بما لا تشتهي السفن

الفصل الثاني والعشرون ...كلمات قاتلة.

مالي أراك حزيناً ؟
أحُرمتَ'من الجنّة أم وُعدتَ' بالنار ؟
هوِّن عليك فما هي إلا دنيا .

_________________________________

استلقت على فراشها يسري بمخيلتها ما حدث خلال اليوم بأكمله في مشهد خيالي بالنسبة لها ،فهي لم تظن أن يأتي ذلك اليوم بتلك السرعة ،وأنها ستكون بتلك السعادة التي تجتاحها ،لم تشعر بالمرض الذي يسري بثناياها ،كل ما كان يراودها هو ذلك الشعور المتألق عن غيره شعور الإهتمام والحب ،أمسكت بالصندوق بفضول ؛لمعرفة ما يحتويه ،تنفست بعمق من رائحة الورد ذا اللون الزهري الذي قدمه لها، ثم شرعت في فتح ذلك الصندوق الكبير وعلى وجهها ترتسم ابتسامة تحمل معاني عديدة .

الكثير من الكرات الملونة الصغيرة تملأ الصندوق وضعت يدها بداخله تندرج بينها الكرات ،أمسكت بشيء بيدها ،وجدته ظرف ذات اللون البني الخاص برسائل البريد القديمة تركتها جانبًا حتى ترى إن كان هناك شيء أخر ،وضعت يدها مرة أخرى وجدت العديد من تلك الأظرف نظرت لها بإستغراب ،ثم وجدت مذكرة خاصة بالرسم تنتمي لـماركة مشهورة ،كادت تصيح معبرة عن ما بداخلها من سعادة لتنقذ نفسها قبل أن يستمع إليها أحد ،أخذت تتصفحها وقلبها يتراقص بين طياتها فالرسم هو ملجأها الذي تذهب إليه في كل حين الوسيلة الوحيدة في إخراج ما بداخلها من مشاعر ،وضعتها جانبًا ووضعت يدها مرة أخرى تلامست يدها بشيء كبير ،وجدت مجموعة كبيرة من معجون الألوان بدرجات عديدة ،حاولت جاهدة عدم الصياح ولكن عيناها تبرز بكل مظاهر الإعجاب ،أخر ما لامست يدها جعلها تصيح وقلبها يقرع بالطبال غير عابئة بمن معها في المنزل ،حيث وجدت عقد مزين بعلامة ممتزجة بين ما لا نهاية ونبضات قلب وأول حرف من كلا إسميهما باللغة الإنجليزية ،أردفت وهي تكاد يغشى عليها فرحًا : اسكيتش bachmore ومعجون ألوان acrylic paint وسلسلة ما لا نهاية بنبضات قلب ممزوجة بحروفنا أه منك يا ابن إبراهيم أه ،قلبي الصغير لا يتحمل ،ده لسه الجوابات كمان حاسه اني هطب ساكته دلوقتي يا هو.

تحسست الأظرف بين يديها تستنشق ذلك العطر الخاص به الملتصق به الذي أضحىٰ يأسرها ،شرعت في فتح جميع الأظرف كل ظرف بداخله ورقة يكتب بها جملة تهتز بها كيانها وقلبها يتنقل بين الأحرف قبل عيناها فوجدت :
_الظرف الأول _

صُبـغ قلبـي بلون الحـب برفقتــكِ .

_الظرف الثاني_

وجـودك بدد الظـلام بداخـلي وطغـىٰ عليـه نــور ونسـك .

_الظرف الثالث _

إني كالغواص في محيــط هائـج ورمـاديتـاكِ هـي صدفــاتـي .

_الظرف الرابع _

دفنــتُ قلبـي في رمـوسِ حبـكِ  وأيقنــتُ أنـه ممـاتٌ لا قيامـة بعده .

_الظرف الخامس _

يا من راق لها الفـؤاد ما أهـوى إلا أن أكـون هـواكِ.