الفصل الرابع...إنكسار.

766 65 130
                                    

«اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ .»
من قالها موقنا بها حين يمسى ومات من ليلته دخل الجنة وكذلك حين يصبح.
__________________________

كعادتهم يجلس شادي بجوار ريم يتبادلون أطراف الحديث بكل ما يحمله من غزل جريء وميوعة حديث، لم تجاهد كثيرًا لتوقعه بشباكها هو يريد التسلية كالمعتاد وهي تفهمه وتراوده! وعلىٰ الطاولة المقابلة ها هنا الضيق يجثم أعلىٰ صدره لا يزال صوتٍ ينبع بداخله أنه ليس بمكانه، برغم أن تيا أمامه لكنه يشعر أن الوجوه تختلف، أغمض عينيه بقوة قبل أن يطلق سراح الرمال فوق تلك الأصوات، أصوات ضميره! استأذن شادي ذاهبًا للمرحاض تاركًا هاتفه علىٰ الطاولة، رن هاتفه مضيئًا باسم جعل الجالسة تبتسم بسخرية، قررت ترك الهاتف لكن مع إصرار المتصل أجابت ريم : ألو؟

صوت أنثوي يطغي مسامعها، لتستشعر إختلاط نار الغيرة بتيبس جسدها؛ أثر الصدمة، لتُردف بأعلىٰ مراتب الإستغراب: ألو هو ده مش تليفون شادي؟

عقبت ببرود يناقض تلك النيران على الجهة الأخرى : أيوه ده تليفون دودي بس هو مش فاضي.

لم تعيه بتلعثمها وحديثها غير المرتب الطاغي عليه إنفعالها: وانتِ مين بقى، وهو فين، و بتردي انتِ ليه أصلًا؟

ضحكة استهزائية انفلتت منها بميوعة وهي نجيبها ما لم يعجب الأخرى: في التويلت لما يخلص هبقى أقوله عليكِ، متتحمقيش أوي كده يا سكر؛ علشان متتعبيش بعد كده.

سمعت صوت إغلاق الهاتف نظرت له بإستغراب وتركته بلا إهتمام وهي تنعي تلك المخبولة، تظن نفسها ذات أهمية كبرى بحق!!، بينما لينا كانت لا تصدق نفسها هي تعلم أنه كان يحادث الفتيات، ولكن ظنت أنه تركهم بعد معرفتها، اتخذت الدموع مجراها علىٰ وجنتها؛ معبرة عن خزيٍ يطغي عليها بكل قوته، إلى أن افتتح باب الغرفة معلنًا دخول أماني، التي ما إن رأت تلك الدموع الهاربة من مقلتيها، حتىٰ ارتجفت أوصالها وهي تتقدم إليها بقلقٍ سآئلة عن سبب بكائها : لينا يا قلي مالك؟ انتِ تعبانة بتعيطي ليه فيكِ حاجة؟

لم تستمع لرد من الأخرىٰ، فقد اكتفت الأخرىٰ بأنها ارتمت إلىٰ أحضانها، متشبثة بها ونحيبها يتعالىٰ، لتنبس الأخرىٰ بحنان تُعرف به وهي تربت علىٰ خصلاتها: قوليلي بس مالك طيب، ريحيني.

دلفت للغرفة ندىٰ وعلا، لم يلبثوا كثيرًا ليتسلل ذات شعور أماني بداخلهم، فاقتربوا منها بفزع وعلا تتسائل: في إيه يا لينا مالك؟

نقلت ندىٰ عيناها بين لينا وأختها غير واعية لما يحدث: مالها يا أماني إيه اللي حصل أحكيلنا يا لينا.

بما لا تشتهي السفنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن