لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود.
{... بسم الله....}
استغرقت سيارة الاجرة قرابة النصف ساعة للوصول الى الوجهة المحددة، لم تستطع خلالها علياء تحمل التعب وسقطت نائمة على كتف والدتها، فيما كان ابراهيم جالسا في الكرسي الامامي يتبادل الاحاديث مع صديقه السائق.
لاحظ ابراهيم استغراق ابنة أماني في النوم فطلب من رفيقه ان لايوقفهم عند المحطة البعيدة عن منزله ببعض كيلوميترات التي اعتاد عبورها مشيا وبدل ذلك اخبره بمتابعة القيادة الى غاية الاقتراب عتبة باب المنزل، وفي غضول بضع دقائق توقفت السيارة و نكزت أماني ابنتها برفق لتوقظها، كانت علياء تتذمر مرددة كلمات غير مفهومة بانزعاج شديد، وبينما كانت أماني تفتح الباب وتنزل اولا مدت هي ايضا يدها وبدأت بمعركتها الثانية لفتح الباب..
نزل ابراهيم هو ايضا من السيارة وسمع ضربات خفيفة على الباب بجانبه مع اصوات خفيضة لانين مكتوم داخل السيارة وكلمة واحدة آمرة تتردد:
-"افتح.. افتح.. افتح.. ".كانت علياء لاتزال غير مستيقضة فبدت له وكأنها لاتزال تهدي من النوم لكن ما لم يشك فيه هو ان نبرة الامر تلك كانت موجهة له بالتأكيد، فهو قد اصبح بقدرة قادر خادم سيادتها دون حتى ان يعلم بذلك،للحظة نظر لنفسه ولثيابه بشك،هل بدا لها كخادم حقا ام ان هذه فقط احدى وصلات الدلال خاصتها التي لاتنتهي، على كل لم يستطع ان يظل مكتوف الايدي وشعر بطريقة ما انها من مسؤوليته خصوصا وهي تصرخ بنفس الكلمة الوجهة له بالتحديد، فتح لها الباب وقبل ان تخرج سمع هتاف والدتها المتأسف من الجانب الاخر:
-"اعتذر لك نيابة عنها يا ابراهيم".وقبل ان يجيب ابراهيم شعر بكفين تضربان ركبتيه بكل جدية في الاسفل مع نفس ذلك الصوت الانثوي المطالب:
-" ابتعد.. ابتعد.. ابتعد..".ابتعد ابراهيم بشكل تلقائي من امام بابها، وما ان وجدت علياء ان الساقين الذين منعتها من الخروج قد اختفت حتى دفعت ذلك الباب بكل قوة وانطلقت ماشية بكل عنفوان وهي تتأفف بانزعاج.
بسرعة لحقتها والدتها وهي تقول بضحكة مسايرة لابراهيم الذي ظل مكانه يراقف تصرفات تلك الصغيرة بابتسامة غريبة لم تفهم أماني هل هي عفوية لتصرفات ابنتها الطفولية ام هي ساخرة:
-"ربما لاتزال تعتقد انها في بيت والدها، اعذرها يا بني ".ثم التفتت جهة ابنتها رابتة على خدها عدة مرات بهدف ايقاضها وقالت ببعض الحزم:
-"علياء علياااء انظري لي، استيقظي الى اين كنت ذاهبة؟ نحن لسنا في بيت والدك استيقضي.. ".ازاحت علياء وجهها عن كف امها بالم من رباتتها التي بدأت تتحول لشبه صفعات خفيفة، وبصوت خانع هذه المرة تمتمت وهي تشيح بظراتها بعيدا عن نظرات والدتها المهددة والمتوعدة:
-" نعم نعم اعرف".

أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Roman d'amourرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...