chapitre 13 :

843 44 17
                                    


في حَياتي خمسُ أُمنِياتٍ جمعتُها معاً فصارتْ يَدُكَ، يَدُكَ التي أُحِبُّ ✨🤎.


كان صباحا مختلفا ... فاليوم على غير العادة كانت الشمس تتوسط السماء ، رغم برودة الجو لكن ظهور الشمس في هذا المكان كان غريبا بطريقة ما .... كنت أحدق فيها دون أن تأثر علي وأنا افكر في ليلة البارحة ، تدريب إيثان السخيف ، و تصرف ماكسميليان الغريب . فهو بعد أن تلفظ بكلماته تلك دفعني فجأة وهو يردد : مستحيل ! ثم غادر الغرفة بعدما نطق ببرود جعلني اتعجب من تصرفاته : يمكنك غدا الإلتحاق مجددا بالآخرين !
هززت رأسي لأنفض افكاري ثم أغلقت باب النافذة بعدما سمعت صوت كايلي المرح وهي تدلف الى الغرفة خلف كرستينا التي كانت ملامحها متجهمة وهذا لايحتاج لأبذل مجهودا لأعرف سبب غضبها ، لاشك انه كرستيان : اليوم سترافقيننا إلى الحصص يا فاتنة !
دحرجت عيناي بملل وانا ارفع يداي لأجمع شعري على شكل كعكة : اظن بان إدوارد إشتاق لرؤيتي في الارجاء !
تغيرت ملامح كرستينا لأخرى متحمسة وهي تندفع نحوي بابتسامة مخيفة : أشعر بالملل ، هيا لنزعجه بك قليلا فاسيليا اللطيفة .
مددت يدي لأدفعها بلطف مجيبة إياها وأنا أتوجه نحو الباب لأخرج : لدي فكرة أفضل ! ما رأيك أن نذهب لنلقي التحية على كرستيان ؟
سمعت صوت صراخها بٱسمي خلفي ، فابتسمت باتساع وخاصة عندما لحقت بي كايلي وهمست في أذني : أظن بانهما منجذبين لبعضهما البعض !
مددت يدي لأبعثر شعرها : وإن قلت لك بانهما تجاوزا ذلك أيتها الجزرة الفضولية ؟
فغر فاهها بٱندهاش وهي تلتفت لتسترق نظرة من كرستينا التي كانت تتبعنا بخطوات بطيئة ونظرات غاضبة ، ثم همست مجددا وكأن كرستينا لا تسمعها : تبدوا مخيفة جدا ، هي أكثر شخص مناسب لكرستيان !
كلامها صحيح هما مناسيبين لبعضهما البعض ، ليس مثل ذلك الرفيق الغبي الذي أمتلكه أنا ، على ذكره أين هو اليوم ؟
إلتحقت مع الفتيات بحصة التاريخ حيث كان ذلك الأستاذ من الحصة السابقة ... كان طوال الوقت يحدق نحوي بنظرات غريبة و يحدثنا عن التاريخ بروح مفعمة بالحماس ، كان يبدوا كشخص مهتم جدا بي ، طوال الحصة كان يحاول جعلي أشاركه الحديث ويمدحني حتى لو قلت كلمة واحدة ، للحظة شككت بأنه يعرف حقيقتي أيضا لذلك يعاملني بتلك الطريقة الخاصة ... بعدها مباشرة ذهبنا للكافتيريا لأننا في الظهر سنتدرب في الحلبة كالعادة ، كنت أسمع همسات الجميع وهم يتساءلون عن كيفية نجاتي من السهم و عن ماهيتي ليتصرف ماكسيمليان بتلك الطريقة من أجلي عندما فقدت الوعي ، كنت سأجيبهم بغرور أنه رفيقي ، ولكنني في النهاية قررت ان أتواضع قليلا ، لأنني فعلا شخص مميز في هذا العالم ولأنه اصلا لا يستحق رفيقة مثلي ، قاطع حواري اللطيف مع نفسي صوت دومينيك وهو يتوجه نحونا صارخا : أجمل فتيات الأكاديمية جالسات هنا !
علقت إحدى العنقاوات التي كانت جالسة في طاولة بعيدة عنا : لا تقل ذلك يا زعيم ، نحن جميلات أيضا !!
إلتفت نحوها دومينيك وهو يجيبها بعدما جلس معنا : ما رأيك أن نلتقي بعد التدريب لأقيم جمالك ؟
إحمرت خدودها بحرج وخاصة عندما سمعت صوت تصفير بعض طلبة الاكاديمية وضحكاتهم العالية فهمست لدومينيك : أنت مبتذل يا زعيمهم الطفل !
ضيق عينيه وهو يلتف نحو كرستينا : هل انا كذلك ؟
أومأت برأسها بهدوء وهي تبتسم بشر ، فالتفت نحو كايلي وسألها نفس السؤال فكانت ردة فعلها مماثلة لخاصة كرستينا . أرجع نظره نحوي قائلا : لقد كنت فتاة جيدة ، ولكنك الآن بدأت تصبحين سيئة !
علقت : على الأقل لن أستمع لمختل وآتي لأهاجمك في منتصف الليل مع متحرش و كلب مسعور !
قهقه دومينيك بصوت مسموع وهو يجيبني : إذا سمعك جوزيف وانت تنادينه بالكلب المسعور سيهاجمك ويقطعك لقطع صغيرة ...
لم يكد ينهي جملته عندما سمع صوت جوزيف وهو يجلس بجانبي بٱبتسامة لطيفة محدثا إياي : كيف حالك اليوم ليا ؟
في نفس اللحظة رمشت عيون دومينيك بغير تصديق في حين توقفت كرستينا بعيون متوسعة ، نظرت نحوها فرأيت الإشتياق في عينيها دون اي بريق حزن ، أليست غاضبة منه مثلي لأنه تخلى عنا ؟
عقدت حاجباي باستغراب عندما توقف هو أيضا وعانقها بقوة قائلة : مر وقت طويل يا شقرائي !
بادلته العناق وهي تحبس دموعها والتي كانت دموع ٱشياق لا أكثر : إشتقت إليك أخي !
عضضت على اسناني بغضب ، لماذا لم تغضب منه ، ارجوك كرستينا لا تخيبي ظني وتجعليني أكتشف أنك تعرفين سبب ذهابه ولم تخبريني .
لم يكن ينقص المشهد إلا كرستيان الذي دخل ورآهم فٱقترب بخطوات متسارعة : مالذي يحصل ؟ هل تهاونتم في التداريب لدرجة أن تجدوا وقتا لتفعلوا أشياء مشينة في العلن ؟
همست كايلي في أذني : غيرته سيئة جدا ، ربما سيكون تدريب اليوم عبارة عن مشاهدة صراع بين جوزيف وكرستيان .
رفعت حاجباي وأنا أحدث كرستيان بعدما الهمتني كلمات كايلي لافتعال مشكلة صغيرة : لقد كانا حبيبين منذ سنوات !
جوزيف يستحق أن يبرحه كرستيان ضربا ، أما كرستينا فنظرت نحوي بعبوس وتساؤل ، فضيقت عيناي وأن أتخاطر معها عبر أفكارها : إذا نفيت ما قلته ، سأستعمل قواي لأجعلك تعترفين لكرستيان بمشاعرك الحقيقية !
ٱحتدت ملامحها وهي تجيبني بنظرات مميتة : من الصباح وانتي ضدي ، انا أكرهك ايتها اللعينة !
إبتسمت باستفزاز ، ثم نقلت نظري نحو جوزيف الذي كان يحدق نحوي باندهاش قبل أن يقول : إذا كان الامر كذلك فانت كنت حبيبتي أيضا !
تظاهررت بأنني اتقيا بٱشمئزاز وأنا أجيبه : أفضل الموت على ذلك رغم أنك حاولت معي ! ولكنني رفضت فأوقعت صديقتي الحمقاء !
نظر جوزيف نحوي وهو يحدثني : هل ضربت رأسك أيضا البارحة وأصبحت تتفوهين بالحماقات ؟
رأيت كرستيان وهو يتوجه نحوه ليشده من قميصة ذو الأكمام القصيرة الذي كان مناسبا لهذا الجو لمستذئب مثله : هيا يا جوزيف لنتدرب في الحلبة .
رفعت يدي وفتحت ربطت شعري ليسقط ويغطي وجهي ثم دفعته بيدي للخلف وانا اغمز لجوزيف : إذا الى الحلبة لتتدرب قليلا !
نقل نظره نحو كرستيان متسائلا : مابك انت يا كرستيان ، لماذا انت غاضب هكذا ، أنت تتجول طوال اليوم مع سمكتك الجميلة ولم يأتي الملك لجرك نحو الحلبة لتتدرب ، مابك اليوم معي ؟
همس كرستيان بنبرة غاضبة : هل تريد ان تتجول إذن في الأكاديمية معها طوال اليوم ؟
للحظة إسترق جوزيف نظرة من كرستينا التي كانت تراقب المسرحية بخمول ، والتي جعلتني اتعجب بسبب ردة فعلها عندما رأته ، لقد بدا الامر وكانها لم تره منذ اشهر فقط وليس منذ سبع سنوات ، هل يخفيان شيئا عني ؟
سألني دومينيك وهو يحدق فيهما وكيف كان كريستيان يحدث جوزيف بنبرة باردة وغاضبة : هل تعرفين جوزيف حقا ؟
أومأت برأسي دون أن أعطيه التفاصيل وفي المقابل هو لم يسألني أكثر في حين رأيت كايلي وهي تقف : هل نذهب للحلبة إذن ؟
تلك الشقية تريد ان تستمتع برؤية جوزيف وهو يضرب ، ستكون متعتها إضافية ربما لو كان رفيقها هو من سيضرب اليوم ، يجب أن تريه لي لأربيه من أجلها لاحقا...
لكن كرستينا تدخلت بينهما قائلة لكرستيان : هل انت متوحش لتجر شخصا نحو الحلبة لتقاتله لمجرد انه عانق شخصا يعرفه ؟
دفع كريستيان جوزيف عنه ثم إقترب من كريستينا بنظراته تلك ودون أن يحدثها عانقها بقوة تحت نظرات الجميع التي توسعت بذهول ، إرتفعت الهمسات في ارجاء الكافيتيريا حولهما ، أما كرستينا فحاولت دفعه والصراخ به ولكنه ضمها أكثر قائلا : لماذا انت غاضبة ا؟ انا أيضا اعرفك ! الا يجوز ان اضمك ؟!
صرخت به : سأرميك لسمكتك اللعينة لتطعمك لقروش البحر ايها اللعين ، إبتعد عني !!
انا متاكدة انه يحاول أن يبعد رائحة جوزيف برائحته عن جسم كرستينا ، حاسة شم المستذئبين قوية جدا ، وغيرتهم اقوى ...
وكفتاة صالحة لم تفعل شيئا سحبت نفسي بهدوء من بينهم وهربت بعدما رأيت كيف كانوا جميعهم يحدقون في عصافير الحب بذهن شارد ....
كانت وجهتي هي الحلبة ، عندما وصلت إليها كانت فارغة من الجميع لأن وقت التدريب لم يحن بعد ، كان هذا جيدا بالنسبة لي ، لأنني أردت حقا مساحة فارغة لأتدرب فيها بمفردي ...
ما إن كنت في الوسط أغمضت عيناي بهدوء ورفعت يداي نحو السماء بعدما شابكت أصابعي ، سمحت للرياح الخفيفة أن تطاير شعري في أي اتجاه أرادته هي ، بدأت اسمح للطاقة المحبوسة بداخلي ان تتحرر في شراييني ، كنت أحاول تركيز الجزء الأكبر من قوتي في رأسي وبالضبط في مكان الجوهرة التي تظهر غالبا على جبيني ، كان المدرب يأمرني بفعل هذا التدريب كل فترة ليتمكن جسمي من التعود على الطاقة الكامنة بداخله ، فجأة شعرت بخطوات قادما نحوي ،أنزلت يداي ببطئ بعدما عرفت هوية الشخص القادم ، وفتحت عيناي لأحدق في عينيه مباشرة ، لقد كان جبيني يتعرق بسبب الطاقة الكبيرة التي كانت بداخلي منذ لحظات ....
مد يده التي كانت تحوي على منديل ورقي ومسح جبيني ببطئ قائلا بصوته الذي يسبب دوما حربا غبية في قلبي : كيف كان يومك ؟
امسكت يده ومددت يدي الأخرى لآخذ المنديل الورقي من يده ثم بدات امسح جبيني بعدما دفعت يده قائلة : أحسن قبل أن اراك !
رسم نفس الإبتسامة اللعوبة التي بدأ مؤخرا يعطيها لي والتي كانت تسبب دمارا في داخلي ، ليس لانه وسيم ولكن لانه حقير ، نعم لهذا السبب فقط ، ثم همس لي : لماذ تقول عينيك شيئا آخر إذن ....
دحرجت عيناي بملل : عيناي حقيرة مثلك هي لا تعبر عني ، بلي تظهر للآخرين ما يريدون رؤيته فقط ...
آمال رأسه قليلا وهو يقاطعني بنبرة هادئة ولطيفة : إن اخبرتك انني ساغيب اليوم وغدا عن الأكاديمية هل ستخبرني عينيك عما أريد سماعه يا ترى ؟
إبتعدت عنه قليلا وأنا أضيق عيناي بشك : هل إستحوذت روح شريرة على جسمك ؟ لماذا تحدثني بهذه الطريقة ؟ أم أنك وقعت في حب رفيقتك أخيرا !
كانت النظرة التي يرمقني بها مريحة جدا ، جعلت مشاعري تصبح دافئة فجأة ، إبتلعت ريقي بعدما لمحته يمد يده الباردة جدا ليحيط بها خدي ، رمشت بعيناي عدة مرات ولم أشعر بالنفس الذي كنت أحبسه إلا عندما همس لي : تنفسي !
أطلقت نفسا عميقا وقد ٱمتنعت عن التحدث كما لم يطع جسدي رغبتي في الإبتعاد عنه ، وهمس لي مجددا : إبقي آمنة إلى حين عودتي ، وٱبتعدي عن المشاكل ! إن تعلق الامر بحياتك لا تخفي قوتك أبدا ، إحمي لي رفيقتي ، فاسيليا !
تبا له للمرة الالف بعد المليون ، لقد بعثر كياني بكلماته ، حتى انه لم يمنحني وقتا لأستوعب كلماته عندما إبتعد عني بسرعة وٱختفى ، بدأت اتنفس بسرعة لأعوض جسمي عن النفس الذي حبسته بسبب قربه الشديد مني منذ لحظات ، لا أعرف لما ولكن كلماته ونظراته جعلتي أشعر وكانني عثرت على وطني الخاص وكانني عثرت على شخص انتمي إليه .... وهل يوجد ما يسعد الإنسان أكثر من عثوره على مكان ينتمي إليه ؟
لم تستطع رجلاي حملي فجلست وسط الحلبة لأفكر تكثر في رفيقي الغبي واللحظات التي جمعتني به منذ ٱلتقائي به ، إلى اين سيذهب ؟ هو أخبرني انه سيغيب لومين ، إن زاد أكثر من ذلك سأجره ليعود إلى هنا حتى لو كان في قاع الجحيم .... مهلا فاسيليا ، لماذا تريدين أن يعود ، ايتها الغبية فكري بطريقة سليمة ، جوزيف محق ! ربما ضربني البارحة إلى رأسي دون أن اشعر ...
فقدت رغبتي في التدريب أو رؤية جوزيف وكريستيان يتقاتلان ، أردت الهدوء فقط ، ولأحصل عليه ذهبت نحو السطح وهناك جلست مجددا وٱتكأت على الجدار مغمضة عيناي ، لأغط بعدها في نوم عميق ....

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن