الثالث والعشرون ( ليلة عمر) 1

16.3K 734 28
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

البارت الثالث والعشرين من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔

بقلم آية العربي

قراءة ممتعة

ليلة عُمر 
عمر طويل من الأسى والحرمان  ، عمر وماضِ ملئ بالألم والخذلان
ليعاقب الظلام نهار جديد وتسطع شمس العشق مرةً أخرى وتعلن وتتوج ذلك اليوم وتلك الليلة
لتكون   ليلة عمر 

❈-❈-❈

دلفت ريتان القصر تفكر في تلك الحية ونظراتها ،،،  هى على يقين أنها تخفى إنتقاماً غليظاً   ،، ولكن ما صدمها هو تغاضيها عن صغيرها كأنها لم تراه  ،، أتت وبخت سمها على مسامع ريتان وكادت أن تندرج معها إلا أنها تذكرت حديث حمزة لها عندما أخبرها أنها فقط قررت إنجاب هذا الصغير الذي لا يعنيها الآن بعدما علمت بعدم قدرتها على الإنجاب  ،، إذاً هي المستهدفة وليس هذا الصغير  ،، هى المقصود إلامها لتنكسر  ،،، ولذلك لن تسمح لها بعد الآن  ، ليس بعد كل تلك المعاناة  ،، لتأخذ قسطاً من الراحة والتمهل في حق نفسها ولتعطى لحمزة عجلة القيادة ولترى ماذا هو بفاعل  ،، فبرغم الألم الذي يعتليها كون هذا الصغير إبناً لهذه المها وهذه الحقيقة المرّة إلا أنها عندما تنظر لعينه لا ترى سوا الإحتياج والتعطش للحنان  ،، لا ترى سوا طفل صغير يطالب بالحب  ، طفل صغير يحبها بصدق  ،، يحبها لدرجة جعلته يفرح بذهاب والدته ومجيئها هي  ،،، لذلك فهى لن تبخل عليه بكل ما يريده  ..

أخفضت عيــ.نيها تطالع هذا الذى يسير معها بصمت في الردهة المؤدية لجناحها  ،،،  توقفت تدنو منه وتتمعن به جيداً ،،، نفس النظرة التى كان عليها منذ سنوات ،،، خذلان ،،،  طفل صغير يتسوّل مشاعر الحب من أمٍ نزع قلبها ووضع مكانه حجر صوان .

سحبته تعانقه بقوة حانية وتردف بصوت منقبض مخنوق  :

- حبيبي إنت كويس ؟ .

لف الصغير ذرا عيه حول رقبــ.تها وأردف ببراءة  :

- الحمد لله يا مــ.س ريتان ،،  هو ليه مامي مسلمتش عليا ؟

تنهدت بقوة تحاول سحب غصة حلقها ثم تحدثت بحنو :

-  يمكن مخدتش بالها يا مارو  ،، أكيد لو كانت شافتك يا مروان كانت حضنتك .

إبتعد الصغير يطالعها بتعجب مردداً :

- بس مامى عمرها ما حضنتنى   ،، تيتة وبابي وانتِ بس ،،، أنا بحبك أوى يا مــ.س ريتان   ،،، ياريت تبقى أنتِ مامي ؟

عادت تلتقطه وتقف تعانقه بقوة ومشاعر الأمومة لهذا الطفل تغمرها بينما كان حمزة يصعد الدرج ورآى وسمع ما يحدث فتقدم منهما واحتواهما سوياً بحب وسعادة فتت قلقه  ،، رؤية طفله بين يدي من أحبها ولم يحب سواها ما هي إلا صورة مجسدة لمعنى السعادة  .

للقلب أخطاء لا تُغتفر  بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن