𝐕𝐈𝐈𝐈

898 91 63
                                    






































❜ الفَصل الثامِن ؛ نهاياتُ الخَرِيف ❛

2248 كلمة.

































فضاءٌ طَيسَل و بَحرٌ ناءٍ بينَ أن تقرأ نصَ كِتابِك كقارِئ هاويٍ و أن تستَشعِر كُلَ حَرفٍ كَمُجَرِب ..

فِي حالَتي الأن ، لَم أكُن لا ذا ولا ذاك
أنا كُنتُ الغائِب فِي هذيانٍ طَويلٍ ، مَديدٍ وَسِيع
خصوصًا كَونِي استهلَلتُ كِتابَ « رُودِين » لإيفان تورغينيف و مَن تَحومُ حولَ رأسِي بقاقةُ اللغو ، مِكثارَةُ العِتاب

زفَرتُ قالِبًا صفحةَ الكِتابِ بِحدَة عساها تُطبِق فاهها و لَم تفعَل فانتحَبتُ بِصمتٍ ، كاتِمًا رِذاذ السِباب
بربِها أنا أبتَغِي قَليلَ خلاءٍ لأقرأ ..

" عدا حُسنُك الطاغِي ، أنتَ لا تُشبِه والِدتك فِي شيء أيُها الشاب "

أثارَت اهتِمامِي مُبَعثِرةً تَركيزي عن صفحاتِ الكتاب الأولى حينَ نطقَت بِذلِك فترَكتُه على سَطحِ مكتَبِي مُلتَفِتًا صوبَها ، أسنَدت ذَقني على ظهرِ الكُرسِي و دحرَجت عدستاي متابِعًا تَحرُكاتِها في أنحاءِ الغُرفَة

" كانَت امرأةً مُسهِبة الحِنكةِ و الفِطنَة ، لا تثِبُ مِن هذا إلى ذاك ! "

في وسَط حُجرَتي ، قُبالَتي تمامًا توقفَت عن اللفِ حول نَفسِها كَمخبولٍ أضاعَ سَبِيله و أرخَت ذِراعَيها اللتان ظلتا تحومانِ في الهواءِ مُنذ ثُلثِ ساعةٍ كامِلة !

" لِما بيتر ؟ "

اتكَئتُ بِوجنتِي على ذِراعِي التي رفعتها
ولازَمتُ سكُونِي فأنا من لم يَعُد يبتَغِي مُحادثتها الآن لا هي ..

" لو أخبرتَني أنك ذاهِبٌ لسمَحت .. لكن أن تفعلَ ما فعَلت ؟ أتَدرِي أنه لَرُبما كان الثانِي من جنازَتِك هو اليوم ؟ و لَكنتُ أنا عِند نعشِك غارِقةً بِنَشِيجِي "

هوى جسَدها على البلاطِ مُتربِعًا و بكَت
بِنَحيبٍ مزقَ فؤادِي بكَت ، تمنَيتُ لَو كُنت قَد تحمَلت وهطَ والِدي ليلتَها وما هرَبتُ حيثُ خدَعتُ نَفسِي ..
لَكنني كما قالَت هي ، لا أشبِه والِدتي في فطنتِها أبدًا

هاتَنِي بقليلٍ مِن حلوِ الكلام ، لمسَةٌ دافِئة و إبتسامَةٌ اجعَلنِي أراها صادِقة و أنا لَك رأسًا على عقِب خاضِعًا

شحَذتُ الحُبَ حتى مِن كُتُبي حين داعَبتُ بِأصابِعي أوراقِها ، حتى من الزهورِ حينَ قبَلتُ بِشفاهِي رقةَ بتلاتِها .. حتى من السماء حين تُمطِر لِتَغمُرنِي بللاً و من الأرضِ حينَ تسنِدُ ثِقَلي و تستَقبِل جثمانِي حين يفقد ثباتَه

إبتِئاس | مِيم؛سينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن