chapitre 10 :

1.1K 72 17
                                    

أنا وجانبُكَ أملكُ خيوطَ الشّمسِ أشعرُ أنّي أكثرُ شخصٍ يحتويهِ الأمانُ 🌻🤎.

🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟

المكان مظلم هنا ، البرودة تحيطني من كل جانب ، الوحدة هي رفيقتي الوحيدة ، أشعر بأن دقات قلبي على وشك قتلي !! لفحت برودة المكان جسدي فانتفضت في مكاني بفزع ، نظرت حولي لأستكشف المكان ولكنني لم أرى شيئا سوى الظلام الذي لم أعرف متى إبتلعني حتى ، عقدت حاجباي بعدم رضى وحاولت استخدام قواي لأعرف ماهية هذه اللعنة التي أتواجد فيها ولكن دون جدوى ، بدأ الفزع يتغلغل إلى قلبي ببطئ ... ولكن هناك شعور صغير في قلبي أحب المكان هنا ، هل يعقل أنني تخلصت من ذلك المكان المليئ بالأكاذيب ، لن أضطر بعد اليوم للبحث عن حقيقتي .... لم يكد سيل الأفكار هذا ينقضي عندما شعرت بشيء غريب يتوجه نحوي ، نظرت نحو مصدر هذه الهالة الغريبة فلمحت شيئا جعلني أسقط أرضا وأنا أبتلع ريقي بذهول ، عضضت على شفتي وأنا أتراجع للخلف باندهاش وعيوني تشع ببريق الإعجاب ، لقد كانت ذئبة ضخمة الحجم بحق ، لم أرى ذئبا يماثل حجمها ولا جمالها ، كانت ذئبة ناصعة البياض تمتلك أجنحة بيضاء كبيرة ، وعيونا زرقاء كزرقة السماء في يوم من أيام الصيف الهادئة ، وبين عينيها توجد جوهرة زرقاء مشابهة للجوهرة التي تظره أحيانا على جبيني ، كانت تتأملني بعينيها بهدوء ونظرات دافئة لم أعرف سببها ، إقتربت مني بخطوات هادئة ، ومع كل خطوة تزداد دقات قلبي ، رفعت عيناي لأتمكن من رؤية وجهها بعدما وقفت أمامي ، دنت مني وهي تخرج لسانها بهدوء ، ودون سابق إنذار بدأت تلعق خداي وهي تصدر خرخرة مستمتعة ، شعرت بشيء دافئ يغمر قلبي ، وبشيء لا أعرف كيف أصفه يتغلغل داخل روحي , لم أرد منها الإبتعاد أبدا ، بل رفعت يدي بهدوء لأتمكن من لمسها ، هي لم تبتعد بل أحبت كيف أدخلت يدي في شعرها الأبيض الكثيف ، رسمت إبتسامة هادئى على وجهي وأنا أحدثها : أنت واللعنة جميلة جدا !
أغمضت عينيها وكأنها تبتسم ثم حدث ما جعلني أصرخ وانا أرجع للخلف بفزع ، لقد تحدثت ، هذه الذئبة تحدث بصوت أنثوي مشابه جدا لصوتي : وأنت ايضا جميلة !
استجمعت شجاعتي بسرعة وأنا أسألها بحذر : ك...كي..كيف ؟
أجابتني بسرعة وهي تقترب مني مجددا لتجلس بهدوء على أطرافها : لا تندهشي ! انا وأنت وجهان لعملة واحدة أيتها الجميلة - صمتت للحظة ثم أردفت وهي تقهقه باستمتاع - أليس من الغريب أن أثني على جمالك ونحن نفس الشخص ، هل يسمى هذا غرورا يا ترى ؟
عقدت حاجباي بدون استيعاب : ماذا تقصدين ؟ كيف يعقل أننا نفس الشخص ، وانا لست مستذئبة - توسعت عيناي باندهاش عندما تذكرت شيئا ما ثم سألتها - هل يعقل أنك أحد ذئاب المملكة المخفية ؟
هزت رأسها باستمتاع وهي تجيبني : أنت لست مستذئبة ... على الأقل لست مستذئبة عادية !!
ارتجفت شفتاي وانا أتنفس بسرعة ، هل سأكتشف حقيقتي الآن ؟ هل سأعرف من أكون ؟ قاطعت أفكاري وهي تتحدث بحنان : آنا آسفة يا فتاتي ! لا استطيع أن أخبرك بالكثير ... ولكن كل ما أريد ان تعرفيه أنك لست وحدك بعد الآن ...
حدثتها بانكسار وأنا أميل برأسي لجانبي الأيمن : لا أريد أن تخبروني بأنني لست وحيدة ! أريد أن تظهروا لي ذلك من خلال تصرفاتكم ... أرجوك !! إرحميني واشرحي لي مالذي قصدته بكلامك عندما اخبرتني بأننا نفس الشخص ؟
أخذت نفسا عميقا وهي تقترب برأسها لتضعه في حضني قائلة بنفس النبرة الحنونة : أنت هي أنا ، وانا هي أنت ! لم يتبقى الكثير لأتحرر داخلك ! أنا انتظر فقط ان يستعد جسدك ليتحمل الطاقة التي ستنفجر فيه .. وبعد ذلك انا أعدك بأننا لن نفترق مجددا ، لاننا سنندمج ونصبح شخصا واحدا !
رفعت يداي وضممت هذه الذئبة بقوة نحوي صدري ، شعرت بسعادة عارمة لم أشعر بها حتى عندما إلتقيت برفيقي ، داعبتها قليلا وانا اسألها لآخر مرة : ماذا عن سؤالي الآخر ؟ هل انت أحد ذئاب مملكة فلايوولف ؟
إبتعدت عن حضني وهي تحدق في عيناي ببريق غريب ، شعرت بانني لامست شيئا مؤلما لروحها ، فهي إبتعدت عني بخطوة للخلف وهي تجيبني : لست أحد ذئابها !!! أنا ...
صمتت للحظة وهي تحدق في نقطة بعيدة ثم نظرت نحوي مجددا : ستعرفين كل شيئ قريبا !
هذا كل ما نطقت به قبل أن تلتف وتركض بعيدا ، ومع إختفائها عاد الظلام ليبتلعني داخله مجددا ....
لا بأس فاسيليا على الاقل عرف شئا عن نفسك ، لا تحزني ! كل شيء سيتحسن .... اغمضت عيناي وانا اتكور حول نفسي في الارض مرردة بعض الكلمات الإيجابية ... إلى أن غفوت ولم اعد أشعر بشيئ مجددا ....
صوت بكاء خافت تسلل إلى مسامعي ، وهمسات غير مفهومة جعلتني اشعر بعدم الأرتياح ، ضغت على عيناي بانزعاج وأنا أشعر بأن الضوء ٱكتسح بقوة ذلك الظلام الذي كنت غارقة فيه ، حاولت فتح عينيّ بصعوبة ، بعد عدة محاولات فاشلة فتحتهما أخيرا ، وأول ما رأيته هو سطح الغرفة الأبيض ، عقدت حاجباي بانزعاج وعياء ، تتبعت مصدر ذلك البكاء الخافت بعيناي ، فلمحت من بعيد كرستينا وهي تضم كتلة حمراء وهي تبكي بهدوء ، مهلا لحظة هل كرستينا تضم كايلي ؟ ألم يكونا يتشاجران قبل ان أصاب ؟ كانتا يضمان بعضهما بقوة وهما يبكيان كالأطفال ، لم ينتبها أبدا بأنني إستيقظت ، سمعت صوت كرستينا وهي تحدث كايلي : أنا لن أستطيع العيش إذا حصل لها شيء ما !
أجابتها الاخرى بنفس النبرة الباكية : لقد وجدناها أخيرا ، لا نريد أن نخسرها الآن أبدا !! سيقتلنا إذا حصل لها شيء ما !
لم أعرف مالذي قصدته بكلامها ولم أرد ان أعرف ! لانني كنت متعبة جدا ، ولم أخبرهما بأن الموت لن يسرقني منهما قبل أن انتقم لعائلتي ، تنهدت بعياء ثم أغمضت عيناي لارتاح مجددا ... سأتركهما قليلا لينظفا عيونهما .. سأخبرهما لاحقا أنني لا زلت حية ، الآن سأنام !

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن