الفصل الثالث والعشرون ...نزيف قلب .

488 37 209
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

متقولش  " رمضان كريم ✖

"لإن مفيش كريم غير ربنا!

الأفضل  "رمضان مبارك.

_______________________________

كان يجلس برفقتها يستمع إليها بإنصات وقلبه يتمزق من تخيل فكرة البعاد عنها ،يحاول إعطاء ذاته بعضًا من الأمل ليمدها بالقوة ،يضيق صدره كلما ذكرت أمامه نسبة عدم بقائها معه ،فكيف للجسد الإستمرار بدون الروح؟!

قاطع تفكيره صوت صراخ أنثوي بالخارج ،لم يطمئن قلبه من ذلك الصراخ خرج للإطمئنان على حبيبته وجد العديد من الناس أمام المرحاض ،نظر بإستغراب ولم يشعر بذاته سوا وقدمه تأخذه أمام الباب بلا وعي ،وقف متصنمًا برهه يحاول التأكد أن ذلك ليس بواقع ،ليست هي سارقة فؤاده ،لم يقوى على تحريك قدمه قيد أنملة لوهلة حتى استوعب الوضع وهرول إليها مسرعًا وهو يرى الدماء المنبثقة أمامه تشكل بقعة كبيرة حولها وعينيها أعلنت خضوعها بلا استبسال لتُغلق بعدها ويؤخذ معها أرواح تسلب ،تقدم منها ويديه يرتعشان قطع قطعة من ثوبه ؛ليضعه على الجرح محاولًا إيقاف النزيف ،ولكن كيف وجميع جسدها ينزف ؛نتيجة إرتطامها بحطام الزجاج ليتحد مع حطام روحها جاعلة جسدها ينزف بشكل ظاهري ،فهي نزفت العديد والعديد دون أن يرى أحد ،حملها بين يديه سريعًا ناسيًا كل ما يمكن فعله الآن وكأن جميع سنوات دراسته ضاعت هباء ،كالتائه الضال لا يعلم أين الطريق ،دموعه تسقط من عيناه دون أي وعي منه ،فالقلب يتألم فتبكي العين لتألمه ،كانت هي القلب وهو العين ،خرج يبحث عن غرفة الإسعافات وضعها على الفراش فجاء الطبيب فورًا ؛ليتفقد حالتها أوقفه براء يتساءل عما سيفعل حينما رأه يحرك فراشها ،أردف الطبيب بسرعة : لازم تدخل العمليات فورًا ،عن إذنك يا أستاذ علشان نشوف شغلنا .

إبتعد عن طريقه بعد سماعه حديثه ذلك حتى يفرغ له الطريق ،أخذ يسير بجانبها حتى غرفة العمليات ،أُغلق الباب ووقف وهو لا يزال يحدق في أثرها ،أخذ يناجي ربه أن يلهمه قوة التحمل وأن  يخرج سارقة فؤاده سالمة من ذلك الإبتلاء ،نظر ليديه وقميصه الممتلئ بدمائها ،يريد الصراخ قلبه ينزف من فقدانها ،والأصعب الذي لا يقوى على تحمله أن تكون تلك نهايتها _كافرة_ قتلت روحٌ ليست ملكها بل ملكٍ لبارئها ،أسند ظهره على الحائط يحاول جاهدًا إقناع نفسه أن ذلك ما هو إلا حلم مؤلم يجتاحه ،سينهض الآن ليهاتفها ويسمع صوتها ،ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

تذكر عدم إخباره لأحد من العائلة ،مرر يده على وجهه بضيق وهو لا يعلم كيف سيخبرهم ،يشعر بالندم يستنزف جميع ثغراته ،أخرج هاتفه ليهاتف والدها ؛فهو أكثرهم تحملًا وعقلانية ،أجاب عليه الأخر بينما هو صوته لا يخرج ،أحباله الصوتية لا تعاونه على التحدث ،أخرج صوته بصعوبة مردفًا بنبرة مبحوحة : عمو لينا تعبت واحنا في المستشفى عند الدكتورة بتاعتها.

بما لا تشتهي السفنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن