شـوكـولا بـلـونِ الـدّمـاء.

67 9 4
                                    

St Mary Bethlehem
25/1/2016
9:00 PM

بكل ثقة وتوعد ونظرات تملؤها الحقد والكره، وبقدمين مهتزتين وصدر لاهث، وجبين متعرق، تقف بحالة يرثى لها ممسكة مشرط من جزءه الحاد، بيدِ تتسلل منها الدماء.
وبالطبع حولها ثمناثا وبرادلي، وشخص غير متوقع وجوده اليوم، والدتها.

وهم ليسوا في حالة أفضل منها، فبرادلي حصل على عدّة جروح بوجهه وذراعيه، وهو ينزف الآن، وبالطبع ثمناثا -أول المصابين- تقف أمامها بجرح بطول ذراعها ينزف، ينتظرون لحظة غفلة منها لينقضوا عليها، بينما تقف خلفهم والدتها تبكي، ويبدو أنها كانت المرادة من كل هذا.

يحاول برادلي مداهمتها حاملًا في يده الصاعق، ولكنها لا تعطيه الفرصة وهي تسبقه بخطوة وترفع المشرط أمامه ترمقه بنظرات تحذيرية، قبل أن ترجع بتوجيهه ناحية والدتها بعينين حمراوتين ساخطة.

ماذا حدث بغيابي؟
كيف يمكن السماح لوالدتها بالزيارة بأي وقت هكذا؟
ودون الرجوع لي كالعادة!

«المريضة ليليان أوبراين.»

تلتف بفزع بمجرد معرفة صاحب الصوت، واقف يربع ذراعيه أمام صدره، مستند على الحائط خلفه بابتسامته المريعة كعادته، ويبدو سعيد بهذا الوضع!

ترجع بقدميها للخلف خطوتين، وارتجاف نظراتها له ورعشة شفتيها وهي تحدق به ذكّرتني بكلام ثمناثا، أنّه الوحيد القادر على إيقافها، أيضًا ذلك التسجيل الذي رأيته وكيف تعامل بجهل تام مع نوبة الذعر لديها.

يتقدم منها بثقة تحت أنظار الجميع لترجع للوراء سريعًا تنقل المشرط بيد مرتجفة لرقبتها وتلهث بنبرة مهتزة جاهدت لأن تخرج ثابتة:

«لا تقترب.»

هل سيعتدي عليها مجددًا أمامي؟
ماذا يحسب نفسه هذا المختل ليفكر بالاقتراب منها بوجودي.

«سيدة ثمناثا، في غصون عشرون ثانية لا أريد أحد بالغرفة غيرك.»

أزفر بها قبل أن يفعل أي يشيء يتسبب بمقتله علي يدي بينما أقابل نظراته نحوي بجمود، ونعم أنا أقصده هو، أول من أريده خارج هذه الغرفة وأول من أريده بعيدًا عن وجهي.

«إن كنت تركتني أتعامل بطريقتي ما كنا وصلنا لهنا.
أنا أعرف هذه المختلّة جيدًا، دعني أتعامل معها.»

َومرة أخرى يهتزّ المشرط بيدها، وهي تراقبه من مكانها بملامح مرعوبة وأنفاس مضطربة، تنتقل عينيها بيني وبينه بخوف، وهي تحاول العثور على معنى تلك الجملة.

لا تخافي لن أتركك لمريض مثله، كان يجب أن أكسر فكه عندما سمحت لي الفرصة.

Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن