2-شجار و قرار متهور.

65 5 6
                                        

من أشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه.

{...... بسم الله......}

فتح البشير باب غرفته بهدوء حيث مد رأسه اولا متلطعا خلسة الى الداخل وبالفعل كان ما توقعه، حيث وجد زوجته أماني تنتظره وهي تضع قدم فوق اخرى، لكن ما لم يتوقعه هو تحيتها الترحبية مع تلك الابتسامة المتسعة الغريبة وهي تقول دون ان تتحرك من مكانها:
-"مساء الخير يا زوجي المصون ! الحمد لله على السلام".

تنهد البشير داخله بتعب مما هو قادم، فزوجته على مايبدوا اختارت مواجته باكثر اسلوب مستفز ومنفر بالنسبة له وهو هذا الوجه الجليدي المبتسم على الدوام كأنها احدى معلقات الاخبار اللاتي يتحفظن بجمود تعابيرهن حتى لو كان الخبر ان القيامة قد قامت.

اجاب البشير بصوت اجش وهو ينزع حذائه:
-"مساء الخير".

وبخطوات عتيدة خطى الى الحمام وهو يتقصد اظهار الوجه المنزعج بوجودها و الذي يعرف تمام المعرفة تأثيره عليها، لكنها وقبل ان يدخل نادته باستغراب شديد هاتفة:
-"انتظر الى اين تذهب؟ ليس عليك ان تغير ملابسك بهذه السرعة، اجلس هنا ودعني اشبع عيناي برؤية قميص الهاواي الخطير الخاص بك".

ناظرها البشير باعين محتقنة من الغضب ودون ان يرد عليها صفق الباب وهو يتمتم بغيظ:
-"تبا مع وصلة التراهات هذه التي لاتنتهي".

رغم ان صوت تمتمته كان منخفضا قليلا لكنه يعرف جيدا انه قد وصلها، لكن هيهات ان يأثر فيها السم الذي يخرجه من فمه، لقد عاهدت نفسها اليوم بانها ستحافظ على وجهها البارد اللامبالي هذا ولو قطعها قطعا صغير، وان كان هناك من سيفقد اعصابه اليوم فسيكون هو بالتأكيد.

ظل داخل الحمام لما يقارب النصف ساعة بتعمد املا في ان لايجدها عندما يخرج، لكنه امله ذاك نسف عندما قالت بمجرد ان رات الباب يفتح بهدوء مكملة ما كانت ستقوله قبل ان يصفق الباب في وجهها:
-"ايعقل انك تخجل من ان تظهر امام زوجتك التي عاشرتك لسنين بتلك الثياب الصبيانية المبتذلة، تخشى ان تسقط من عيني ويقل احترامي لك بعدما اراك على تلك الهيئة".

كلماتها المتريتة الهادئة كانت كالزيت المسكوب على نار اعصابه، رمى المنشفة بعصبية على السرير وقال بصوت جمهوري هائج يهدف الى نشر الرعب في اوصالها:
-"ما الذي تريدينه ها؟ اختصري وقولي ماتريدينه لان رأسي يكاد ينفجر من الصداع ولا اكاد ارى حولي من الاجهاد وآخر ما احتاجه الان هو وصلات النكد اليومي الخاصة بك".

حدقت فيه أماني ببرود صقيعي وبصوت خافت وجاف قالت وهي تشير بعينيها الى السرير بجانبها:
-"اجلس اولا لنتحدت".

مِنْ ه‍َوَاگَ لاَ مَفَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن