الفصل الثاني..شخصيات جديدة.

1.2K 87 142
                                    

«اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ».

°°¥°°¥°°¥°°¥°°¥°°¥°°¥°°¥°°¥

توغلت الشمس بنورها الساطع بمنتصف سماءها، معلنة سرد أحداث تؤلم راويها حتىٰ ينزف خافقه، وأخرىٰ يرفرف بها بقلبه كالفراشة ببستانها، ترجل الثلاث شباب أمام المطار منتظرين رفيقهم وصديق طفولتهم الرابع، تنمو بداخلهم ولوعة إفتقاد وإشتياق؛ لإستكمال أعضاء صداقتهم، مع العلم لم يُقابلوا بعد من ليس له حق دلوف دائرتهم الصغيرة، تقدم فارس إليهم الممسك بحقيبة سفره بيده، وعلىٰ كتفه حقيبة سمراء صغيرة، إبتسم إليهم بمجرد رؤيتهم وهو يبسط ذراعيه ويستنشق نسيم بلده؛ فلا تدري بما يدها المرء خارج موطنه، إقترب أصدقائه منه سريعًا؛ ليدلفوا بعناقه، فأردف هو بمشاكسة وهو يضمه إليه: مكنتش متوقع إنكم هو هتوحشوني يا شباب.

خرجوا من أحضانه ممتنين لوجوده برفقتهم ثانية، ليردف عادل وهو يغمز بإحدىٰ عينيه: ولا أنا يا غالي، بس برضه مش نازل علشان خاطر عيونا.

إبتسم له ببرود علىٰ حديثه المعتاد ذلك، بينما ضحك الجميع عليه، وأردف براء ولم يستطع كتم ضحكاته: خدت الكلمة من علىٰ لساني يا دوله والله.

إنتبهوا لصوت عمر الذي تخلل ثناياه الخبث وهو يردف وهو يضيق عينيه: والله وهتتجوز يــا

قاطعه فارس سريعًا وهو يضع يده علىٰ ثغره؛ محاولة عدم تسرب الكلمات منها: بس أبوس إيدك بلاش فضايح يا جدع، بلاش ألقاب.

فغر عادل فاهه بتعجب جاد إتقانه: ليه بس كده يا فارس ده اللقب جميل.

نظر لهم بيأس؛ علىٰ تفننهم بإثارة غيظه، وأخذ يقلب يمناه بيسراه وهو يسير معهم مردفًا: أنا مش عارف إنتم اللي جيتوا خدتوني ليه يا جدع ده حواديت سواق الميكروباص بتبقىٰ أرحم منكم، بس يلا أهو علشان نفاجأهم.

راقص حاجبيها وهو يجيبه غامزًا بإحدىٰ عينيه: أيوه بقىٰ الناس اللي بصمت وهتتجوز أهو عقبالنا يا رب.

ضحك بصخب أثر حديثه، ثم أردف لهم وهو يستشعر ذلك الدفء بجوارهم الذي إفتقده طوال تلك السنة العصيبة: نق بقىٰ والجوازة متكملش بس بجد وحشتوني يا شباب.

أنهىٰ حديثه وهو يضمهم إليه ثانية بمحبة أخوية لم تنقص يومًا بقلب أحدهم، بينما خرج عادل وهو يجيبه واضعًا يده علىٰ فمه وعيناه تنظر بالأرض مردفًا بخزي مصطنع: لا لا إنت طلعت منهم ومش تمام ولا إيه يا فارس.

ضحك عمر وبراء عليه، بينما هوي فارس بيده علىٰ مؤخرة رأسه مردفًا بغيظ: أبو نيتك يا أخي إمشي من وشي.

ظلوا بين المناوشتهم وضحكاتهم الصاخبة التي تغزوا قلوبهم، كلما تسللت لأذانهم متذكرين أنهم إجتمعوا مجددًا بعد فراق.

بما لا تشتهي السفنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن