الفصل الخامس

110 5 1
                                    

   عم صمتٌ مريب في المنزل برمته إلا من صوت الجده فاطمه في المطبخ التي لم تسمع ما قيل.

- مـ .. ماذا تقولين؟!

   أخذت ميار نفساً عميقاً وأخرجت تنهيدةً تشي بالكثير من الكتمان وصارت تُجفف دموعاً حررتها عيونها دون إذن، نظرت إلى عينيه وقالت بحشرجة البكاء.

- أحبكَ آسر، أحبكَ منذ سنين لم أعد أحصيها، أنتَ لم تعد صديق الطفولة ذاك ولم أعد أنا تلكَ الطفله البكائه حتى إن لم يغادرني البكاء فأنا غادرت الطفوله وصرت أكن بداخلي لكَ المشاعر، مشاعر أرهقتني وأرقتني الليالي والدمع بعيني يأبى الجفاف والإنتهاء.

   جففت باقي دموعها وتنهدت مكملةً.

- أعلم أني لازلت صغيره من وجهة نظر الكثير وسبعة عشر عاماً لا يأهلوني لأن أحب أو أن يُصدق حبي أحد لكن صدقني آسر، حبي لكَ أنضجني مبكراً وأحلف لكَ بخالق السماء أن حبكَ بداخلي هو أصدقُ شيءٍ في هذه الدنيا، لكن ما فائدة القول الأن وهنالكَ أخرى، ما ذنبها وذنبكَ بمشاعري مهما كبرت، آسفه على ما تفوهت به لكن لم أقدر على منع لساني من الثرثره.

- ميار اسمعيني أنا.

- ميار حبيبتي تعالي ساعديني.

- قادمةٌ يا جدتي.

   وهكذا ساعدت جدتها وأعدت الفطور وتناولوه جميعاً في صمتٍ منها وحديثٍ منه مع الجده فاطمه، تسأل فيه عن الأهل والأحوال وأخبرها أنه بعد التخرج سوف يعمل بأحد البنوك؛ فهو خريج كلية تجاره.

- ميار حبيبتي أنتِ لم تأكلي شيء، هل أنتِ بخير؟

- أجل جدتي، أنا فقط متعبه لم أنم البارحة جيداً، عن إذنكم سوف أصعد وأرتاح.

- ميار لكن أنا أود أن أتحدث معكِ بشيء.

- لاحقاً آسر أرجوك، إعذرني.

   صعدت غرفتها تُداري دموعاً تهدد بالهطول من جديد وبقيَ هو مهموماً بحنجرته كلامٌ لم يستطع قوله.

- إعذرها يا عزيزي فهي غفت البارحه على الاريكة هنا وهي تتابع التلفاز؛ فقد جفاها النوم ولا أعلم متى نامت لكنها استيقظت حين أتيت أنت، لابد أنها تعبت من نومها هنا.

- لا عليكِ جدتي، أنا سوف أذهب الأن.

- حسناً يا بني، أرسل سلامي إلى والدتك.

   وغادر، هكذا غادر يحمل بداخله خيبة أمل من نفسه الضعيفه التي لم تقوى على المواجهه وحنجرته المختنقة بالكلمات وأربعة أحرف كانت لتداوي جرحها وإعتقادها الخاطئ وتُسعد فؤاده العاشق، كان قد قطع نصف مسافة العودة إلى دياره لكنه توقف فجأه، أخرج هاتفه وظل يستمع إلى دقات رنينه ودقات قلبه المُلتاع، رنه تليها دقه أعلى منها صداً وسكنت الأصوات وغردت هي.

- نعم؟

- أنا عائدٌ إليكِ، سوف أنتظركِ أسفل البناية خلال خمسة عشر دقيقه.

- آسر أنا متعبه لا أود الحديث عد إلى بيتك.

- أربع عشر دقيقه.

- هل تركض!

- أعتقد أني سوف أصل خلال خمسٍ فقط.

- آسر ألا تسمعني أقول لكَ متعبه ولا أرغب بالكلام، إرحل.

- أربع دقائق، هيا إرتدي شيئاً وانتظريني لقد إقتربت.

- أتعبتني آسر.

- لو تدرين كم أتعبتني نفسي أيضاً، هيا سوف أغلق وأنتِ انزلي وانتظريني.

   إرتدت ميار شيئاً ثقيلاً واطمأنت أن جدتها قد خلدت إلى النوم وهبطت الأدراج و وقفت خلف الباب للحظات مسندةً رأسها عليه مُزيلةً بقايا أحزان وَشت عنها دموعها وفتحت الباب.

- ها أنا ذا قل ما تريد و.

- أنا أحبك.


.

.


وأخيراً نطق سيد آسر وأراحنا 😮‍💨

ترى ماذا سوف تكون ردة فعل ميار؟ 👀

مُغرقي وطوقُ نجاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن