من شب على شيء شاب عليه.
حاول البشير ان يحث ابنته على الجلوس في الصالون لتهدئتها، لكنها ابت وظلت تبتعد عن كفيه الموضوعان على كتفيها وهي تهز رأسها برفض.
-"لا اريد الجلوس، انا بخير".
قالتها علياء وهي تواصل تمرير كمي كنزتها ماسحة الدموع المنسكبة دون توقف.
-"تعالي لنجلس ونتكلم على الاقل".
قالها البشير بنبرة حانية لكن علياء لم تأبه بذلك وخرحت تماما من بين يديه واتجهت للاريكة التي كانت تجلس عليها وحملت جهاز الايباد الخاص بها ووضعته داخل حقيبتها واتجهت الى الباب.
فعلتها تلك ذكرت البشير بما فعلته امها عندما حملت حقيبتها وخرجت ان تضيف اي كلمة، لكنها طفلة الى اين يمكن ان تذهب وحدها؟
خرج متفقدا اياها ووجدها بالفعل تقف بحانب الباب وهي تعقد يديها أمامها بحزم ولايزال وجهها محمرا من البكاء
-لماذا كذبت علي يا بابا؟
سألت بصوت مرتجف دون ان تتحرك مكانها او تنظر له، استند البشير على الباب بحانبها بصمت دون يجيب فتابعت بصوت متحشرج من البكاء:
-"لماذا جعلتني اتأمل على لاشيء؟".هزت رأسها بسخرية وهي تتذكر الخطط الساذحة التي كانت تضعها لتجبر امها ووالدها على الالتقاء وحل سوء التفاهم بينهما، نفت برأسها بأسى وقالت:
-لقد اصبحت اعرف اننا لن نجمتع في بيت واحد مجددا فكف عن وعودك الكاذبة يا بابا.هتف البشير فجأة بلهجة قاطعة وحادة:
-المشكلة بيني وبين امك، اما انت فابنتي وستظلين ابنتي لمدى الحياة ولا احد سيغير هذه الحقيقة.جادلته علياء بصوت منفعل وهي ترفع وجهها فيه:
-لكنني اريد ان اجتمع مع ابي وامي في نفس البيت وهذا لن يحدث.ثم اضافت بنفس الصوت:
-ثم اخبرني لماذا خنت امي؟النظرات المؤنبة التي كانت توجهها له اشعرته بالضيق فهتف بقسوة وهو يشيح بنظره منهيا النقاش:
-قلت ان هذا الامر بيني وبين امك فقط، وهو اكبر من فهمك لذا لاتتدخلي.حركت علياء رأسها مؤمئة بسخرية من اللهحة الشديدة التي كانت نادرا ماتسمعها منه، لم يمر حتى اسبوع منذ انفصاله عن امها وتعويضها بعشيقته المراهقة وهاهو ذا يغير طريقة تعامله معها بسرعة .
أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Romanceرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...