أخيرا وسأنتقل لأعيش في أكاديمية نسيت إسمها ، فعندما ٱستيقظت البارحة من نومي على صراخ المسؤولة عن القسم الذي كنت أتواجد فيه في الميتم توجهت نحو المدير بعدما أمرتني بصوتها الشبيه بغراب أصم بفعل ذلك ، وهناك رمقني بنظرته الكريهة وهو يخبرني بصوته المقرف : لا أعرف كيف حصل ذلك ؟ ولكن هناك من يريد أن يتم قتلك بسرعة لذلك ستلتحقين بأكاديمة دريمليسا حيث سيتم سحقك بسرعة ! وذلك المحسن الغبي الذي لم يعرف أين يصرف أمواله ليفعل ذلك على حمقاء مثلك سمح لك بأخذ من تريدين من الميتم ليرافقك إلى هناك !!!
وبالطبع أنا لم أهتم بالجزء الذي قال فيه بأنه سيتم سحقي لأن لا أحد يستطيع فعل ذلك ، ولكنني كنت متحمسة لمغادرة ذلك المكان الذي حبست فيه بسب أحدهم ، هززت رأسي لأنفض أفكاري عن ذلك الشخص الذي ستتعرفون عليه قريبا ، فهو يستمر بالظهور أمامي وفي أماكن غير متوقعة ، وهو من منعني من الهروب من ذلك الميتم الذي بني للقضاء على الروجز ، والروجز يطلق على المسذئبين المشردين الذين لا ينتمون لأي مجموعة والذين غالبا ما يصبحون أشرارا يهتمون بأنفسهم فقط ، وبسبب تواجد الكثير من الكائنات الأخرى المشردة توسع ذلك الميتم ليضمها كلها ، و ....
- أين شردت يا كتلة الجليد ؟
إلتفت إلى تلك الفتاة الشقراء التي تجلس بجانبي والتي كانت ترمقني بعيونها الزرقاء بنظرة فضولية ، هل تتذكرون عندما أخبرتكم بأن ذلك الغني الذي أنقذني من سجني سمح لي بأخذ من أريد من الميتم ، حسنا وانا قررت طبعا أن آخذ معي صديقتي المقربة ، هي ساحرة نور ، فقدت عائلتها في الحرب التي فقدت فيها عائلتي أنا أيضا ، ونقلنا للميتم وهناك كبرنا وأصبحنا عائلة بعضنا البعض الوحيدة ، هي تمتلك قوة هائلة جعلت جميع من في الميتم يخضع لها ، حتى أن ذلك المدير اللعين كان يتجنب أحيانا مضايقتي من أجل ألا تجبره على الإعتذار بقواها ، هي لم تهرب من الميتم من أجلي ، هززت رأسي لأنفض أفكاري وأنا أجيبها : هل أنت متوترة ؟
رسمت إبتسانة واسعة هلى خدها وهي تمد يديها لتعانقني بدفئ كما تفعل عادة ، فهي فتاة دافئة على عكسي ، ولكنها لا تظهر جانبها اللطيف إلا لي : لست متوترة أبدا ! لأنك معي !
أخذت نفسا عميقا و أنا أبادلها العناق : هناك ستلتقين بسحرة نور آخرين ، وستلتقين بمستذئبين أقوياء بخلاف ذلك اللعين ، ومن يعرف الكائنات الأخرى التي قد نلتقي بها هناك ! لذلك يجب عليك أن تتحكمي بنفسك ، أنا لن أستطيع إنقاذك من المشاكل التي تورطين نفسك فيها وأنت تعرفين السبب !
ابتعدت عني موجهة إصبعها نحوي : ما دمت معي لن أخاف من أي مخلوق مهما كانت قوته !
هززت رأسي بيأس وأنا ألتفت مجددا لأتأمل جمال حبات الثلج التي تتساقط بخفة لتشكل بساطا أبيض على أرض الغابة ، هي محقة ، أنا لن أسمح لأحد بأن يؤذيها وهي أيضا لن تسمح لأحد بأن يضايقني ، ولكنني لا أعرف لماذا قلبي ينبض بمشاعر غريبة عني ، لا أعرف سببها حتى ....
كانت كثافة الأشجار تنقص كلما اقتربنا من تلك البناية التي لمحتها من بعيد ،كانت تبدو كقلعة تاريخية قديمة ، كانت بناية شديدة السواد وطويلة لدرجة أنك لن تستطيع رؤية آخر طابق لها إن لم تمتلك نظرا خارقا مثلي ، اوه هل كشفت أحد أسراري ؟ لا بأس يمكنني أن أخبركم بأنني أمتلك نظرا خارقا لا تمتلكه الكثير من المخلوقات ، سمعت قهقهة صديقتي بجانبي وهي تتأمل تلك القلعة الغريبة ، نسيت أن أخبركم بأن اسمها هو كرستينا ، نقلت نظرها نحوي باستمتاع : ذكريني أن أشكر ذلك الغني القوي لأنه أرسلنا إلى هنا !
قطبت حاجباي وأنا أنقل نظري نحوها : هل أنت أيضا تشكين بأنه هو من توسط لنا لنأتي إلى هنا ؟
هزت رأسها بيرعة : أنا متأكدة ، ففي آخر حصة لتدريبنا معه أخبرنا بأننا جاهزات للإنتقال للمرحلة التالية .
هززت حاجباي بسرعة وأنا أفتح باب السيارة بعدما توقفت أمام تلك البوابة الضخمة ...
أخذت أنا وكرستينا حقائبنا من السيارة وتتبعنا ذلك الرجل النحيف الذي استقبلنا عند البوابة ،كان يرتدي ملابس شديدة السواد كشعره الطويل بخلاف بشرته البيضاء كحبات الثلج ، إنه مصاص دماء من النبلاء ، والهالة التي تحيط به تؤكد لي بأنه قوي جدا ، كنت أحدق في ظهره بشرود عندما إلتفت إلي فجأة ليقول بصوت بارد : لقد وصلنا يا أنسة أكروست
رمشت بعيناي عدة مرات وأنا أنظر الى المكان الذي يشير إليه ، لقد كانت ساحة كبيرة تحتوي على عدد هائل من الطلبة ، كانو ينتمون لفصائل مختلفة ، ولكن ما جعلني ألعب بلساني في فمي ببرود هو نظرتهم التي حولوها جميعا إلي ، كانو يرمقونني بسخط و اندهاش ، لا شك أنهم عرفوا بأنني بشرية لأنهم لم يشموا أي رائحة صادرة مني ، ولكنني تجاهلتهم عندما همست كرستينا : أظن بأن فكرة الخروج من الميتم كانت سيئة !
- وهذا ما أظنه أيضا !
قال مصاص الدماء ذاك وهو يمرر نظره علي ويتأملني بسخط ثم أردف : لم يجدر ببشرية ضعيفة مثلك أن تنضم لأكاديمية مرموقة كهذه الأكاديمية ، لا أعرف لماذا أنت هنا ، ولكن مرحبا بك في الجحيم .
أنهى جملته وهو يلتفت للطلبة الذين لاشك أنه سمعوا كلامه بسبب سمعهم الخارق و نظرتهم الممتنة لذلك الغبي الذي عبر على رأيهم بسلاسة ، لقد تعمد قول ذلك أمامهم لكي يعرف الجميع أنه مسموح لهم أن يتممرو علي كما يريدون ، رفعت حاجبي الأيمن بسخرية وكنت أنوي تجاهله ولكن صاحبة اللسان السليط التي جلبتها معي تحدثت : هل تعرف شيئا أيها العجوز الذي حافظ على ملامحه الشابة وقوته بفضل دماء باقي المخلوقات ؟ ....رأيك الشخصي ضعه في مؤخرتك !
هززت رأسي بيأس وأنا ألعنها في رأسي بعدما التف وقد تلونت عيونه بأحمر قاتم بسبب غضبه : ماذا قلت أيتها الساحرة الضعيفة ؟!!!
كان على وشك صفعها عندما أمسكت يديه ببرود : يدك ! إن أردتها أن تبقى مكانها فمن الأحسن لك ألا ترفعها مجددا على أملاكي .
قاطعتني كرستينا بغباء : لست أحد قطع ملابسك أيتها اللعينة ! انا صديقتك !!
تجاهلت تعليقها الساخر وأنا أواصل معركة التحديق الصامت مع مصاص الدماء ذاك ، والذي لسبب أجهله عاد لونه عينيه للونهما الطبيعي وقد لمعتا ببريق غريب لم أفهمه ، ولكن بسرعة نزع يده من قبضي قائلا بسخرية : غبية ! أنت حقا لا تعرفين مع من تورطتي ... صمت للحظة ثم استدار وتحرك مجددا قائلا : هيا يا آنسة أكروست لتقابلي المدير .

نقلت نظري نحو كرستينا التي كانت تتأمل زخرفة جدران الآكاديمة بأعين مندهشة والتي نقلت نظرها لتحدق في الطلبة بانزعاج متمتة : تبا لما لا يوجد طالب وسيم هنا !
جررتها من يدها لألحق بذلك الشيطان : هيا يا لعنة حياتي !
لم تنتبه لما قلته فقد كانت مشغولة بالتحدث مع نفسها : المستذئبون هم الأكثر وسامة ولكن لما لا أشم رائحة أي مستذئب هنا ، تبا تبا تبا ، أتمنى أنا أكون رفيقة الألفا الخاص بهم ، ولكن إن لم يكن وسيما سأكون في مشكلة كبيرة ....

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
البداية قد تكون مملة قليلا ولكن الأحداث القادمة ستكون جميلة ، وسأنشر جزءا آخر عندما أجد بأن هناك من يهتم لقراءة روايتي 🙈

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن