chapitre 7:

1.1K 67 6
                                    

حينَما أريتُه جانِبي المُظلِم
حاول إضاءتي
حينَها شعرت
بأنني انتصرتُ بهِ على الدُنيا
هو انتصاري
و مكاني الآمِن وَ كلُّ جَيشي 🤎

~~~~~~~~~~🌨️~~~~~~~~~~


أغمضت عيناي متجاهلة وجوده قدر الإمكان رغم أن رائحته لا تساعد على ذلك ، تزايدت وتيرة تنفسي أكثر وأنا أشعر بيده الممتدة لتربت على شعري بهدوء ، ابتلعت ريقي وأنا أفتح عيناي لألمح رماديتيه تتأملان ملامح وجهي ببريق غريب ، تحكمت في تنفسي وتأملت عيونه بصمت كما كان يفعل هو وقد كنت لا أزال مستلقية على الأرضة متكورة حول نفسي ، الهواء البارد جعل بعضا من خصلات شعره السوداء تتمرد لتسقط على جبينه ، ولكنه لم يزل عينيه عن خاصتي ، وانا لم أفعل ، كان الهدوء الذي يحيط بنا مريحا جدا لقلبي ... استمررنا على وضعيتنا لدقائق كثيرة إلى أن أبعد يديه وحدق في مكان بعيد وهو يخاطبني بنبرته الباردة التي تغللها بعض الدفئ الذي أدهشني : أعتقد بأنك بخير الآن .
نهضت لأجلس بجانبه وأنا أحدق في نفس المكان البعيد الذي كان ينظر إليه : من تكون بالضبط ؟
أدار وجهه ببطء نحوي وهو يحدثني بعدما رفع يده ليرجع خصلات شعره للخلف بخفة : هذا كان يجب أن يكون السؤال الذي سأطرحه أنا عليك ...فاسيليا !
نقلت نظري نحوه بسرعة بعدما سمعت اسمي الذي نطقه بطريقة مميزة ، اخذت نفسا عميقا وأنا أتأمله بصمت ثم حدثته بنفس نبرته الغريبة : ربما الأيام القادمة ستكشف لك أسراري كما ستفعل لأسرارك معي .
ظهر شبح ابتسامة على وجهه وملامحه الباردة وهو يجيبني : مالذي يجعلك متأكدة هكذا ؟!
ٱبتسمت بسخرية وقد تجرأت على وضعي رأسي على كتفه لأنعم ببعض الراحة ، أنا لن اهتم بما سيعتقده عني ، كل ما يهمني الآن هو أن المشاعر السيئة التي كانت تخنق قلبي اختفت بقربه ، لذلك سأستغل تواجده معي في هذه اللحظة ، اغمضت عيناي وأنا أحدثه ببرود : رابطتنا ، فعلت !
شعرت بتصلب جسمه و تحديقه في وجهي بجمود قبل أن يستند هو الآخر على رأسي بطريقة جعلت قلبي يدق بسرعة ويطالب بالبقاء هكذا لأطول مدة ممكنة ، ثم حدثني بنبرته الباردة : صدقيني ، الرابطة التي تتحدثين عنها لا تؤثر بأمثالي .
تنهدت بصوت مسموع وأنا أستشق رائحته بتخدر ، على من يكذب ؟ الرابطة تؤثر على الجميع ، هو يريد فقط أن يظهر لي بأنني لا أهمه ، على كل حال هو أيضا لا يهمني ، كل ما يهمني أن قربه ورائحته قادرة على تهدأتي وطرد المشاعر السلبية من قلبي ، أنا لم أحبه ولن أفعل في المستقبل ، سأستغل قربه من أجل نفسيتي فقط ، طردت أفكاري ثم سألته وقد سمحت لفضولي أن يغلبني : أنا لا أعرف اسمك بعد !
شعرت به يأخذ نفسا عميقا وكأنه كان يخبأ رائحتي داخل صدره كما كنت أفعل ثم أجابني بنبرة رجولية هادئة :ماكسيميليان !
ماكسيميليان !!! اسمه مميز وجميل جدا ، بالطبع لم أقل له ذلك بل صمت ورسمت ابتسامة بسيطة وصادقة على وجهي ، لأنني ولأول مرة في حياتي أشعر بهدوء أفكاري ....
★كرستينا ★
لم أعرف كيف سأتصرف ، انا خائفة واللعنة على تلك الغبية التي ذهبت لمفردها نحو المجهول ، لم تسمح لي باللحاق بها ، كنت على سطح الأكاديمية أمشي ذهابا وأيابا أفكر في حل لأعثر عليها ، لقد حاولت بسحري ولكنها بنت جدارا طاقيا حولها يمنعني من الوصول إليها ، أغمضت عيناي بيأس وكنت على وشك البكاء ، لا أريد أن يحدث لها أي مكروه أبدا ، ولكن فجأة شعرت بنسيم بارد يلفح خداي وبنور ذهبي جعلني أضيق عيناي بضيق ظهر خلفه المدرب ، ما إن رأيته اتسعت ابتسامتي وأنا أركض نحوه : أيها المدرب ! فاسيليا ، أنا لا أستطيع الوصول إليها !
ٱبتسم تلك الإبتسامة الهادئة والمطمئنة وهو يحدثني بصوته الطيب : إنها بخير الآن ، أكثر من أي يوم عاشته حتى .
لم أفهم قصده لذلك سألته بفضول : مالذي تقصده أيها المدرب ؟!
- لا عليك ! سأدعها تخبرك بنفسها ... أنا أتيت لأتحدث معك عن موضوع آخر...
عقدت حاجباي بدون استفهام وأنا أرى تعابيره الجدية فاستمعت له بحذر وهو يقول : هناك بعض الخونة في هذه الأكاديمية ...
لم يكمل كلامه لأنه اختفى فجأة كما ظهر فجأة عندما سمعنا صوت فتح باب السطح تلاه دخول ذلك البيتا المتبجح بابتسامته الواسعة التي رسمها على وجهه ما إن رآني ، اقترب مني واضعا يديه في جيوب سرواله وهو يحدثني بسخرية : مالذي تفعله كريس الصغيرة لمفردها على السطح !
للحظة تذكرت كلمات فاسيليا عن احتمالية كوني رفيقته ، اقتربت منه بنظرات خبيثة وأنا عازمة على اكتشاف الأمر اليوم ، كان يحدق في وجهي بتمعن ، ابتسم باتساع وأنا أمد يدي لأضعها على خده ، رأيت كيف لمعت عيونه ببريق أحمر وكيف انه ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر في عيوني بنظرة غريبة ، لا أنكر ان شرارة كهربائية صغيرة و مشاعر دافئة غمرت قلبي ، ولكن لم أسمح لهذا أن يجعلني أنسى سبب اقترابي منه...إبتسمت أكثر وأنا أنقل يدي لأذنه وبحركة سريعة مددت يدي الأخرى وأدرت رأسه ثم نظرت لمكان العلامة خلف أذنه ......
دفع يدي وهو يصرخ : ما اللعنة ؟ هل أنت غبية ؟!
تنفست الصعداء وأنا أدور حول نفسي بسعادة متجاهلة إياه : هو ليس رفيقي !! فاسيليا مخطئة !!!
شعرت بيده التي قبضت على معصمي بقوة ليجعلني أستدير نحوه ثم سألني بنبرة غريبة عن نبرته المعتادة وهو يرمقني بنظرة حادة : مالذي تقصدينه بكلامك هذا ؟ - ابتسمت ببلاهة وانا أحدق في وجهه، لم أعرف بما أجيبه ، هل أخبره انني كنت على وشك قتله لأنني أشك بأنه رفيقي وهو ملتصق بتلك السمكة اللعينة ؟! انتشلني من أفكاري وهو يضغط أكثر على يدي قائلا - لماذا كنت سعيدة بعدما تأكدت بأنني لست رفيقك ؟!
اللعنة ! هو يعرف بالفعل أنني كنت أشك بأنه رفيقي ، تنفست بعمق وأنا أدفعه من يده لأحرر معصمي ثم صرخت في وجهه : ما شأنك أنت !؟ إذا عاملت فتاة رقيقة مثلي بهذه الطريقة مجددا سأقتلك ، أقسم أنني سأقتلك ! ... وأنا سعيدة جدا لأنك لست رفيقي لأنك أيها اللعين تخون رفيقتك مع تلك الأوليفيا قبل أن تلتقي بها حتى !
فغر فاهي باندهاش وأنا أرى تحول لون عينيه للأحمر القاتم ، ٱقترب مني بهدوء وقد رسمت ابتسامة عابثة على وجهه الوسيم ، تبا ! هل قلت وسيما الآن !؟ لا هو ليس كذلك !! بل هو كذلك !! كرستيييينا ركزي أيتها الغبية !! ان هذا المتوحش يقترب مني بخطوات هادئة ! هل سيتحول لجرو الآن ، أنا لست ضعيفة ولن أظهر له انجذابي لعينيه اللعينتين ، ما إن وصل إلى نطق بنبرة رجولية خشنة امتزجت بزمجرة ذئبه التي جعلت شرارة من الكهرباء تسري في عمودي الفقري : أنت لا تعرفين أي شيء أيتها الصغيرة !! لذلك إذا أردت ان يبقى لسانك في مكانه فضعي له لجاما ولا تجعليه ينفلت منك عندما أكون أمامك !
رفعت حاجبي الأيمن بسخرية وأنا أجيبه : إذا كنت ذكيا فستعرف أنك أنت أيها الحيوان ذو القوائم الأربعة من يحتاج إلى اللجام !
سمعته يقهقه بصوت عال وهي يمد يده ليمسك بإحدى خصلات شعري قائلا : أنت جريئة جدا أيتها الشقراء !
نظرت نحوه بثقة بعدما عرفت بأن المتحدث الآن هو ذئب كرستيان وليس هو ، ثم رفعت يدي لأدفع يده بقوة : لم أرى في حياتي ذئبا منحرفا مثلك ! أنا أشعر بالشفقة على رفيقتك ... قلبك مثل الفندق أيها الجرو ، وعلى ما يبدوا فلن تكون هي النزيلة الوحيدة فيه ، بل سيكون مليئا بالكثير من الفتيات ....
قاطعني وهو يشدني من معصمي مجددا : لقد أخبرتك بأنك لا تعرفين شيئا !!!
قاطعته وأنا أهمس بإحدى التعويذات ، لقد حذرته من معاملتي بقسوة ، وهو لم يستمع إلي ، توهجت عيناي بالأبيض و ظهرة كرة بيضاء في يدي رميته نحو بقوة ، ولكن لدهشتي فهي لم تؤثر به كثير ، لأنه تراجع خطوتين فقط للخلف بعدما تجعدت ملامح وجهه لنصف ثانية فقط بسبب الألم ، ثم حدق مجددا في وجهي كأن شيئا لم يحدث ، في العادة عندما أوجه كرتي النورية نحو أحدهم فهو يطير ليسقط في مسافة بعيدة جدا ، ولكن هذا المتوحش اللعين قوي جدا ، نظرت نحوه بغضب عندما رأيت ٱبتسامته الخبيثة : لست ندا لي أيتها المبتدئة ....
عضضت على شفتي السفلى لكي أتحكم في نفسي ،هو يريد إغضابي وهذا ما لن أمنحه إياه ، حولت بسرعة ملامحي الغاضبة إلى أخرى ساخرة وأنا أحدثه بعدما شممت رائحة فاسيليا وهي قادمة من بعيد : كان اللعب معك مسليا أيها الجرو ! ولكن يجب أن أغادر الآن .
لم أسمع رده أو أنظر إلى وجهه لأنني ركضت بسرعة نحو مصدر الرائحة ، يجب أن اتكدن من سلامة تلك اللعينة التي تخيف قلبي الصغير عليها .
**********

- فاسيليا أكروست !!!
صرخت باسمها ما إن لمحتها وهي تتوجه لتدخل نحو الكافتيريا ، إلتفتت نحوي بنظرات الجرو خاصتها ، ثم ابتسمت ببلاهة وهي تحك مؤخرة رأسها قائلة : هل أنت غاضبة ؟
ضيقت عيناي وأنا أتأمل وجهها و أتفحصه ، ودون سابق إنذار جررتها من يديها وعانقتها بقوة كما لم أفعل من قبل ، هي تخفي آلامها عني وهذا يؤذيني كثيرا ، ولكنها تظن بأنها عندما تفعل ذلك فهي تحميني ، شعرت بيديها وهما يرتفعان ليحيطا خصري برفق وبصوتها الهامس : أنا بخير !
ابتعدت عنها ثم غيرت نظراتي إلى أخرى غاضبة وأنا أصرخ بها : كيف تجرئين على أمري بالبقاء هناك ، إن استعملت نبرتك الآمرة علي مجددا فلن أرحمك يا أكروست !
رفعت حاجبها بسخرية : لقد حطمت رقما قياسيا جديدا ! اليوم أصبحت لطيفة لأكثر من ثانيتين ! كريسيتي !
لم اكد أجيبها عندما رأيت جزرتين بشعر مجعد كثيف وهما يشدانها من يدها في نفس الوقت ، عقدت حاجباي وأنا أرى تلك الفتاة التي لا أعرف إسمها تسأل فاسيليا بقلق : فاسيليا هل أنت بخير ؟
قاطعها الآخر : لقد كنت تبدين بحالة سيئة !!
منذ متى وهي تعرفهم ، حتى أنها لم تنزعج منهما وهذا غريب جدا ، لأن فاسيليا ببساطة لا تحب الإقتراب من أحد ، ولكنها بالمقابل هزت رأسها قائلة بهدوء : أنا بخير !

إلتفتت إلي فاسيليا مجددا لتحدثني ولكن تلك الجزرة جرتها من يدها وهي تتوجه نحو الكافتيريا قائلة : هل تحبين شرب مشروب ساخن أو بارد ؟! ما رأيك أن نشرب عصير البرتقال ! إنه لذيذ جدا !
إبتسم الفتى الواقف بجانبي وهو يلحق بهما بعدما همس لي : كايلي تحب تلك الفتاة جدا !! هيا انضمي إلينا أنت أيضا !
ماذا ؟ ها يعزمني لأنضم إليهم ، أليس هما من عزما أنفسهما لينضما إلينا ، سأرتكب مجزرة الآن ، لا أحد سيتقرب من صديقتي أمامي ، طردت أفكراي وركضت لألحق بهم .
فاسيليا ★
لا أعرف حقا لماذا لم أبعد كايلي عني ، أكره ان أشعر بالدفئ عندما تكون بجانبي ، وكأن قلبي كان عبارة عن لعبة بازل و كايلي ودومينيك هما إحدى القطع التي سأجمعها فيه مع قطع اخرى قد اجدها في المستقبل ، كنت أراقبها شعرها المجعد وهي تجرني من يدي ، هي وبطريقة ما تشبه شخصا من ذكرياتي ... عقدت حاجباي بغير رضى عندما شممت رائحة إيثان في الأجواء ، بحثت عنه بعيناي وحالما رأيته رمقني بنظرة باردة ومخيفة ،كان يجلس بمفرده في أبعد طاولة عن باقي الطلبة ، شعرت بكايلي وهي تقف مكانها لتحدق فيه بنظرة متحمسة قائلة : مرحبا إيثان !
هو لم يزل عينيه عني وهو يحدثها ببرود : مالذي تفعلينه مع هذه الفتاة !
كان دومينيك من يتحدث هذه المرة وهو يقترب ليحيط كتفاي بيده قائلا بابتسامة سعيدة : هي ستصبح صديقتنا !
رسم إيثان ابتسامة ساخرة على وجهه وهو يزيل حدقيتيه عني ليتأمل كأس القهوة الذي لم ألاحظ انه يتمسك به بيديه قبل هذه اللحظة : ويقولون بأن الشياطين أكثر خبثا من البشر !
كنت سأجيبه ولكن كرستينا الثائرة سبقتني : مابالك مع صديقتي أيها الشيطان الغبي ؟هي أنقذت حياتك ! يجب أن تكون ممتنا لها !

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن