حَـلْـوَى مـقابـل حـيـاتـك.

101 12 34
                                    

الجلسة الثانية.

17/1/2016
01:17 PM

أصابعي تطرق بانتظام على المكتب تصدر صوت خافت ويختفي سريعًا مع صدوح صراخ قوي من الحاسوب أمامي، لأتوقف عمّا كنت أفعل محدقًا بذلك الشريط بعد إغلاق الصوت.

«لقد فعلت ما أخبرتني به ولقد نجح الأمر لم تتقيأ الطعام هذه المرة ونامت مباشرة بعد تناوله، لا أعرف كيف لم نفكر من قبل في وضع مهدئ لها في الطعام.»

تتكلم ثمناثا بإعجاب بينما تجلس أمامي تشاهد المقطع المصور من غرفة ليليان البارحة.

«لم أفعل ذلك حتى أمنعها من التقيؤ.»

أركز بعينيّ على تلك النائمة المصابة بنوبة ذعر ليلي، وهي تصرخ بهستيرية محاولة تحرير يديها وقدميها المثبتين بالسرير، وقد استمر الأمر نص ساعة حتى توقفت عن الصراخ والحركة، وسكونها المفاجئ يقول أنها استيقظت.

تدخل ثمناثا لعندها وتقوم بفك قيودها، لكن ليليان ظلت دقائق على وضعية نومها بسكون تام، حتى نهضت أخيرًا بشعرها الطويل المغطّي لوجهها ودميتها في يدها وهي تقف أمام (الكاميرا) المثبتة أعلى الجدار تحدق فيها بصمت.

«هذا ما كنت أريده من نومها.»

أشير للشاشة وعينيّ لم تنزل لحظة عنها، أراقب باستمتاع رد فعلها المتوقع وتحديقها الطويل بالكاميرا بينما تضم كفها بقوة، وهي ساخطة وبشدة.
ك

نت أفشل دائمًا بإخفاء استمتاعي كل مرة تصيب بها توقعاتي بشأن مرضاي، أنا بارع بهذا.


«لقد عرفتْ أننا وضعنا لها شيء في الطعام، هي غاضبة أنها لم تنجح في التقيؤ عليّ وتعكير مزاجي اليوم.»

وبعد هذه الجملة يمكنني القول بأن ليليان الأذكى بين الجميع هنا.
وهذا أيضًا وللأسف متوقع، المرضى العقليين يفوقون من حولهم ذكاء، لهذا دائمًا ما أحاول الارتقاء بعقلي للوصول لهم.

«نوبة الذعر التي رأيتها منذ قليل لا تبدو كنومها شديد الهدوء كل ليلة.»

ألقي إليها بعض المساعدة لعلها تدرك الأمر وتنطق بما أريد سماعه.

«هذا يعني أن هذه لم تكن نوبة ذعر مثلما قلت، بل هي تتظاهر بذلك.»

هذا يعني أنني أتحدث مع الشخص الخطأ.

«لقد راجعت كل المقاطع منذ أن تم تركيب تلك الكاميرا ولقد لاحظت تغيّبها الكثير عن الغرفة، أين تذهب؟
أخبَرَني سيد فيليبس عن منعها من الخروج والاختلاط بباقي المرضى، إذًا أين تكون في هذا الوقت؟»

Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن