𝐕𝐈𝐈

1K 98 143
                                    



























❜ الفَصل السابِع ؛ كان وهمًا ❛
2776 كلمة.






































فِي تِشرين الثاني لا ترَى سِوى الكمدَ يعتَرِي السماء
و غيمَ العزاء

لَكِن اليومَ و على غرارِ أي يومٍ
لمَحتُ سناءُ شَمسٍ يختَرِق أوراقَ النباتِ و الأشجار ، مُنعكِسًا على قطراتِ غيثِ ليلَة أمسْ لِتُشِع و تتلألأ

جلَستُ عِند درَجِ عتبَةِ الكوخ ، أرتَدِي حذاءًا أعارَه لِي فتى الوشوم وعيناي قَد جالَت الخارِج مُكتَنِفةً بَرِيقَ انبِهار ، الحِذاء لَم يُناسِبني و لَم ألحَظ ذلك إلا بعدَ وقوفِي على ساقاي فرأيتُ كيفَ ظلَ فراغٌ بَسيط بين كَعبِ قدماي و نهايَتِه

لكنني لَم أهتَم حقًا .. نزَلتُ الدرجَ و سِرتُ بِضعَ خطوات ، بدَوتُ كَالمَذهولِ أتنفَس كَثيرًا و مُطولاً لأحتَفِظ بِرائِحةِ الأرضِ النَديةِ بِداخِلي

لطَالما شدَتني الطَبيعة ، أريجَها و كُل صَغيرةٍ و كَبيرَة ، بَسيطَةٌ هِي اهتماماتِي غيرَ أنها تَغمِر وجدانِي سلامًا ولَو كان مؤقت

" حاذِر بِركَ الوحلِ سِنمار ! "

أتى صَوتُه مِن خَلفِي تمامًا حينَ كُنت أقصِد مجرَى النَهر ، أومَئتُ و ابتسامَة قَد شقَت طَريقها لِشفاهِي قبل أن أجثو على رُكبتاي اللتان لامستا العُشبَ المُبتَل فإرتعشَ جسَدي

بسَطتُ ذِراعاي بِبُطءٍ ناحية النَهرِ حتى لامست سطحه أصابِعِي ، كاسِرةً عِناق ألسِنة الوهجِ ومياهه البارِدَة فتناثَر إنسجامُهما مُتبعثِرًا لِعدَة تردُدات

شحَذتُ بِضعَ أنفاسٍ قُبيلَ حبسِها بِداخلي حين غاصَت كَفِي جُلها ، حرَكتُها بِهدوءٍ ذهابًا و إيابًا ثُم شَرِدت بإنعكاسِي و لَم ألحَظ

قَليلاً فقَط .. بُرهةً كانَت أم عِدةُ لحظاتٍ
حتى تشكلَ وجهها ، مُنبَلِجًا من تقاسيمِ ملمَحِي
الحياةُ في عيناي أضحَت مَوتًا بِمحجرَيها
شحوبُ وَجهي نافَستهُ شُهبَتها
تموجُ شعرِي و تبَعثُرِه استُبدِل بِطول خاصَتِها و حُلكَته الأشَد مِن خاصَتي

ظلَت جامِدةً تُحدِقُ بِي
كما حدَقتُ بِها مُلجمًا ، أدرُس النيطَ الفائِضَ من اماراتِها

" جيسونغ ! "

شهقةٌ مُرتعِبة غادرَت فرَج فاهِي
كما عادَ ذِهني لِيرسُو سطحَ الواقِع فإختفَى إنعكاسُها و عُدت لا أرَى سِوى نَفسِي و الفزَع الذي اعترانِي دهمًا

إبتِئاس | مِيم؛سينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن