3

1.2K 30 0
                                    

*#في~مهب~الريح《03》*
*#الجزء~الاول♡*
*#بقلم~مها~حولي~الزاكي*
*ــــــــ♡ــــــــ♡ــــــــــــــ♡ــــــــــــ❥ :00:00*​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏
​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​
لمن دخلنا البيت فشيت غبينتي كلها في رغد و براءه قلت ليهم أصلاً البوديكم ليهم هناك شنو ، كما غلطانات من هنا تمشن ليهم لحد بيتهم....
رغد كانت لسه بتبكي ، قالت لي اي بنمشي الأرض دي حقت أبوهم ، قلت ليها كلامك دا كان تقوليهو قدامهم هناك و هدي انا بقولها ليكم ، تاني لو مشيتوا ليهم و شاكلوكم ما تجوني جاريين ، رغد قالت لي أساساً ما ح نفكر فيك و براءه دي ما أنا الرسلتها ليك و أصلاً أنا ما منتظره منك حاجه ، حقي باخدو براي ...كلامها وجعني والله ، أنا كل مره بقول ليهم كدا بس اول ما زول يسألهم بلقوني أول وحده قدامهم و ما برضى فيهم والله بس ما كل مره ح أقدر آخد ليهم حقهم هسي زي ليلى دي هي مره أكبر مني و طول و عرض ، يعني كان ضربتها كأني بضرب في حيطه ، ما بقدر أعمل ليها شي ، دخلت جوه و خليت براءه بتحنس في رغد ، لمن أبوي جا براءه كلمتو قام ناداني لمن مشيت ليهو قال لي لشنو ما إتكلمتي معاها ؟؟
براءه قالت ليهو مها اتكلمت معاها يا أبوي و خالتو ليلى كبت فيها تراب هي ذاتا و شاكلتها ، قال لي انتي اتلائمتي معاها ولا شنو ؟؟
ما رديت عليهو ، قال لي في حاجه اسمها تفاهم و المشاكل دي كلها ماف داعي ليها ، ما عايز حاجه زي دي تتكرر و أوعكم تعملوا مشاكل مع أي زول...
ما اتفاجأت من كلامو ، أصلاً طول عمرو بفضل إنو يكون ساكت و ما يخوض نقاش مع أي زول و دائماً بسكتنا و أورثنا الخوف و الجبن من الناس لدرجة اننا بنسكت و بنخلي الناس تظلمنا و تهضم حقوقنا ، لدرجة انو لو ردينا على زول برانا بنحس بالذنب و انو نحنا عملنا جريمه عظيمه و كلو عشان نحنا من قمنا ، قمنا و خشومنا مخيطه ، من قمنا علمونا إنو الدفاع عن النفس جريمه عظيمه ، من قمنا علمونا كيف ننزل رؤوسنا و كيف نتحمل الإهانات و نسكت بحجة انو دي هي التربيه الصحيحه ،  المهم ختيت ليهو الأكل بعدها صليت المغرب و فتحت شنطتي حقت المدرسه لمن اتذكرت الواجبات ، جاني ياسر و قال لي بنطلوني حق المدرسه دا انشرط خيطيهو لي ، قلت ليهو كويس ، جبت الإبره و الخيط و خيطتو ليهو ، قلت ليهو البنطلون دا منتهي على الآخر لكن مشي بيهو حالك ، براءه قالت لي أنا ذاتي لبسي انشرط بالجنبه و بقى قديم ، قلت ليها جيبيهو أخيطو ليك ، فعلاً جابتو لي و خيطتو ليها ، رغد قالت ليها تعالي اسرح ليك شعرك دا عشان بكرا ما تمشي بيهو منكش كدا ، مشت جابت حاجات التسريح و خلتها تسرح ليها و أنا فتحت الكتب و بديت أحل التمارين ....رغد و براءه كانوا بتونسوا ما كنت مركزه على كلامهم الفي البدايه بس إنتبهت لمن رغد قالت ل براءه قبيل البت الكانت واقفه معاك في المدرسه ديك كانت بتقول ليك في شنو ؟ مش دي بت خالة علا ؟
قالت ليها آي دي بت خالتها ، كانت بتكاويني و بتقول لي انو هي لبسها جديد و أنا لبسي قديم ، رغد قالت ليها يلبسوها الكفن بركة الله هي و علا و أم علا  ، ليه ما كلمتيني قبيل عشان أكفتها ليك ...براءه قالت ليها لو شاكلتيها بتمشي تكلم لي الأستاذه ، و الأستاذه قالت لينا لو في وحده غلطت على التانيه تجي تكلمني أنا و ممنوع وحده فيكم تمشي تشكي لأختها لو عندها أخت هنا معاها في نفس المدرسه ، عشان أمبارح في بتين اتشاكلوا من بنات فصلنا و وحده منهم مشت كلمت أختها الفي تامن و أختها جات دقت البت....رغد قالت ليها خلاص لكن لو تاني سألتك ذاتو ما تقيفي معاها عشان تسمعيها ، و أي بت تشاكلك يا براءه ما تقصري منها ، أوعك تبقي مسكينه....
كنت بسمعهم و بضغط على قلم الرصاص لحد ما اتكسر قلت ليهم دا كلو بسبب الإسمها أمكم ديك ، مشت عرست راجل جارتها و سافرت معاهو و خلتنا ليهم كل يوم ضاربين واحد مننا و هايننا قدرتهم بسبب عرس أمي من راجل الزفته الإسمها ليلى دي ، ياخ هي مدام ما عايزانا و ما راضيه بالعيشه دي ليه قبلت تعرس أبوي و هي من البدايه عارفه وضعو شنو ، ياخ الله يلعن اليوم العرسوا فيهو و يلعن اليوم الجابونا فيهو على الدنيا دي ....قلت كدا و طوالي طلعت برا الأوضه و مشيت المطبخ ، قفلتو و قعدت أبكي بحرقه هناك ، أنا بالجد تعبت من الحياة دي و من المسؤوليه الكبيره دي ، تعبت من إحساس العجز و الفشل و إحساس انك تشوف الناس بتهين و بتعذب في أخوانك و انت مربط و ما قادر تعمل شي ، تعبت من إحساس الظلم و القهر ، تعبت من الفقر و عيشة الفقر ، و المشكله إنو كل يوم الوضع ماشي للأسوأ ، كل يوم حالنا ببقى ميؤس منو ، أبوي قبل ما يلحق يدفع حق أكلنا و شرابنا و لبسنا و مستلزماتنا المدرسيه بلقى الشهر انتهى و مفروض يدفع حق الإيجار و للأسف شغلوا ما بغطي دا كلو ... هو شغال بناء ، كل يوم بمشي يقعد في السوق و ينتظر يجي زول و يقول عايز عمال ...يعني شغلو حظ بس ، لأنو عادي يجي زول و يختار كم نفر كدا و ما يختارو معاهم لأنو الناس المعاهو كتار و كلهم شغالين رزق اليوم باليوم 💔
المهم رجعت ليهم تاني لقيت رغد خلصت تسريح ل براءه ، ياسر كان ساكت ساي و بحضر ، قلت ليهو اقرا شويه عشان الدروس ما تتراكم عليك ، قال لي ما هسي يوم تاني ، قلت ليهو أحسن ليك تسمع الكلام و تبدا تذاكر ، قال لي ياخ قلت ليك ما هسي ما بتفهمي انتي ؟؟
أبوي جا داخل و قال ليهو ماف حاجه اسمها ما هسي ! أنا عايزك تقرا و تتخرج و تبقى لي دكتور أو مهندس أفخر بيك و أقول دا ولدي ، يعني عايز تعبي و شقاي دا كلو يضيع ساي ؟؟ عايز تعيش كدا عمرك كلو ؟؟
ياسر قام بزهج و مشى جاب شنطتو و طلع كتبو ، أبوي قال لي راجعي معاهو و شوفي اذا عندو حاجه واقفه ليهو ، هزيت ليهو راسي بس و من جواي قلبي موجوع ..
أبوي دائماً كدا ، بحسسنا انو أنا و رغد و براءه ولا شي و إنو هو ما منتظر مننا حاجه ، لو قرينا أو قعدنا في البيت ما بتفرق معاهو لأنو متأمل في ياسر بس ، ما حصل يوم جا قال لينا أقرن يا بناتي ، ما حصل قال لينا أنا عايز اشوفكن خريجات و افتخر بيكم ، ما حصل وصل لينا إحساس إنو واثق فينا و ما مستخسر فينا التعليم ، هسي كان ممكن يقول لي راجعي مع أخوانك و شوفي الواقف ليهم شنو بس هو ماف زول بهمو غير ياسر ، يعني إحساس انك تكون شايل هم أبوك و بتعافر و  بتبذل اقصى جهدك عشان ترفع راسو و ترد ليهو العملو ليك كلو طول عمرك بس هو ما مقدر تعبك و ما منتظر منك حاجه و أساساً ما بتلفت عليك !!
انا من قمت كنت بعاين لأبوي و لتعبو و شقاهو معانا و كيف انو بتعب و بمرض بس ما بقيف و ما برتاح عشان حالنا ما يضيق أكتر ، تعبو و جهدو دا كلو أنا معتبراهو دين في رقبتي و كنت مصره اردو ليهو و دائماً كنت بحلم باليوم الح اتخرج فيهو و باليوم الح اتوظف فيهو و أكون انسانه عظيمه و عندي ثروه كبيره كلها ح أشيلها و أديتها لأبوي و ما ح أحوجو لحاجه ، بس مع مرور الزمن و كل ما أكبر حلمي ببقى بعيد و عزيمتي و إصراري شبه إهتزوا ، ببساطه لأنو الإنسان الوحيد الأنا بحلم و بخطط و بتعب عشانو في القرايه ما مدي أي أهميه لقرايتي دي كلها و ما متأمل فيني و متأمل في زول تاني منتظرو يبقى ليهو سند و يعوضو ....
المهم عدت الأيام و مر شهر من بداية العام الدراسي ، رغد و براءه كانوا مجتهدات شديد و أنا مرات براجع معاهم و بشجعهم عشان يقروا بس ياسر دا غلبني عديل و المشكله انو لمن اتناقش معاهو و اشاكلو بمشي يشكيني لأبوي و أبوي خالص ما برضى فيهو ، قال لي اتكلمي معاهو براحه بس ما تشاكليهو قلت ليهو تاني ذاتو ما ح اسألو و بالجد زعلت شديد من أبوي...
المهم يوم كانت عندنا حصة فيزياء و المفاجأه إنو استاذ الفيزياء جا داخل و وزع علينا ورق و قال لينا عندكم إختبار ، طبعاً الفصل كلو بقى فاتح خشمو !!
لين قالت ليهو بس يا أستاذ أحمد انت ما نبهتنا قبل كدا عشان نقرا ، بالجد حرام عليك يا أستاذ ! قال ليها يعني ما ح تقروا إلا اقول ليكم عندكم إختبار أو إمتحان ؟؟ شفتوا العارفنوا بس أكتبوهو لي في الورقه ، قالت ليهو بدلع : استااااذ حرام بالجد ، قال ليها لين ! ما عايز كلام كتير أبدي اشتغلي طوالي.... طبعاً هي بتتكيف و بتطير من الفرح لمن هو ينطق إسمها ، في الشهر دا لين خلت كل المدرسه تعرفها ، بقت ألفة الفصل و كمان ماسكه الطابور على حسابها و الخلاها تتشهر أكتر في المدرسه هي الهدايا الفخمه البتقدمها في الطابور في فقرة سؤال و جواب ، طبعاً ورت المدرسه كلها إنها بت برجوازيين...
المهم بدينا الإختبار و أنا كتبت العارفاهو و الحافظاهو اتمنيت لو إني ركزت على الفيزياء ، في الشهر دا تركيزي كلو كان على المواد التانيه عدا الرياضيات و الفيزياء و الجغرافيا رغم اني بحبهم شديد ، يمكن عشان استهونت بيهم و قلت انهم ساهلات عشان كدا ما ركزت عليهم ....و أنا بحل في الأسئله ، جاني صوت لين و هي بتقول ل صحباتها بصوت واطي : اقلبوا الصفحه ، عرفتهم بتشفوا من الكتاب ، عاينت لأستاذ أحمد لقيتو بتكلم بالتلفون و بعاين بالشباك ، إتمنيت إنو يتلفت و يشوفهم عشان يمنع الغش الحاصل دا...
المهم بعد ساعه و حاجه كدا هو جمع مننا الأوراق ، لمن جا يشيل من لين قالت ليهو وااااي لسه ما خلصت يا أستاذ أحمد ، قال ليها الزمن انتهى قالت ليهو أديني دقيقتين بس بليييز ، خلاها و شال الورق من صحباتها و باقي الفصل و هي جاها آخر وحده ، طبعاً كل البنات علقوا على الحاجه دي و قالوا إنو في شي بين لين و أستاذ أحمد عشان كدا هو مستثنيها و بعاملها معامله خاصه ، طبعاً هي كانت سامعه كلامهم و مبسوطه بالحاجه دي ، المهم لمن جا زمن الفطور ، شلت كراسي حق الكيمياء و الإنجليزي و الجغرافيا و مشيت بيهم المكتب عشان أصححهم ، مكاتب المعلمات كانت منفصله عن مكاتب المعلمين ، في البدايه مشيت لأستاذة خوله ، أستاذة الكيمياء ، دي الكان اتشاكلت مع لين و جلدت الفصل كلو ، رغم اني كنت متوتره لأنها انسانه صعبه و ما عندها أخلاق و كنت خايفه انها تحرجني قدام المعلمات و الطالبات الفي المكتب ، بس حصل العكس ، شالت كراسي و لبست نظارتها و بدت تصحح لي ، رغم اني مشتغله كل التمارين و حاله صح بس ما كلفت نفسها تكتب لي ممتاز أو جيد ، مدت لي الكراس بس ، شلتو و مشيت مكتب المعلمين لأستاذ الجغرافيا و الإنجليزي ، طبعاً أستاذ الجغرافيا دا راجل ظريف كدا و لطيف و محترم ، تقريباً عمرو كم و أربعين ، لمن وصلت المكتب إترددت في البدايه مع إنو المكتب ما كان فاضي و في بنات بس برضو إترددت ، فجأه اسمع ليك استاذ الجغرافيا بقول يا مها ! واقفه مالك يا بتي تعالي خاشه عايزا تصححي ولا شنو ، قلت ليهو ايوه ، لبس نظارتو و شال قلمو و أشر لي عشان أجيهو ، طوالي مشيت ليهو ، مسك كراسي و بقى يصحح لي لمن خلص قال لي خليك كدا ، أنا بحترم و بقدر الطلبه المجتهدين و المهتمين بالدراسه ، انتي زوله كويسه شديد ف حافظي على مستواك دا قلت ليهو حاضر ان شاء الله ، فجأه في أستاذ قال ليهو دي منو كدي إتلفتي علي يا طالبه ، لمن إتلفت عليهو قال ليهو أيوه صح البت دي شاطره و بتشارك في الحصه و مستواها كويس ، و كمان في ريما و لين عصام و شروق و وشاح و رهام و غيرهم ، بنات ممتازات شديد ، أستاذ الإنجليزي قال ليهم لين عصام دي كويسه شديد في الإنجليزي و هي الوحيده البتكون مركزه معاي و فاهمه أنا بقول في شنو ، أستاذ أحمد قال ليهم أنا شايف إنو معظمهم مهملين و بحبوا الونسه زي عيونهم و الحصه كلها بقضوها ونسه ....في سري قلت ليهو انت عارف البتونسوا منو في الحصه بس غالبك تتكلم معاهم ، المهم صححت كراس الإنجليزي كان عندي فيهو أغلاط كتيره الأستاذ نبهني عليهم و قال لي ممكن تسألي لين اشتغلت ديل كيف ، قلت ليهو تمام و طلعت من المكتب و أنا زعلانه شديد لأني غلطانه كتير في الإنجليزي ، ما بنكر إنو لين مستواها كويس في الإنجليزي بس هي في باقي المواد ما كويسه و في كل حصه بتكون فاتحه الكتاب عشان تجاوب للأستاذ و للأسف هم مخدوعين فيها و قايلنها شاطره....
المهم أخدنا باقي حصصنا و فكونا بيوت ، لمن وصلت البيت و دخلت الأوضه ، لقيت براءه و ياسر و رغد قاعدين ياكلوا في ملاح خضره بالكسره !
استغربت طبعاً ، قلت ليهم الجاب ليكم دا منو ؟؟
قالوا لي عمتي آمنه جات و عملتهم لينا ، قلت ليهم والله ، قالوا لي آي ، فجأه هي جات داخله ، سلمت علي و قالت لي أقعدي أكلي معاهم ، قلت ليها ما جعانه ، قالت لي يا بت هوي بطلي حركاتك دي ، ما رديت عليها ، مشيت بدلت ملابسي و صليت الضهر و جيت قعدت على السرير و فتحت شنطتي و طلعت الكتب كلها و بديت أقرا و أحل الواجبات ، شويه كدا رغد جاتني و هي شايله صحن ، قالت لي أحسن ليك تأكلي والله ملاح الخضره دا سمح خلاص ، قلت ليها مش سوتو عمتي أنا ما عايزا ، قالت انتي لسه شايلاها معاها!!!؟ سكته ما إتكلمت ، عمتي جات داخله و قالت ليها عشان هي ما عندها موضوع  ، أمك الزعلانه مني عشانها دي اول ما لقت مصلحتها رمتكم لأبوكم و مشت خلتكم وراها جعانين و حالتكم بطاله ، أنا أصلي ما غلطت على أمك لمن كنت بقول عليها انانيه و بشاكلها و عديل بقولها ليكم في وشكم ، أمكم دي من زمان ما عاجباني و ل يوم الليله ما عاجباني و أنا زعلانه شديد و متحسره على اخوي لأنو عرسها ، أمكم ما المره البرتكزوا عليها ولا المره البتتحمل الحاره عشان أولادها ، أمكم وحده انانيه و طماعه و فجعانه و بتاعة مصالح و و و...الخ
و هي بتتكلم عن أمي كدا رغد بدت تبكي ، أنا دموعي جات قريبه بس حلفت ما أبكي ، مشيت غسلت يدي و جيت أكلت بزهج ، قالت لي زي ما أمكم نستكم و واصلت حياتها انتوا كمان أنسوها ، المهم عمتي اتكلمت عن أمي كدا لمن فترت ، أصلاً هي و أمي كانوا ما بطيقوا بعض و كل ما يتلموا في مكان واحد بتشاكلوا و أنا كنت بقيف مع أمي و للسبب دا ما كنت بتفق مع عمتي....
أصلاً نحنا عندنا عمتين بس و عم واحد ، عمتي إيمان دي في البلد و ماف تواصل بيناتنا و عمي سليمان في الدهب من زمان و أساساً هو ما قاعد يجينا و ما عارفه اذا هو متواصل مع أبوي أو لا مرتو و أولادو في البلد ، أما عمتي آمنه دي ف ساكنه أمدرمان و عندها ولدين و بتين و هم في أعمارنا أنا و أخواني ، راجلها كعب كعب شديد و نهاي ما برضى ليها تشيل حاجه و تجيبها لينا ، و هم ذاتهم وضعهم ما كويس شديد بس أحسن مننا ، متأكده إنو راجلها ما عارفها جاتنا هنا و إلا كان غير قروش المواصلات ما ح يديها جنيه واحد زياده ، طبعاً نحنا ساكنين في الأزهري جنوب الخرطوم ...
المهم قعدت معانا لحد العصر كدا ، طبخت لينا أكل كتير ، قالت لينا عشان ما يبوظ ختوهو في تلاجة جيرانكم ، طبعاً نحنا كان عندنا تلاجه بس حصلت فتره ظرفنا فيها ضاق عشان كدا أبوي باعها ، قلت ليها غيتو أنا ما بمشي لأي زول عشان اقول ليهو خت لي الأكل دا في تلاجتكم ، قالت لي انتي أصلك  مغضوب عليك زي أمك ، عاينت ل رغد و قالت ليها وديهو انتي ، أنا جيرانكم ديل لو كنت بعرفهم كان مشيت و كلمتهم ، رغد قالت ليها كويس بتردد كدا ، قالت ليها ولا اقول ليك حاجه ، أرح أنا ذاتي بمشي معاك و بكلمهم لأني مارقه بعد دا ، أبوكم لو جا سلموا عليهو ....إتشطفت و إتمسحت و شالت شنطتها و طلعت مع رغد ، بعد شويه جات راجعه مع رغد و هي شايله معاها تلفون جلكسي صغير كدا شاشتو مكسره ، قالت لي هاك ليهو بتحتاجيهو بعد دا ، لو احتجتوا حاجه اتصلي علي مع انو أنا ذاتي وضعي بطال لكن اعمل شنو عاد حالتكم تحنن الحجر ، غيتو أمكم دي الله يجازي محنها ما عارفه قلبها كيف طاوعها و خلاها تعرس و تمشي و تخلي شفعها وراها ، المهم عمتي ودعتنا و مشت ، رغد و براءه و ياسر جوا إتلموا فيني عشان يشوفوا التلفون ، والله و من غير مبالغه دي اول مره نمسك فيها تلفون و نقعد نشوف فيهو ، أخواني فرحوا بيهو أكتر مني ، قلت ل رغد هسي أعمل بيهو شنو !!؟ قالت لي لو ما عايزاهو أديني ليهو بعرف اعمل بيهو شنو ، ياسر قال ليها لا تديني ليهو أنا ، قلت ليهم لا انت لا هي ،ح أخلي التلفون دا معاي و أول ما ننزنق شديد ح نبيعوا و نتصرف بقروشو أو نخليهو مع أبوي ، يمكن يخلي تلفونو الربيكه داك و يستخدم دا ، المهم أبوي لمن جا و كلمناهو رغد قالت ليهو حلفتك بالله يا أبوي ما تبيعو خليهو لينا ، الناس كلها عندها تلفونات إلا نحنا 😭😭
ياسر قال ليهو اديني ليهو أنا يا أبوي ، براءه قالت ليهو أنا ذاتي عايزاهو ، إحتار فينا طبعاً ، جدعو لينا في السرير و قال لينا ألعبوا بيهو لحد ما يجي يوم و نحتاج نبيعو ، رغد قالت ليهو الله لا جاب اليوم داك ، المهم عملوا ليهم جدول عديل لساعات استخدام التلفون ، كل واحد ح ياخد التلفون لزمن معين ، رغد قالت لي ندخلك معانا في الجدول ؟؟
قلت ليها لا ، قالت لي أحسن ذاتو ، المهم أدت التلفون ل ياسر و قعد يلعب بيهو مسافه ، بعدها أدى براءه ، في الأثناء دي أنا كنت بذاكر لمن خلصت لقيتهم لسه ماسكين التلفون !! قلت ليهم التلفون دا ح يضيعكم والله بجنس الطريقه دي !!!
مدام انتوا عاملين جدول مفروض في الوقت البكون فيهو ياسر ماسك التلفون مثلاً انتي و براءه تمشوا تشوفوا شغلكم و قرايتكم و العكس ، ياسر قال لي أنا ما عندي شي غير اقرا لا بغسل عده لا ملابس لا برش لا بكنس ، قلت ليهو أريتك بعد دا كلو تركز في قرايتك ....قلت ل رغد قومي غسلي هدوم المدرسه و حقات أبوي و أنا بكويهم بعدين ، قالت لي لا انتي غسليهم هسي و أنا بكويهم......طلعت برا رشيت الحوش و كنستو بعدها دخلت المطبخ لملمت العده و غسلتها و كنست المطبخ و عملت لأبوي شاي بعد ما ختيت ليهو أكل ، لميت هدومهم حقات المدرسه و حقات أبوي ، ختيت سرير في الحوش و جبت طشتين و مويه في جردل و صابون و قعدت أغسلهم ، أبوي قال لي رغد دي بتعمل في شنو مالا ما بتشتغل؟ قلت ليهو أصلاً هي من زمان كدا لكن قالت بتكوي الملابس بعدين ، قعدت أغسل فيهم و أنا زهجانه لأني بكره الغسيل و بالجد تعبت من الشغل الكتير دا ، يعني الواحد يكون مسؤوليتو ما قادر يتحملها و فجأه كدا يلقى نفسو مضطر يتحمل مسؤولية البيت و ناس البيت كلهم....
المهم بعد الملابس نشفت ، رغد ختت ليها فحم في النار و ختتو في المكوه و جات كوت الملابس  ، اليوم البعدو كان يوم خميس ، لمن جيت داخله الفصل عشان أخت شنطتي لين كانت واقفه جنب الباب ، قلت ليها لو سمحتي خاشه أنا ☺️
عملت نفسها ما سامعاني ، قلت ليها ما سامعه انتي ؟ زحي لي من الباب ، قالت لي اول شي حسني أسلوبك ، قلت ليها هسي أسلوبي مالو ؟؟! المهم عايزا أدخل أنا ، قالت لي حالياً أنا ما عايزا أزح من جنب الباب انتظريني شويه لحد ما مزاجي يروق .... طبعاً مغيوظه مني من اليوم القلت فيهو لأستاذ أحمد إنو صوت النقه و الونسه جاي من الكنبه التالته يلي هي كنبتهم ، بعدها بقت تعمل لي في حركات و أنا بطنش فيها و يمكن الغايظها أكتر إنو المعلمين بقوا يشكروا فيني على طول ، لمن ما زحت لي من الباب لزيتها و دخلت ختيت شنطتي ، جات لاحقاني لزتني و قالت لي انتي منو عشان تمدي يدك علي ، ما رديت عليها و إتحركت على الباب لأنو موعد الطابور قرب ، مسكت يدي من وراي و لوتها لي ، قالت لي أحسن ليك تحترمي نفسك و أوعك تقلي أدبك علي فاهمه ولا لا ؟! ، فكيت نفسي منها و المره دي بكل غضب لزيتها و هي مع اللزه دي طرف كنبة الحديد ضربها شديد في ساقها لدرجة انها كشرت وشها من الألم ، جات مندفعه علي و لزتني بقوه لحد ما لصقتني مع السبوره و بقت خانقاني ، بقينا نضارب و أنا بحاول اتفكى منها ، شلتها برجليني لمن فكتنا و أديتها ضربه على وشها ، عيونها بقت زي الدم من شدة الغضب ، قالت لي اقسم بالله ما أخليك ، لمن لزتني المره دي ضربت جبيني مع الحيطه لمن جبهتي كبت دم ، خلاص دمي فار و أعصابي باظت ، مسكتها و بقيت أكفت فيها و أنا دمي جاري ، على حس أصواتنا في بنات جوا داخلين و بقوا يحجزونا و في منهم مشى كلم المعلمات الموجودات ف جوا و بقوا يفكونا من بعض و طوالي ودونا مكتب المديره ، كانت لسه ما جات ف المعلمات استلمونا و بقوا يقولوا لينا انتوا بنات كبار ف ليه تعملوا كدا و و و...الخ لحد ما جات المديره و 3 من المعلمين الرجال ، أستاذ الإنجليزي لمن شاف لين بتبكي قال لي أنا ما قايلك كدا والله ، طلعتي كاتله حيلك ساي !
يعني اتخيلوا أنا جبهتي وارمه و فيها دم و هو ما شايف إلا دموع لين !! ، سألونا عن الحاصل و حكيت ليهم من البدايه للنهايه من دون ما أزيد أو انقص ، طبعاً لين نكرت و قالت أنا الغلطت عليها و و و ...بقينا نتغالط الإتنين قدام المديره و كل وحده بتتهم التانيه ، شويه كدا جا أستاذ أحمد و قال في شنو يا جماعه ؟؟
المديره قالت ليهو عليك الله تعال شوف يا أستاذ أحمد  ! هسي ديل بنات ولا أولاد لمن يضاربوا كدا ؟؟! عاين لينا بس و سكت ، استاذ الجغرافيا يلي إسمو استاذ بكري ، قال لينا والله دا شي بخجل يا مها و لين ، انتوا بنات شاطرات و ممتازات شديد ف مفروض تكونوا قدوه لغيركم و ما يطلع منكم سلوك زي دا ، لين قالت ليهو يا أستاذ بكري هي اتهجمت علي يعني أسكت ليها ؟؟
البت دي اسألو منها بنات الفصل و ح يقولوا ليكم قدر شنو هي مغروره و شايفه نفسها و ما بتعرف غير العداوه ، هي بتكره بنات الفصل كلهم و بتغار و بتزعل شديد لو زول غيرها جاوب ، قلت ليها بنبره حاده و عاليه شكلك بتتكلمي عن نفسك و بقينا نتناقش قدام كل المعلمين و المديره ، وحده من الأستاذات قالت والله لين دي ما بت بتاعة مشاكل و ما حصل جاتنا شكوى منها ، في سري قلت ليها يعني أنا بتاعة مشاكل و أنا الحصل جاتكم شكوى مني !!؟ بس ما مستغربه لأنو ديل كلهم ناس بتاعة مصالح و بتحب الرشاوي البتجيبها ليهم لين على شكل هدايا غاليه ، و أصلاً كيف ما يقيفوا معاها و ابوها كل مره بجيهم في المدرسه و بساهم معاهم و بديهم قروش عشان يصلحوا بيها المدرسه و في الحقيقه القروش دي عباره عن رشوه بطريقه غير مباشره ، يعني كأنو بشتري المعلمين و المديره عشان بتو تتعامل معامله خاصه!....
المديره سكتت مسافه بعدها قالت لينا انتوا الإتنين مفصولات لمدة أسبوع ، قلت ليها لكن هي الغلطانه ، لين قالت لي بتكذبي ليه انتي و بقت تجوط مع المديره عشان قالت لينا مفصولات ، طلعت من المكتب و أنا بالجلاله ماسكه دموعي عشان ما أبكي قدام الناس ديل كلهم ، صحبات لين كانوا بضحكوا و شغالين لي في ليمونه قامت في جبهتك ، دخلت الفصل شلت شنطتي بس و طلعت من المدرسه و أنا مقهوره ، ماشه في الشارع و الناس دي كلها بتعاين لي ، وصلت البيت جريت السلك و دخلت و إنفجرت بكى ، حسيت قلبي دا بتقطع حتة حتة من شدة القهر و الظلم ، بكيت كدا لمن صدعت ،  لمن الساعه 12 و نص جات ياسر جا داخل ، قال لي غريبه الجابك بدري كدا شنو ؟؟ قلت ليهو لغوا لينا الحصه الأخيره ، عاين لي في عيوني و قال لي دقوك في المدرسه ولا شنو ؟؟
قلت ليهو هه لا لكن مصدعه ، قال لي طيب دي شنو ؟ و أشر على جبيني الوارم ، قلت ليهو وقعت بس ، المهم هو جدع شنطتو و غير ملابسو و قال لي عارفه رغد دست التلفون وين ؟؟
قلت ليهو لا ما عارفه ، مشى فتشو بس ما لقاهو جا قال لي البت الحيوانه دي دستو وين ؟؟
قلت ليهو إلا تنتظرها تجي ، في المسافه دي اقرا ليك قرايه تنفعك لأنو أبوك متأمل فيك و ما شايف زول غيرك يا باشمهندس ، قال لي قرااية شنو ياخ أنا عايز ابقى بتاع خرد بس ، قلتو ليهو ههه شبهك بالجد ، قال لي ماشي ألعب برا ، قلت ليهو اسمع الكلام يا ياسر ، اقعد أكل و اقرا ، قال لي ما جعان و بقرا بعدين....قال كدا و طوالي مشى من دون ما يسمع كلامي..
المهم بعد أكتر من ساعه كدا رغد و براءه جوا داخلين ، طبعاً براءه بفكوهم بدري بس بتنتظر رغد و بجوا راجعين سوا ، طبعاً سألوني نفس سؤال ياسر لأني بجي آخر وحده ، قلت ليهم ما أدونا الحصص الآخيره ، قلت ل رغد أمشي جيبي الملاح من ناس تهاني و دفيهو و أفطروا بيهو ، أنا نعسانه و عايزا أنوم ، قالت لي مالك انتي عيونك دي واقعه كدا و جبهتك وارمه ؟؟
قلت ليها وقعت بس ، قالت لي وقعتي كيف ؟؟ قلت ليها ياخ الوقعه الوحده دي !
سكتت خلتني و دخلت تبدل ملابسها و أنا رقدت في الراكوبه و بقيت أحنس في النوم تحانيس عشان أنوم و أبطل تفكير في الحصل و فعلاً بعد تعب نمت....

في مهب الريح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن