chapitre 6 :

1.2K 72 12
                                    

ماذا سَيحدُث لو تقاسمنا السَّهر
‏عينَاك ليْ، ولَك القصائدُ والقَمر 🤎🦋

~~~~~~~~🌨️~~~~~~~~~

تراقصت أوراق الأشجار على أنغام الرياح برشاقة قبل ان تسقط على الثلج الأبيض بعياء ، الجو غريب جدا هنا ، ولكنه جميل أيضا هذا ما كنت أفكر به عندما كنت أسير في حديقة الأكاديمية دون وجهة محددة بعدما تركت رفيقي خلفي ، كان بعض الطلبة يرمقونني بنظرات غريبة ، وأنا بدوي أبادلهم التحديق بأخرى مخيفة إلى أن يزيلوا أعينهم عني ... رأيت من بعيد مبنى متوسط الحجم كتب على واجهته الأمامية "الكافيتيريا" بخط عريض ! لم أتوقع أن تتواجد كافيتيريا في هذا المكان الغريب ...... عندما وجدت رجلاي تمشيان لا إراديا نحو الكافيتيريا شعرت بيدين دافئتين تندفعان من خلفي ليحيطا بيدي الباردة ، عقدت حاجباي بدون فهم لألتفت بعدها نحو هذا الجريء الذي تجرأ على أن يلمسني ، أوه ! لقد كانا إثنين ، إحداهما فتاة صهباء بنفس طولي ، تمتلك شعرا مجعدا طويلا وعيونا عسلية جميلة تناسبت مع بشرتها البيضاء والنمش الخفيف الذي زين خديها الممتلئتين ، تحدق في وجهي بعيون مشعة بالحماس و الحب ، يا الهي ؟! مالذي يحصل معها ؟ ما سر نظرات القط هذه ؟ أما الآخر فقد كان نسخة ذكورية عن هذه الفتاة التي لم تفلت يدي رغم نظراتي الحارقة التي وجهتها نحوها ، هو كان يمتلك نفس ملامحها إلا أنه كان أطول منها بكثير ، كان هو الآخر ينظر نحوي بابتسامة واسعة ، سحبت يدي بسرعة من يديها وأنا ارفع حاجبي الأيسر قائلة : من أنتما ؟
مدت الفتاة يديها مجددا لتسحب يدي وتمسكها بقوة قائلة بسرعة بسبب حماسها : أبي أخبرنا بأن بشرية إلتحقت بالاكاديمية !!! لذلك جئت أنا و دومينك لنتعرف عليك ... لقد رأيتك في الحلبة هذا الصباح ، كنت جميلة ودافئة و مذهلة ، لقد أحببتك جدا ... أريد ان نصبح صديقتين ، أخبريني عن البشر أكثر ... لقد عرفت أن إسمك فاسيليا ، إنه اسم رائع جدا ، أمي كان إسمها سارة ...
فغر فاهي باندهاش وأنا اراقبها تثرثر دون توقف ، لماذا تخبرني باسم أمها ؟ هل هي مجنونة ؟ هل أبدو مهتمة بالتعرف على حياتها وحياة عائلتها ؟ قاطعها الشاب الذي غالبا يكون أخاها و الذي عرفت من خلال كلامها ان اسمه هو دومينيك عندما تدخل لييعدها عني ويمسك هو بدوره يدي متحدثا بنبرة رجولية هادئة : أرجوك إعذري حماس أختي كايلي ! نحن فقط نريد أن نصبح صديقيك ....
لم أنطق بشيء لأنني لم أفهم حقا ما يحصل حولي ،ولم أستمع لباقي كلماته لأنني قررت أن أسمح لنفسي بأن أتطفل على ذكرياتهم لأعرف سبب حماسهم هذا ،إستغللت وضعه ليدي بين يديه لأدخل لذكرياته ، شعرت بتراجع الأفكار داخل رأسي لتمهد الطريق لذكريات دومينك بأن تمر في رأسي كالشريط السنيمائي .... طفل صغير أصهب في الخامسة من عمره يضم أخته التوأم بقوة إلى صدره لكي لا ترى المنظر أمامها ، أمهما تحدق فيهما من بعيد بأعين دامعة بعدما تخلصت أخيرا من ذلك الشيطان الذي استغل انشغال الجنود في القتال خارج القصر ليدخل إلى غرفتها محاولا قتلها هي وطفليها ، لقد كان أقوى منها بكثير ، هي مجرد بشرية تحاول حماية طفليها بمسدس بشري الصنع ، أما هو فقد كان شيطانا بقوة ظلامية ، استغلت انشغاله بالسخرية من ضعفها وتوجيهه موجة ظلامية نحوها لتطلق على قلبه بالمسدس عدة مرات ، سقط هو أرضا ميتا ، اما هي فقد ابتسمت بدفئ لتطمئن طفلها الذي كان يحدق فيها بتيه مانعا اخته من النظر نحو ذلك المظهر ، خاصة انه رأى موجه الظلام التي وجهها الشيطان نحو امه قبل موته وهي تخترق قلبها مسببة جرحا عميقا لن يشفى أبدا ، أمه ابتسمت بدفئ وهي تهمس له : دومنيك ، احبك يا رجلي الصغير ! اعتني بأختك ج....ي....
لم تكمل كلامها لأنها سقطت أرضا بعدما لفظت انفاسها الأخيرة ، أما دومينيك فحدق فيها بأعين دامعة وصرخ بصوت عال : أمي !!!
لم تمر لحظات إلا ودخل آرثر مدير الأكاديمية نحو الغرفة بفزع ، ليلمح تلك المرأة المدعوة سارة نائمة للأبد وسط بركة من الدماء ، والطفلين يبكيان بصوت عال في إحدى زوايا الغرفة ، توهج آرثر بنور أحمر منذرا على وشك تحوله لعنقائه وهو يصرخ بصوت عال : سااااارة !!

فاسيليا || مملكة فلايوولف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن