الصلح بعد العداوة أطيب من الحلاوة.
{..... بسم الله......}
اغلقت جليلة الهاتف وغادرت دون ان تقدم اي شرح لعلياء التي جرت خلفها بدون فهم لما يجري.بمجرد ان وصلا الى المنزل دفعت جليلة الباب بعنف حتى ارتج وصاحت وهي تصعد سلالم البهو تتعدى كل درجتين سوية:
_زوجة عمي يا زوجة عمي امينة !تسمرت مكانها مشدوهة الفم ما ان وصلت للصالة الكبيرة وخلفها وقفت علياء اللاهتة من الجري وراءها، مدت علياء رأسها لترى ووجدت مجموعة من الاشخاص الغرباء بالنسبة لها ينظرون لهما باستغراب فابتسمت لهم بارتباك ونظرت بطرف عينها لصديقتها التي تجمدت مكانها فجأة.
_جدي..
تمتمت جليلة بتلعثم وارتباك لم تشهدهما علياء فيها من قبل، وقبل ان تكمل نهض رجل كبير في السن يرتدي جلباب ابيض وامسك دراعها وقال لمن ورائه وهو يجرها بعيدا:
_سأكلم حفيدتي على انفراد لو سمحتكم ، ضعي انت الشاي يا امينة.اعطتهم علياء انحناءة مرتبكة قبل ان تغادر بخطوات مرتبكة وراء الجد وجليلة وتبعتهم ايضا فتاة محجبة ترتدي عباية فضفاضة.
_ما الذي يفعله ذاك.. ذاك الابن الادم هنا يا جدي؟
همست جليلة من اسنانها بغيظ شديد قبل ان يدخلو لغرفتها حتى، رد الجد الباب بهدوء وجلس على السرير وهو يهز رأسه لها لتجلس بجانبه، استجابت جليلة بمضض وقعدت مسندة كوعيها على ركبتها وقدمها اليسرى تتحرك بعصبية.
راقبها الجد بتريت قبل ان يتنهد تنهيدة متعبة ويقول بصوته ذو النبرة المراعية الموقرة:
_اسمعيني يا ابنتي وافهمي، هو لم يأتي وحده بل اتينا جميعا لنقضي العطلة الصيفية معا ولنحل ايضا كل خلافاتك معه اما آن الاوان لتعود المياة لمجاريها يا جليلة؟عصرت جليلة فخذيها بكفيها المشدودتين بغضب مكبوت وقالت بحنق واضح وهي تجبر نفسها على خفض صوتها لان لايسمعها من في الخارج:
_اسمعني انت ايضا يا جدي وافهمني انا وذلك ال.. الانسان لا يمكن ابدا ابدا ان نجتمع تحت سقف واحد، انسيت يا جدي ما فعله بي عندما كنا في فرنسا؟_كنتم صغارا حينها وانا بالفعل قد عاقبته انذاك واشبعته ضربا على كل خطأ قترفه معك، ثم ان رضوان قد كبر الان يا ابنتي وتغير ونضج بالاضافة الى انه قد اخبرني بذات نفسه انه يريد انهاء الخلاف بينكما والتصالح معك.
_اذا فليحلم ! لن اسامحه ولو انطبقت السماء مع الارض !
عقد الجد حاجبيه بتعب ويأس لتقترب الفتاة الواقفة بجنب وتمسك يده حاثة اياه على الوقوف وهي تقول بحزم:
_تعال يا جدي، لازلت متعبا من السفر ارتح اولا واشرب لك كأسا من الشاي وبعدها لكل حادث حديث.
أنت تقرأ
مِنْ هَوَاگَ لاَ مَفَرْ
Roman d'amourرغم انه فتح باب بيته لها ولأمها، وسترهما من الشارع الا انها ظلت تنظر بازدراء لهم ولبيتهم وأكلهم وعاداتهم وتقارن كل هذا بفخامة ورقي ما تعيشه بفيلا والدها الفخمة ! كانت في عيني ابراهيم مثال للفتاة الثرية مدللة والدها والقنبلة الذرية الجالبة للمشاكل و...