chapitre 9 :

1.2K 82 13
                                    

أريدُ أن أكون
قريبًا منك
كثيرًا
كثيرًا
بِـ مسافة
لا تسمح بِمرور شعرة 🫂🤎.

🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍

رفعت يدي لأبعثر شعري وأنا ابعد نظري عنه ، هو يجعلني أتوتر بطريقة غير محببة لقلبي : أنت تعرف ذلك مسبقا ! لقد دمرت الحاجز الذي بنيته هذا الصباح أساسا ، إنكاري لن يغير الحقيقة ....
سألني بهدوء : من أنت إذن ؟
من أنا ؟ الجميع يطرح علي نفس السؤال الذي لا أعرف إجابته ، هذا مرهق جدا ، ومؤلم بشكل لا يطاق لقلبي ، أن تعيش وأنت لا تعرف من تكون منتظرا من الآخرين أن يخبروك بحقيقتك أمر يجعلني أفكر في الإنعزال والإبتعاد عن الجميع ، تنهدت بصوت مسموع ووضعت يدي على قلبي الذي شعرت وكأن ثقلا كبيرا وضع عليه ليجعل من تنفسي أمرا صعبا جدا : عندما تخبرني من تكون ربما سأخبرك أنا أيضا عن من أكون !
نقلت نظري نحوه بعدما أجيته عن سؤاله ، رأيت كيف ظهر شبح ابتسامة فاتنة على خده وهو يلتفت نحوي قائلا بنبرته الهادئة : أمتلك رفيقة ماكرة إذن !
رمشت بعيوني عدة مرات وقد شعرت بألم في معدتي وشعور لطيف جدا داعب قلبي بشقاوة ، هذا اللعين تعمد إدخال كلمة رفيقتي وهذا ما استنتجته من توسع إبتسامته بعد رؤيته لإحمرار خداي وهو يقف قائلا : وخجولة أيضا !
يا أرض إنشقي وابلعيني ، لماذا تحمر خدودي اللعينة بسرعة ، توققت انا أيضا لأدافع عن نفسي بعدما عقدت حاجباي بغضب : لست خجولة ! انا فقط أعاني من الحمى بسبب الطقس هنا !
حدق في ملامح وجهي مطولا بنظرات غريية ، وكأنه تعمد قول ذلك بعدما شعر بخيوط الحزن التي كانت قد بدأت بالإلتفاف حول قلبي وكأنه يقرأ روحي ، هذا الشخص مخيف جدا يجب ان ابتعد عنه وبسرعة ، رفع يده وربت على رأسي قبل أن يغادر قائلا بسخرية يشوبها بعض الحنان الغريب : أظن بأن الحمى التي تعانين منها الآن لا يوجد لها علاج !
فغر فاهي بٱندهاش وأنا أراقبه يختفي بين أشجار الغابة ،لماذا يحرجني ؟ أنه عابث وسيم ! تبا له ! هو غامض جدا ، حتى أنه لم يجبرني على التحدث عما يجول في خاطري ، هل يعقل أنه يعرف من أكون ؟ بما أن المدرب يعرفه فمن الممكن جدا بل من المؤكد أنه يعرف مدربي أيضا ، تبا !!! سأجن الآن ..... سأترك هذا الموضوع للأيام لتزيل الغموض عنه .
كنت متوجهة نحو غرفتي لأطمئن على كرستينا ، ومع كل خطوة كان عقلي ينتج ألف فكرة ، أحيانا أتمنى لو يوجد هناك زر لإطفاء الأفكار .... إنتشلني من أفكاري صوت ليس غريبا عني ، وهذا ما تأكدت منه عندما رفعت عيناي لأرى أمامي ذلك المدير الوسيم الذي يبدوا كشاب ثلاثيني رغم كبر سنه ، هذه إحدا مميزات العنقاوات ، كان يحدق في وجهي بنظرات تحوي الكثير من المشاعر الغريبة التي شعرت بها وهو يحدثني بنبرة لطيفة : كيف كان يومك الأول ؟ آنسة أكروست !
ضيقت عيناي وأنا أجيبه بنبرة أقرب للسؤال : لا زلت على قيد الحياة ؟!
قهقه بصوت عال وهو يحك مؤخرة رأسه قائلا : أرى ذلك !
صمت للحظة وهو يحدق في وجهي تارة وفي الأرض تارة أخرى وكأنه يحاول العثور على كلمات لفتح موضوع معي ، مابه الآن ؟ هل أذكره بزوجته أيضا لذلك يريد التقرب مني ، لكنه تنهد وهو يغمض عينيه قبل أن يحدق في عيناي مباشرة : فالتكوني بخير دوما ! وإذا احتجت أي شيئ فأنا دوما هنا من أجلك !
لم أحبب ما سمعته أبدا ! لماذا يتصرف معي بهذا اللطف المبالغ فيه ، هو يخفي سرا ما ، هل هو أيضا يعرف شيئا لا أعرفه عن نفسي ، اصبحت أشك بالجميع ، إبتلعت ريقي بمرارة وأنا أبتسم بصعوبة قائلة بصراحة ونبرة منكسرة : أنت تعرف من أكون أليس كذلك ؟
توسعت عينيه باندهاش طفيف حاول قد الإمكان ان يخفيه قائلا : لم أفهم سؤالك جيدا !
تنهدت وأنا أجيبه ببرود مخفية ذلك الألم الذي ينهش روحي : أنت تعرف مدربي ، هو لن يستطيع إدخالي إلى هنا دون أن يلتقي بك ، وأنت لم تكن لتهتم لأمري هكذا فقط لو لم تكن تعرف شيئا عني .
رأيت شيئا مختلفا في عينيه ، لقد كان يحدق في وجهي بنظرة حنونة لم يرمقني بها أحد من قبل وهو يحدثني : أنت مميزة فاسيليا ، هذا ما يمكنني إخبارك به .
غادر بعد كلماته كما يفعل الجميع ، لقد سئمت من بحثي حول حقيقتي ، سئمت من طرحي لنفس الأسئلة طوال الوقت ، عضضت على أسناني بغضب ، ثم بدأت أهدأ نفسي ، أنا بخير ! أنت قوية فاسيليا ، لابأس ! لن يكون للسعادة معنى لو لم يكن هناك وجود حزن ، ربما تنتظرني أشياء جميلة ولطيفة في المستقبل ، لم أكد أنهي جملتي عندما رأيت مصاص الدماء اللعين يتوجه نحوي بنظرة مميتة ، وها هي الحياة تقول لي لا يا صغيرتي لن ينتظرك إلا الأسوء ...
ما إن وقف أمامي بشعره الغرابي حدق مباشرة في عيناي بعيون تحمل من الحقد ما يكفي لتوزيعه على جميع شياطين الكرة الأرضية : لقد سمعت بأنك تجرأت على ضرب السيد إيثان ، في الكافتيريا أمام الجميع !
سمحت لإحدى حاجباي أن يعتلي العرش وأنه أرمقه بنظرة من قبيل و من ثم ؟ فرأيته يعقد حاجبيه بغضب أكبر وهو يهمس بصوت ظنه مخيفا ربما : لا أحد تقبل وجودك في هذا المكان ، وبتصرفاتك الغبية هذه تزيدين كرهنا لك !
قهقهت بصوت عال لأستفزه ثم ضربته بكف يدي على كتفه قائلة باستمتاع : يا إلهي ! أنت مضحك جدا أيها الخفاش ! كلما شعرت بالملل سآتي إليك لتضحكني قليلا ... أنت لم تلاحظ كيف أن آرثر الوسيم يحب وجودي لدرجة أنه أتى شخصيا ليسألني عن أول يوم لي هنا ، ولا داعي أن أخبرك عن فرحة طفليه بجودي... أم إنتظر لحظة ، هل نسيت يا ترى إخبارك عن الإهتمام اللطيف الذي منحه لي ماكسيمليان ؟
قاطعني بنبرة متسائلة وقد محيت علامات الغضب بشكل فاجأني عن وجهه : ماكسيمليان ؟
راقصت حاجباي باستمتاع بعدما ربت على كتفه بقوة وأنا أهز رأسي لأؤكد له أنه سمعني بشكل صحيح ثم تجاوزته وغادرت بعدما ٱستولت ملامح الإنكسار والتعب على وجهي مجددا ، لقد تعبت من التمثيل سأذهب لأرتاح قليلا ، الغد سيكون طويلا ....
حالما دخلت إلى غرفتنا قابلتني ظلمة المكان ... هذا يعني شيئا واحدا ! أحدهم أغضب كرستينا ... أشعلت الضوء ثم تجولت بعيناي في المكان إلى ان لمحت جسدها أمام النافذة الكبيرة المطلة على الغابة ، عقدت حاجباي باستغراب ، أتساءل حقا مالذي جعلها تغوص في أفكارها لدرجة عدم ٱنتباهها لدخولي ، إقتربت منها بهدوء ووقفت بجانبها ، عندما لم تلتفت إلي رفعت يدي وصفعتها على مؤخرة رأسها : ألم تلاحظي ٱزدياد نسبة الأكسجين في المكان عندما دخلت !
إلتفتت نحوي وقد رسمت ملامح متألمة على وجهها وهي تجيبني بغضب طفولي : فاسيليا ! ألا يحق لأحد أن يكتئب دون أن يزعجه أحد ؟
تقوست شفتاي وأنا أقترب لأضمها من ظهرها بقوة قائلة : من أزعج الأفعى الصفراء خاصتي ؟!
أرجعت رأسها قليلا للخلف لتتكئ على كتفي وهي ترفع يديها لتضعها فوق معصمي مغمضة عينيها ، ثم تحدثت : أظن بأنني مريضة !
إبتعدت عنها وجررتها من كتفها لتلتفت نحوي ثم سألتها وأنا أتفحص جسدها ووجهها : هل أثرت ظلال إيثان عليك ؟
أجابتني بشرود : بل غرور كرستيان من فعل !
الآن بدأت أفهم ما يحصل هنا ، إبتسمت بهدوء وأنا أسألها مجددا : وهل المرض متعلق بقلبك ؟
أجابتني بتفاجئ : كيف عرفتي ذلك ؟ ..... أنا أشعر بأن هناك ديدان تعيش فيه ، لأنني أحيان اشعر بأن هناك شيئا صغيرا يداعبه لدرجة أنني أريد أن أخلعه من صدري وأغسله بقوة ، هل تظنين بأن هذا المرض خطير ؟ ماذا لو لم يوجد له علاج ؟ هل سأموت دون أن أحقق أحلامي ؟
ضغطت على شفتي لأمنع إبتسامتي من الظهور وحالما شعرت بأنني أستطيع التحكم في نفسي سألتها مجددا متظاهرة الجدية : وهل تأتيك هذه الحالة عندما تلتقين بكرستيان ... أقصد عندما يتصرف معك بغرور؟
عقدت حاجبيها وهي تنظر لنقطة بعيدة محاولة التذكر ثم صرخت في وجهي وكأنها وجدت حلا لمشكلة ما : هذا صحيح ! هل تظنين بأن لدي حساسية منه ؟

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن