هـي الجَـانِـب الـمُـظـلِـم.

81 9 4
                                    


London
21/1/2016
12:06 AM

«وغد لكن شكرًا لك، لقد وافقوا علي زواجنا بفضلك، والجميع كان سعيد بحضروك اليوم.»

يتكلم زين وهو يقف بجانبي ينقذني من خلايا عقلي كعادته، وكل ما لاحظته هو ذلك السائل الأحمر العتيق بالكأس في يده، لأسحبه منه وأشربه دفعة واحدة.

«لم أفعل هذا لأجلك.»

أضع الكأس الفارغ من يدي وأملأ غيره مُلحقه بالسابق، وأنا والكأس نعرف أنه حتى لو شربت كل الخمر في هذا العالم لن يفيدني.

«على مهلك إنه ثقيل، لن تستطع القيادة بهذا الوقت.»

دعنا لا نخطط للغد لمرة واحدة، لمرة واحدة فقط نغمض أعيننا ونتصرّف وكأنّ لا غد لنا.

«سأبقى بلندن الليلة لا تقلق، أبحث عن طبيب جيد يكون قد عالج من قبل حالات وسواس قهري وفصام ومستعد لترك حياته البائسة والذهاب لتلك اللعنة هناك.»

ربما يمكنني الانسحاب من هذا الآن، مازالت بالبداية صحيح؟

«هل ستتركها! حسنًا لا تبدو بخير، لم تبد بخير منذ أيام أيضًا، لكن لم أتوقع أن يؤثر ذلك على عملك.»

أنا مثله متفاجئ مما أقوله، لطالما أجْدّتُ الفصل بين حياتي البائسة وبين حياتي كطبيب.
كما أتقنت إخفاء أرقي وتعبي خاصة عن مرضاى، فهل كنت بائس بوضوح لدرجة لاحظتها هي!

لم تكن مجرد ملاحظة حتى بل كانت قلب طاولة فوق رأسي، تلك الجلسة لن تمحى من تاريخي أبدًا.

«ليليان ليست مريضة عادية، ليست مجرد طفلة لديها بعض المشاكل العقلية جعلتها تقتل أحدهم، أمرها أكبر من هذا، وآخر ما أريده الآن هو التورط به.»

أمر غامض يجعل كل من أشرفوا على حالتها قبلي يرحلون بعد بعضة أشهر فقط، ويجعل والدتها رغم ثرائها ومكانتها بالمجتمع وخوفها الشديد عليها تبقيها بهذا المكان البالي البعيد دون غيره!

«أخبرتني منذ يومين أن والدتها ستساعدك وكنت متحمس، ماذا حصل؟»

يتكلم باستنكار وهو يسحب زجاجة النبيذ من يدي.

«بعد مراجعة المقاطع التي جمعتها مع ليليان، أدركت أن مساعدتها لي لن تغير شيء.»

أي أم ستسمح بأن تلقى ابنتها بزنزانة تحت الأرض لتعاقب أو تسمح بتركها بتلك الغرفة الباردة بثياب تكاد تغطي جسمها وتعامل بتلك المعاملة الغير آدمية بينما هي تبدو مرتاحة ودافئة تمامًا بمعطف الفرو عليها!

Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن