13-فتيات باذواق رجالية.

33 2 10
                                    

الحمق لهم حظهم الخاص.

{..... بسم الله.......}



عندما اذن العصر كانت علياء قد اشترت علبتين من اندومي عند اقرب دكان، المطبخ كان فارغا تقريبا الا من قنينة غاز صغيرة محطوطة في الزاوية وبعض الصحون والكؤوس البلاستيكية وقدر صغير.
وضعت علياء القدر تحت الصنبور وملأته حتى المنتصف بالماء وعانت قليلا الى ان اوقدت النار بالولاعة وفي النهاية وضعت القدر فوق الموقد ووقفت مستندة على بلاط المطبخ في انتظار ان يغلي الماء، كانت والدتها قد وصتها ان تتغدى اليوم بسندويتشات معدة من المحلات القريبة اليوم فقط الى ان تتفق مع ربة عملها بتخصيص ساعة او ساعتان صباحا لاعداد الغذاء لابنتها التي لا تجيد طبخ اي شيء غير الاندومي،لكن علياء كالعادة قالت حاضر وفعلت ما في رأسها واحضرت اكثر ما تمقت امها..الاندومي

استندت على قدم واحد والقت نظرة متأملة في ارجاء البيت الذي يفتقر حاليا لاغلب الضروريات التي لاتعرف صدقا كيف سيدبرون امرهم بدونها كل هذه الفترة، ورغم وضعهم الصعب حيث انتقلو من الثراء الفاحش الى الفقر المدقع الا ان علياء شعرت بنوع ما من الحماس والمغامرة والمتعة، وكأنهم وجدوا انفسهم في غابة مقفرة عليهم البحث في كل ثناياها وابتكار طرق للبقاء على قيد الحياة كحال مغامرات الادغال الممتعة على البرامج الوثائقية..

اخرجها من تأملها صوت الهاتف، اخذته من جيبها وهي تعلم ان المتصل بالتأكيد والدها، كان من المفروض ان تتصل هي به كما امرتها امها قبل ساعتين في الدكان لكن لانها لاتزال مستاءة من كل فعله تجاهلت امرها وانتظرت الى ان يبادر هو بالاتصال وها هو قد فعل.

_الو بابا؟

اجابت علياء بصوت هادئ يخلو من الحماس المعهود عنها في كل مرة تكلم والدها بالخصوص، هذا الاخير اجاب بنفس الهدوء الغريب:
_مرحبا ابنتي كيف حالك وحال أمك؟

_نحن بخير والحمد لله.

_الحمد لله، اتصلت بك يا ابنتي لاعلمك بانني قد وضعت مبلغا ماليا في حسابكما انت وامك بمناسبة الدخول المدرسي القريب..

قاطعته علياء بتردد:
_لكن انت تعلم ان امي لن توافق.

_لقد تفاهمت معها على الهاتف وقد وافقت، ما عليك سوى الاسراع بشراء كل المستلزمات من ملابس و ادوات مدرسية قبل ان يعم الاكتظاظ والازدحام الاسواق.

_حسنا، شكرا جزيلا لك.

_لاتشكريني هذا واجبي، وبالنسبة للوافاي فقد اتفقت مع جار يسكن بجانبكم بان يتيح لك الاتصال بشبكة الوافاي الخاصة به بشرط ان نتقاسم دفع الرسوم الشهرية.

مِنْ ه‍َوَاگَ لاَ مَفَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن