PART [07] : متاهة هدوء

20.1K 974 454
                                    

الفصل السابع : 
متاهة هدوء
***********************************
************

تلك التنهدات المؤلمة ... و الحزن الذي يغلف روحنا الهشة... ماهي إلا حقيقتنا المخفية .

***********************************
*************

11 نوفمبر
ساعة قبل منتصف الليل .
إيطاليا ، روما

مرر أجاوستينو يده على عينيه بتعب شديد ثم أخفض وجهه ينظر إليها ... نامت في الطريق بين المطار و الفيلا لذا كي تكون أكثر راحة مددها و وضع رأسها فوق ساقيه ...

حدق في وجهها بتمعن و بعد تردد كبير رفع يده و مرر أنامله على وجهها الذي هربت منه الحياة ... خيبة كالتي عاشتها لا يستطيع أيا كان تجاوزها ... مع ذلك .. هي مازالت صامدة ...

مهما حاول أن يفهم ما خطب والدها لكنه لم يتمكن من ذلك ... طرده لها كان سخيف جدا و لا مبرر له على الإطلاق ... كيف لشخص أن يتخلى عن قطعة منه هكذا ؟ ... بسهولة و بعدم اكتراث ... كأنها لم تكن موجودة قط ...

أطلق أنفاسا شحيحة ثم أطبق شفتيه على بعضهما يحاول أن يمتص غضبه من نفسه ... بطريقة أو بأخرى لا يمكنه ألا يرى نفسه مخطئا و سببا في كل ما حدث لها ... لو لم يأخذها كي يقايض والدها ... لو سحب الشكوى بهدوء لما وصلوا إلى هنا ... لكنه اتخذ كل ذلك حجة فقط كي يراها ... كي يسمع صوتها و يتحدث معها و لو قليلا ....

هي كنجمة منفردة و متفردة في سماء الكون و لا يوجد غيرها ... تشع دائما و لا تنطفئ حتى إن غطتها غيوم السماء السوداء ...

و في خضم نقاشه مع نفسه و تأنيبه لها ... كانت أماندين في دوامة من الأحلام الغير مفهومة ... تلك التي تداهمنا بعد أن ندفن أنفسنا وسط تراكماتنا التي ألقاها علينا البشر ... الحياة و نحن ساهمنا في جعلها تتفاقم ... شيئا فشيء ... القليل من هنا و البعض من هناك ... إلى أن نتدمر و ننكسر ...

كمشت عينيها بانزعاج بسبب تلك الدغدغة التي كانت تشعر بها و لأنها استمرت في إفساد نومها تململت قليلا ثم فتحت جفنيها بتثاقل شديد و أول ما تجلى لمرآها كان وجهه الوسيم الذي كان فوقها مباشرة ... لم تصب بالذعر أو الخوف ... فقط ابتعدت عنه بكل هدوء ثم مسحت وجهها ...

و أول ما أرادت فعله هو أن تبكي بكل قوة و تحطم كل ما حولها ... كانت لديها رغبة شديدة في تمزيق كل ما حولها بيديها فقط لشدة القهر الذي كانت تشعر به ... لكن ... بدل ذلك اكتفت بتنهيدة طويلة ثم نظرت له بعمق ...

غير أنه اقترب منها ثم حبس ذقنها بين إبهامه و سبابته و بصوته الهادئ و حروفه الثابتة همس لها ..

Blood and roses حيث تعيش القصص. اكتشف الآن