المال خادم جيد لكنه سيد فاسد.
{..... بسم الله.....}
كانت أماني قد امضت اكثر من ساعة منذ وصولها لهذا النادي السخيف كما سمته اول مرة منذ ان انضمت اليه، ظلت تدور عينيها هنا وهناك متجنبة نظرات من حولها من النساء، و بغير قصد تلاقت عينايها مع احداهن فإذا بها توشوش شيئا ما لرفيقتها وهي لاتزال ترمقها ببرود
جربت أماني ان تبادلها النظر فيها بحدة لعلها تحترم نفسها وتخفض عينيها لكن المرأة ظلت تحملق بلاحياء، فتمنت حينها لو وقفت امامهن جميعا وصرخت بأعلى صوت لديها "من بجعتها كلام لي فلتقله مباشرة ثم تخرس"
لكن لا، هي لن افعل هذا بالتأكيد، هذه ليست تصرفات زوجة رجل غني ومعروف كزوجها، ومن الافضل تجنب مثل هذه الفضائح لتوفر عن نفسها سماع سيل من التوبيخات والمحاضرات عن تكتكيات المرأة المتحضرة الراقية التي اصبحت تسمعها من البشير كل يوم، الحل الامثل امامها الان هو التظاهر بالانشغال بالهاتف.جذبته من الحقيبة واتجهت مباشرة الى تطبيق الفايس، لكن ما ان شغلت بيانات الهاتف حتى وصلتها رسالة نبهها عن انتهاء رصيد الانترنيت، قلبت شفتيها بضجر، لم يتبقى خيار سوى تشغيل لعبة الطبخ المملة.
القت نظرة خاطفة على ابنتها الجالسة جوارها فكانت كما توقعت عابسة الوجه مزمومة الفم و معقودة اليدين، هي هكذا منذ اكثر من يومين احتجاجا على حرمانها من الايس كريم المفضل لديها،قرصتها من دراعها بمزاح وبلامباة قالت مغيظة اياها:
-"هل قررتي معاقبتي بحرماني من سماع صوتك الشجي ورؤية ابتسامتك الساحرة؟ ".انت علياء بالم وبانزعاج شديد هتفت:
-" انت تؤلمينني ! ".وسعت أماني عينيها بادراك مصتنع وقالت وهي تقرصها على نفس المكان مرة ومرتين:
-"حقا؟ اذن ما رأيك بهذه وهذه؟ ".زمت علياء شفتيها كاتمة تأوهها، وما ان انتهت امها من القرص حتى اشاحت بوجهها بعيدا مربعة يديها في دلالة على رفضها التام للاجابة.
اعادت اماني نظراتها الى الهاتف وانشغلت بتلبية طلبات العديد من الزبائن التي انكبت عليها من اللامكان أمام شاشة الهاتف دون ان تنتبه لتجاهلها المتعمد ذاك وسألت بجدية هذه المرة وهي تشير برأسها للامام:
-"لما لا تلعبين مع باقي اقرانك هناك؟".ودت علياء لو استمرت بتجاهلها لكن خوفا من المزيد من قرضات امها الموجهة هتفت بأول ما تبادر الى ذهنها:
-"لا اريد".سألت أماني مجددا بشك:
-"هل تشاجرتم مجددا؟ ".اجابت علياء بمضض وهي ترفع ذقنها في غرور:
-"انا لا احبهم ولا احب هذا المكان".
أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Romanceرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...