سُـبحَان الـذي إذا ذَكـرتهُ ذكرَك و إن شـكَرتَهُ زادَك ، و إن تـوكّلت عـليه كـفَاك ، سُـبحان الله وَبحمدِه ، سُـبحَان الله العَـظيم.
______________________________
تنقلت عقارب الساعة نحو التاسعة، وأشعة الشمس تغزو الغرفة؛ ومع ذلك لم تغزو بنورها ثنايا من بداخلها، والأرق يأنس وحدته، تنفس بالقليل من السكينة فور رؤيته الساعة؛ وكأنها كانت طوق نجاته ،أمسك بمفاتيحه وترجل لسيارته سريعًا لبيتها؛ فهو كان علىٰ وشك المجيء فجرًا؛ من كثرة شعوره بتمزق نياط قلبه علىٰ حزنها ،ولكنه قرر عدم بث القلق داخل عائلتها، طرق الباب وما هي سوىٰ لحظات وفُتح وجميلته تطل أمامه يظهر علىٰ تعابير وجهها الحزن تألم لذلك بينما صدر صوته وهو يتنهد بثقل : روحي اجهزي يا حبيبتي يلا علشان نروح سوا .
هزت رأسها رافضة وهي تجيبه بحزن: لا أنا هقعد هنا شوية .
مرر يده علىٰ وجهه بضيق شديد، حاول الهدوء قبل أن يردف: ماشي تبقي تقعدي بعدين بس مش دلوقتي، يلا هاتي حاجتك والعيال علشان نروح يا لينا، أوعدك هنيجي بكره ثقي فيا .
زمت شفتيها بحزن محاولة عدم البكاء، فأردفت بإقتضاب قبل أن تفعل ما قاله: حاضر .
غضب من ذاته بشدة علىٰ وصولها لذلك الحزن بسببه، تنهد قبل أن يلقىٰ طفلين مقبلين عليه وصباح خلفهم ،هبط لمستواهما ضمهما إليه وحملهما وهو ينهض مجددًا قبل وجنتهما وهو يردف لهما بإبتسامته التي زينت ثغره : ايه الشياكة دي بس، ماما دلعتكم وجابتكم عند تيتا وجدو بقىٰ، يا ترىٰ عملتوا شقاوة وضايقتوهم ؟!
ابتسمت صباح وهي تردف له : لا طبعًا يا بروئة دول نوروني هو في زي خديجة ويامن أصلًا، بس ياريتك كنت موجود إمبارح .
تحدث يامن البالغ من عمره أربع سنوات الممتلك عينان والدته الرمادية بعدما قبل والده من وجنته : تيتا عندها حق يا بابا مجيتش ليه زي كل مرة ؟!
أيدته خديچة ذات الثلاث سنوات بعينين العسليتين خاصة والدها وخالها وهي تعد علىٰ يديها الأفعال التي اقترفوها : أه يا بابا عملنا حاجات كتير أوي جدو جابلي مصاصة وخالو وعمتو جم ولعبنا سوا ونمت أنا ويامن جنب جدو وتيتا امبارح .
رفع حاجبه وهو يردف بتذمر مصطنع : يعني عملتوا كل ده من غيري وأنا كنت في الشغل، عمومًا أكيد كان نقاصكم كوباية الهوت شوكلت بالمارشيملو بتاعتي .
ضحكت علىٰ حديثه، تركهما من بين ذراعيه وهو يقترب من صباح مقبلًا يدها : ايه الحلاوة دي يا ماما اليوم يعدي وإنتِ تصغري يا جماعة مش كده والله .
دلف مُحمد للردهة وهو يضم كتفيها مردفًا بضيق : إنت يا ابن إبراهيم بطل تعاكس مراتي بقىٰ.
أنهىٰ حديثه وهو يضمه إليه ،بينما أردف هو ليثير غيظه : إيه يا بابا بس ما ماما هي اللي زي القمر الله، لازم تتعاكس.
أنت تقرأ
بما لا تشتهي السفن
Romanceيأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتعلم منها تجعلنا ننظر نظرة مختلفة للعالم من حولنا نعلم حينها أنه يجب أن نحب أنفسن...