كل اتكاء على غير الله عرج.
{...... بسم الله.....}
هرولت علياء مسرعة الى بيتها وقبل ان تدخل مدت رأسها قرب الباب مطرقة السمع الى ما في الداخل، وعندما تأكدت من عدم وجود ابراهيم في المنزل زفرت بارتياح ودخلت.
انشغلت بجلي صحون المطبخ وبعد بضع دقائق فقط سمعت صوت ابراهيم وهو يدخل مهللا بحماس:
_اليوم ستتذوقين اشهى اكلة معدة من يدي هاتين !
مسحت علياء يديها بالمنشفة وقالت بمعنى وهي تخطو الى بيته الملاصق لبيتها:
_ربنا يستر !
اخرج ابراهيم ما في الكيس من الخضراوات الطازجة التي اشتراها توا في ورماها في وعاء مشبك ووضعه تحت الصنبور وقالت وهو يشلل الخضروات جيدا بالماء:
_اقول لك انني على وشك تحضير تحفة فنية ستأكلين اصابعك وراءها !
دخلت علياء المطبخ واقتربت منه وهي تشمر على يديها قائلة:
_بما انني سآكل من هذه التحفة الفنية فعلي المشاركة في تحضيرها.
وضع ابراهيم وعاء الخضر المغسولة جيدا في وسط المجلى وقال وهو ياخذ سكينا ويناولها الاخر:
_قشري الخضر معي.
انكب الاثنان في التقشير وسط تذمرات علياء المستمرة من طريقة ابراهيم التي تضيع اكثر مما هي تقشر.
ورغم كل نصائحها اللحوحة على عدم اهدار نعمة الله انتهى ابراهيم من التقشير بعجلة وبدأ في بشر كل ما قشره من الخضر في المبشرة الغليظة.
عندما انتهى ابراهيم من بشر ما قشره من خضراوات نظر قربه لعلياء التي كانت ماتزال مركزة على التقشير على اقل من مهلها فزفر بسأم وأخذ من يديها حبة البطاطس وانتهى منها بنفس سرعته المتحمسة المذهلة.
ربعت علياء يديها وجلست في احدى كراسي طاولة المطبخ واخذت تراقبه وهو يرمي كريات من الخضر المبشورة المخلوطة مع البيض المخفوق في الزيت الساخنة.
اكمل نصف الكمية وقبل ان يبدأ بالنصف الاخر جذب علبة زبادي بنكهة الخوخ ورماها على ما تبقى من بشر الخضر وخلطهم جيدا قبل ان يرمي كببا من الخليط في الزيت.
لم يكن الخليط سهل التصلب كما في حالة بشر الخضار الممزوجة مع البيض المخفوق، لكنه دبر نفسه وتمكن من قلي كل ما لديه بعد ان امتلأت المقلات ببواقي الخضار المفتتة وصار المطبخ فوضى من الملاعق والاطباق المزيتة.
أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Romanceرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...
