chapitre 3 :

1.2K 77 11
                                    

دافِئةٌ جدًا، فِكرةُ وُجودِكَ بالجِوار 🫂🤎.

~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الممر أطول مما ظننت ، لقد استعجلت عندما غادرت الغرفة بدون صديقتي البلهاء ، لأنني أحتاج فعلا إلى رفقة الآن ، ولكن لا أنكر أنني ٱستمتعت بتأمل اللوحات والنقوش التي زينت الجدران ، لقد كانت لوحات مرسومة باليد لمخلوقات قوية حققت إنجازات عظيمة للعالم في الحروووب الماضية ، توققت عن الحركة حالما مرت صورة الدم والجثث أمام عيناي عندما نطقت بتلك الكلمة التي تجعلني أفقد السيطرة على نفسي أحيانا عندما ينطق بها أحد أمامي ، لولا الحرب لكنت الآن في أحضان والدي ، ولربما كان لدي بعض الإخوة أيضا ، كورت يداي وأنا أحدق بغضب مكبوت في باقي اللوحات ، إلى أن وقع نظري على ملكة مملكة فلايوولف للذئاب البيضاء ، أملت رأسي قليلا و أنا أتأملها ، تسللت ٱبتسامة دافئة إلى شفتاي ليخمد بركان غضبي ، إقتربت بخطوات بطيئة من اللوحة إلى أن وصلت إليها ، حافظت على ٱبتسامتي وأنا أمد أصابع يدي لألمس ملامحها ببطئ وهدوء ، شيء ما يجذبني لهذه المرأة بقوة ، لقد عشقتها منذ طفولتي وتمنيت أن أمتلك نصف قوتها أو حتى جزءا بسيطا من شخصيتها ، لقد سمعت عنها الكثييير ، هي ٱمرأة جميلة جدا ، تمتلك ملامح بريئة وعيونا عسلية براقة ، كانت أقوى ملكة في عصرها ، ضحت بنفسها من أجل الحفاظ على مملكتها ، انزلت يدي قليلا لألمس إسمها بشرود "إيف كلوريد " الذي كتب بخط يوناني ذهبي في الجزء السفلي الأيمن من اللوحة ، سحبت يدي رغم أنني وددت تأملها أكثر عندما شممت رائحة لطيفة خلفي ، أغمضت عيناي وأنا أستنشق أكبر قدر ممكن من هذه الرائحة الشبيهة بالشكولاطة والافندر ، ولكن لا يعقل أن يحدث هذا ، هذه تكون رائحة الرفيق فقط، فتحت عيوني باندهاش وٱلتفت بسرعة نحو صاحب هذه الرائحة بملامح باردة مخفية تأثير رائحته علي ، فهو لم يكن مجرد مستذئب عادي ، توسعت عيوني وٱبتلعت ريقي بتوتر عندما رأيت إبتسامته ونظرته المطولة نحوي ، لقد كان شاب طويلا وقوي البنية ، يمتلك شعرا كستنائيا كلون عينيه الفاتنة ، لا أريد أن أبالغ ولكنه أجمل شيء رأيته يوما ، أين أنت يا كرستينا ؟ لو كنت هنا لفقدت وعيك يا صديقتي ، إقترب نحوي بخطوات بطيئة وهو يضع كلتا يديه في جيوب سرواله ، رغم الثلج المتساقط في الخارج إلا أنه كان يرتدي قميصا أبيضا بدون أكمام يظهر وشم الذئب الأسود الكبير الذي يغطي يده بأكملها ، رائحته اللعينة تجلعني أشعر بالتوتر ، لماذا يؤثر علي بهذه الطريقة ، هو ليس رفيقي ؟! ما إن وصل إلي حدق مباشرة في عيوني وبدأ يدور بنفس البطئ حولي ، اللعنة لقد بدأ يغضبني ، فاليذهب هو وهذه الرائحة المذهلة الصادرة منه إلى الجحيم ، فأنا رفعت يدي ومسكته من مرفقه قائلة بنبرة باردة تخفي ما أشعر به : هل أنا جميلة إلى هذه الدرجة أيها البيتا لأجعلك تدور حولي كالنحلة هكذا ؟
رفع حاجبه الأيسر وقد رسم ٱبتسامة خبيثة على وجهه وهو يجيبني بهمس : كيف عرفت أنني البيتا ؟!
رفعت يدي ووضعتها على صدره وقد ٱستمتعت بتأثيري عليه فأنا رأيت كيف أن عينيه تشوشت للحظة بعدما ٱقترب مني ، أنا متأكدة بأن رائحتي تؤثر عليه كما فعلت رائحته معي ، ابتسمت بجانبية وأنا أرفع عيناي لأحدق في عسليتيه للحظات قبل أن أدفعه من صدره : لكل منا أسراره الخاصة أيها البيتا !
خفض نظره للأرض ليبتسم بسخرية قبل أن يرفع عينيه ليحدق في وجهي مجددا : أثرت ٱنتباهي حقا أيتها البشرية الفاتنة !
زفرت بقوة وأنا أرفع يداي لأضمهما بمحاذاة صدري وسمحت لعيناي بأن تحدق فيه بسخرية ، قاطع حرب نظراتنا صوت أنثوي : مالذي تفعله مع هذه البشرية الوضيعة كريستيان ؟
رفعت كلا حاجباي وأنا أنقل نظري نحو هذه السمكة اللعينة التي تحدثت ، إنها من السايرن ، وهم مخلوقات لها قدرة التحكم في الماء ، يمتلكون ذيولا بأحاج كبيرة وألوان مبهرة ، لقد سمعت الكثير على جمالهم ، وهذه الشقراء الواقفة أمامي فاتنة كما سمعت عنهم ، لديها عيون واسعة محيطية ، وبشرة شديدة البياض ولكن بدرجة أقل من درجة بياض بشرة إدوارد ، ذاك الخفاش اللعين إن كنتم تتذكرونه ، ٱقتربت لتعانق يد البيتا بتملك لتعلن لي أنه ملكها قائلة : أخبرني حبيبي !
هززت رأسي بيأس من تصرفها الطفولي وأنا أمرر عيناي عليها ، ذلك المدعو كريستيان أحاط خصرها بابتسامة ذائبة وهو ينظر بهيام في وجهها ، ولكن لما أشعر بأنها ليست رفيقته ، وما سبب تأثري برائحته ؟ عضضت على شفتاي وأنا أراها تحدق في قيس الخاص بها بعيون تشع بحب مقرف ، تبا لو كنت أعلم بأنني سأرى هذا المنظر المقزز أمامي لبقيت في غرفتي ،تجاهلتهما وغادرت المكان بعدما سمعته يهمس في أذنها بنبرة مقززة : لماذا أنت جميلة إلى هذه الدرجة أوليفيا ؟!
 
عندما أكملت سيري في ذلك الممر شعرت بنسيم بارد يمر بمحاذاة أذني ليتطاير شعر بعشوائية للخلف وهمس خافت ومرعب يقول : تقدمي !!
عقدت حاجباي وأنا ألتف يمينا و يسارا لأعرف هوية المتحدث ، ولكنني لم أشعر بأية هالة أو أي مخلوق بالجوار ، لا أنكر أنني شعرت بقشعريرة على طول عمودي الفقري وخاصة عندما نظرت أمامي ولمحت ذلك الدرج  الطويل الذي بني بأحجار رخامية سوداء و نفس النبرة الهامسة تقول : تقدمي فاسيليا !
إبتلعت ريقي ببطئ وقد قررت أن أستجيب لهذا الصوت الغريب ، يجب أن أعرف ما هي هوية المتحدث، أنا لن أسمح لأي أحد بأن يشعرني بالخوف أو الضعف ، تقدمت وصعدت الدرج بخطوات متسارعة ، لقد كان طويلا جدا ، وبما أن مدربي منعني من آستخدام قدراتي فقد آستغرق الأمر وقتا طويلا لأصل للأعلى ، لاشك أن هذا الدرج يؤدي إلى السطح ، لأنني كلما تقدمت أكثر إلا وازدادت البرودة ، وبالفعل وجدت بابا حديديا شديد السواد أمامي ، مددت يدي لأدفعه ودلفت نحو الداخل ، ضممت جسمي بيداي عندما شعرت بلفحة باردة تضرب جسمي و شعت عيوني ببريق سعيد وأنا أنظر إلى الثلج الذي غطى أرضية السطح ، ولكن سعادتي لم تدم طويلا عندما لمحت ذلك الجسم الضخم الذي توقف على أحد أسوار السطح التي تموضعت عليها مصابيح كهربائية على مسافات منتظمة ،  رفعت عيناي لأنظر إلى وجهه ، كان شابا طويلا جدا ، يمتلك صدرا عريضا وبنية ضخمة أكثر من ذلك البيتا حتى ، شعره الأسود الطويل تتخلله خصلات نارية حمراء ، وعيونه السوداء كليلة حالكة الظلام ٱستقرت على  السماء بهدوء ، أدار رأسه فجأة ليحدثني بهدوء بعدما وجه نظره نحوي ، لقد كانت عينيه وبطريقة ما عميقة جدا وكأنها تجذبني لأسقط في الهاوية ، إنه شيطان : هل وصلت أخيرا ؟
إذن فهذا الشيطان من كان يدعوني للقدوم إلى عرينه ، أنا لم أظن بأن هذه الأكاديمية ستضم الشياطين أيضا ، لأنني سمعت بأنهم أصبحو متمردين  الآن و يحاولون السيطرة على باقي المخلوقات ، ولكن لماذا هذا الشخص هنا ؟
  توسعت عيوني باندهاش عندما وجدته فجأة يقف أمامي ، لقد ٱستعمل سرعته الخارقة ليقترب مني ، حتى أنا بعضا من خصلات شعري تطايرت بفعل سرعته لتغطي وجهي ،  رفعت يدي وأبعدت شعري عن وجهي لأحدق في عيونه كما كان يفعل ، لقد كان منحنيا ليصل لطولي ، حدثته بهدوء : من أنت ؟
أغمض عينيه للحظات وأعاد فتحهما لأجد أن بياضهما تحول إلى أسود وسوادهما تحول لأحمر قاتم ، تراجعت للخلف خطوة بعدما رأيت إبتسامته الجانبية الخبيثة وهو يمد يده نحوي ، نقلت نظري ليده فوجدت أن شعيرات دمه الحمراء تحولت للون الأسود و ظهرت على شكل خيوط على يده ، أعدت نظري إليه عندما إقترب مني مجددا و قبض بيده على عنقي محاولا خنقي ولكن دون أن يضغط بكل قوته علي ، لأنه إن فعل فحتما سينفصل رأسي عن جسمي ، ٱستعمل سرعته الخارقة و طار بي ليصعد على ذلك السور مجددا في رمشة عين ، ورفعني عن الأرض ليجعلني معلقة في السماء وقد تمسك جيدا بعنقي ، كنت أجاهد لأتنفس لأنه كان يخنقني فعلا ، و شعرت بدقات قلبي المتسارعة ، نظرت بصعوبة تحتي لأكتشف إن كنت معلقة فوق السطح أو الأرض  ونقلت نظري مجددا نحوه باستنكار، الأرض بعيدة جدا ، وعندما أقول بعيدة فأنا أقصد إن كنت مجرد بشري عادي فلن تستطيع رؤيتها من هذه المسافة ، إذا وقعت من هذه البعد فيجب أن أموت كبشرية وإذا لم أمت سيعرفون حتما أنني أخفي سرا ما  ، لم أعرف كيف أتصرف الآن لأنني لا أستطيع ٱستعمال أي من قواي ، ولكنني قررت أن أرفع يدي وأضربه ليتركني ، فحدثني بصوت شبيه بفحيح الأفعى : لماذا بشرية وضيعة مثلك ٱنتقلت إلى هنا ؟ ما السر الذي تخفينه خلف وجهك الجميل هذا ؟ أمممم ؟- زاد من قوة قبضته وأردف - أخبريني !
هل علي التظاهر الآن بأنني أموت لأنه يخنقني أم علي قتله وتخليص العالم منه ، رفعت يدي وضربته بقوة أكبر على يديه ، فرماني بسرعة في السماء ، كنت على وشك السقوط عندما أمسكني هذه المرة من ياقتي قميصي ولا زلت معلقة في السماء ، اللعنة ! أصبحت الآن دمية شيطان لعين ، وتحدث مجددا : لماذا يصر ذلك العجوز  آرثر  على بقائك هنا رغم ٱعتراض كتلة الجليد ذاك ؟
تظارهت بأنني أتنفس بصعوبة وأنا أخبره ببرود وقد عزمت أنني سأقتله إن لم يفعل فأنا لا أعرف شيئا عما يتحدث عنه   : أتركني قبل أن أجعلك تزور عائلتك في الجحيم أيها اللعين !
أمال برأسه قليلا وهو يبتسم بخبث : حسنا !
لم يكد ينهي جملته وتركني لأسقط ، أغمضت عيناي محاولة التفكير في حل سريع ، مهلا لحظة !  بما أنه أخبرني أن المدير آرثر يود بقائي هنا فهو حتما لن يخاطر بقتلي ، ولكن لا يمكن التنبأ بتصرفات الشياطين ، انا متأكدة بأنه الآن مستمتع بمظهر وقوعي ، سأرتطم بالأرض الآن ، سأتظاهر بأنني ميتة وسأعود لأقتله بشكل شنيع ، ستستقبلني الأرض الآن برحابة ، 1 .... 2 ..... 3
  مهلا لحظة لماذا لم أسقط على الأرض ؟ ولماذا أشعر بأن قلبي سيخرج من مكانه ، إنه يدق كالطبول يوم العيد ، خدودي لما واللعنة أشعر بها وكأنها ستحترق الآن ؟أشم نفس  الرائحة التي شممتها في الممر في المرة السابقة ،ولكنها أقوى الآن ، شخص ما حضنني بكلتا يديه ومنعني من السقوط ، إحدى يديه مازلت تحيط بخصري ،واليد الأخرى يضم بها رأسي إلى صدره ، شعور غريب يداعب قلبي ، السعادة ، الأمان ، الطمأنينية ، كلها داعبت قلبي  بلطف ، لكم أردت لهذه اللحظة ألا تنتهي أبدا ، لم أرد أن أفتح عيناي لأرى من تسبب  في دخولي في  هذه الحالة ، كلما أردته هو المزيد من هذه الأحاسيس ، شعرت به ينزل رأسه ليستنشق رائحة شعري ، لم أعرف لما ولكن فجأة بدأت عيناي تستسلم لذلك النوم المفاجئ الذي زارني في أول لحظة لم أردها أن تنتهي في حياتي ، وٱستسلمت للظلام ...

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن