chapitre 4 :

1.2K 71 2
                                    

‏- أنا هُنا حين تخونَك ، الشوارِع ، والطُرق حين تفقد القدرة على فهم الأشياء من حولك وتغدُو بِلا وجهة وأصدقاء ..
''هاكِ كُلي وأتكئ''💙

~~~~~~~~~~~~~~~~~~


★ فاسيليا


شعرت بأحدهم يلكز خدي بلطف لينتشلني من بحر الظلام الذي كنت غارقة فيه ، حاولت فتح عيناي ولكن لم أستطع بسبب رغبتي الشديدة في النوم لوقت أكثر .... فجأة بدأت أحداث الليلة الماضية تمر أمام عيناي كشريط سنمائي بطيئ ..... تذكرت تلك الأحاسيس التي شعرت بها قبل أن أفقد الوعي ففتحت عيناي باتساع وجلست على سريري ممسكة الغطاء بكلتا يداي ، فتحت فمي بٱندهاش وسمحت لقلبي أن يتراقص على أنغام السعادة ، لقد وجدته ، لقد وجدت رفيقي ، لم أرمش بعيوني ولم أنتبه للمكان الذي كنت متواجدة فيه إلا عندما سمعت قهقهة كرستينا وهي تشير إلي بيدها قائلة : سأدفع عمري ثمنا لمعرفة السبب الذي يجعلك تبدين كجرو مشرد هكذا !
ٱبتلعت ريقي وأنا ألتفت نحوها ، لاحظت أنني في غرفتنا فسألتها بسرعة : كيف وصلت إلى هنا ؟
رفعت حاجبها بسخرية : لم أكن معك لأعرف إن عدت إلى الغرفة مشيا على أقدامك أو يديك ! انا عندما عدت الليلة الماضية وجدتك نائمة في الغرفة .
رفعت يدي وبعثرت شعري الأسود القصير بعشوائية ، هل يعقل أنه هو من أحضرني إلى هنا ، تبا ! أنا لم أرى شكله حتى ، إنتشلي صوت كرستينا اللعوب من أفكاري : إعترفي فاسيليا ! مالذي حصل معك ليجعلك تبتسمين طوال الليلة الماضية في نومك !
ضيقت عيوني وأنا أنظر إليها ، هل كنت أبدو كمراهقة حصلت على حبيب أخيرا، ولكن لا أنكر أنني أشعر بالسعادة ، ولكن لماذا ذهب وتركني خلفه هكذا ، سمعت سخريتها : فاسيليا أكروست ! لماذا إحمرت خدودك هكذا ، اعترفي ما الذي حصل ! هيا أخبريني و إلا سأجعلك ترين أسوء شيء قد ترينه في حياتك !
وضعت كف يدي اليمنى على خدي لأستشعر حرارته وحدقت فيها : هل تقصدين وجهك ! ، أنا أراه يوميا !

صرخت باسمي بصوت عال قبل أن تندفع لتقفز علي ولكنني قهقهت باستمتاع وأنا أتجنبها ثم هربت نحو الحمام .
تقدمت من المرآة الكبيرة المعلقة على الجدار لأتأمل وجهي ، إبتسمت وأنا أضم جسمي برفق : لا بأس فاسيليا ! أنت بخير ، لقد وجدت رفيقك أخيرا ! لقد وجدت أملك الأخير ... قد يكون السفينة التي ستنقذك من بحر أفكارك السوداء ، سيغمرك بالحب إلى أن تشفي من جروحك ، ستكونين بخير ... ستكونين عائلة صغيرة ولطيفة لتحققي حلمك ، سيكون لديك بعض الأطفال ، ستحبينهم كما كنت تريدين أن يفعل والديك ، لن تتركيهم يحاربون الحياة بوحدهم ...

حدقت مجددا في المرآة .... توسعت عيوني بٱندهاش مما أراه أمامي ، تراجعت خطوة للخلف وأنا أبتلع ريقي ، أنا عادة لا أتحول إلا عندما يكون مدربي معي ، لقد تحول لون شعري من الأسود إلى الأبيض الناصع ، وتغير لون عيناي الرصاصي إلى لون محيطي شبيه بلون المحيط في ليالي الشتاء الباردة .... بشرتي البيضاء أصبحت أكثر لمعانا ، رفعت يدي بعدما شعرت بٱرتفاع كبير في درجة حرارتهما ، لقد كان الثلج يغطيهما بشكل كامل ، ولكن لا أشعر بالبرودة أبدا ، بل أشعر بأنهما على وشك الذوبان بسبب درجة حرارتهما المرتفعة ، إبتسمت بٱطمئنان وأنا أحدق في المرآة : أنا أثق بالمدرب !

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن