𝐈

3.6K 212 648
                                    



























❜ إبتِداء ؛ مُقتطَف الدُهوم ❛

2659 كلمة.

























































وقعُ نَخرِ قلَمِي هو جُل ما يُداعِب أذناي كاسِراً صمتَ الغُرفَة

نفَضتُ خمُولِي ، أرفَع المحجَرَين عن أوراقِي المَنثورَةِ على خشَبِ سطحِ مكتَبِي ناحِية النافِذة قُبالَتِي أخيراً ، تاركاً بِالقلَم ليتدَحرَج بينَ ما خطَه طيلَة ليلٍ لَم أنَمه

فِي الأفقِ تنبَثِقُ سرجُ الجَوناء كاسِرةً حُلكةَ الفَجر ، هَديلُ الحمامِ على نافِذَتي إستبدَلَ سكونَ الغُرفةِ مكاناً .. ما برَحتُ مطرَحِي رغمَ ذلك

عسفَ الدُجى و بهتَ الدُجى .. و لا زِلت أنا الشخصَ نفسَه لا يَلتَفِتُ لَه الورَى

أعدُ الثوانِي و الدقائِق لِتَطرُق مُرَبِيتي الباب ، تُذَكرني بِما أمتَلِكُه اليومَ من دروسْ ، تستَعجِلني لأستَحِم و أُغَير ثيابِي قبل الإلتِحاق بِمائِدة الإفطار حيث يجتَمع باقية أفراد عائِلتي

و كأنني أحيَّى اليوم ذاتَه مُنذُ ولِدت ، نَفس اليوم يمتَد في جميعِ أيامِي .. لا شيء يتغَير ، لا أرَقِي يختَفِي و لا رأسِي يكفُ ضَجيجه

حياتِي مجراها يُسَيرُه غَيرِي ، لا شيء فيها من إختيارِي .. أولَيس هذا بِخانِق ؟

" حُلوي مُستَيقِظ ؟ "

و شرفَت مُرَبيتي ، طارِقةً بابِي تُنادِي بِصوتِها الدافىء علي تخَالُني نائماً كَكلِ صباح ؟ تخَالُني من كوابِيسي قَد تحرَرت أو لها إستسلَمت ..

لملَمتُ روحِي المُرهقَة و جسَدي المكدُود أسيرُ ناحيةَ الباب مُحاولاً ضبطَ ترَنُحِي و الدوار الذي يجتاحُني قُبَيل مُقابلَتِها

" صبَاحُكِ سُكرَتِي "

هتَفتُ ما إن قابَلني وجهها لتبتَسم هي فوراً ، بنظراتٍ مُندَهِشَة من إبتِهاجي الذي زَيفتُه قَد أفرغتها بِمحياي ، تدفَعني بِخفةٍ بعدها عن الباب ذالِفةً غُرفَتي

ترتِب سريري ، تجمع فوضى أوراقِي ، تحمِل قميصِي المهمَل أسفلَ النافِذة و كل تلك الأمور التي تفعلها كلما حلَ الصبَّاح ، تَدعني في مكانِي ثابِت رافِضةً أن ألمِس منها شَيئاً .. و كأنني لا أستَطيع فعل جميعها بِمفردي ؟

" خالة روز .. أخبَرتك أنني بِما يَخُصني قادِر ، لما تتعبين نفسَك كل صباح ؟ "

إبتِئاس | مِيم؛سينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن