الفصل السابع

95 5 2
                                    

   مر أسبوعان على تخرج آسر، كانوا يتنزهون أكثر من المعتاد وأصبحت أحاديثهم لا تتمحور حول ذكريات الطفوله والعائله وتلكَ المواضيع العادية فقط، بل أضحى الكلام مشبعاً بالحب وكلمات الغزل، واليوم يومٌ جديد ونزهه جديده وسوف يذهبان لأحد المطاعم لتناول الفطور ومن ثم يتجولون قليلاً في الأرجاء.

   " أنا في الأسفل ".

   " حسناً انتظرني سوف أرتدي الحذاء وأهبط ".

- جدتي أنا ذاهـ .. جدتي ما بك؟ تبدين متعبه.

- لا شيء حبيبتي مرهقةٌ قليلاً، جافاني النوم ليلة أمس حتى الفجر.

- إنتظري سوف أخبر آسر أني لن أذهب.

- لا يا حبيبتي أنا بخير، فقط بعض الإرهاق من قلة النوم هيا اذهبي، أنا سوف أخلد إلى النوم قليلاً.

- هل أنتِ واثقه؟ أستطيع البقاء آسر لن يمانع.

- لا يا عزيزتي أنا بخير اذهبي واستمتعي أنتِ وإعتني بنفسكِ جيداً، هيا وداعاً لا تدعيه ينتظر كثيراً.

- حسناً، إعتني بنفسكِ جيداً يا بطوط، أنا لن أتاخر، وداعاً.

   أغلقت الباب من خلفها و وجدت آسر يقف مستنداً على سياره سوداء اللون وينظر إلى هاتفه، ما أن إقتربت حتى لاحظ وجودها و وجه كل إهتمامه لها.

- ما كل هذا التأخير!

- جدتي كانت متعبه، كنت اطمأن عليها وكنت على وشك إخبارك أن نلغي اليوم.

- ما بها عساه خيراً.

- تقول أن النوم جافاها ليلة أمس وأخبرتني أنها سوف تذهب إلى النوم وألا أشغل بالي واستمتع، لكنني قلقةٌ عليها.

- لا تقلقي الأمر وما فيه أنها لم تنم جيداً واخبرتكِ أنها سوف تخلد إلى النوم وحين تستيقظ سوف تكون بأحسن حال.

- آمل ذلك.

- لم تقولي رأيك في سيارتنا الجديده.

- ماذا! هذه لك! متى حصلت عليها وكيف؟

- البارحه، تعرفين بعد التخرج سافر والداي إلى الخارج وما علمته أمس أنهم كانوا يخططون لإهدائي إياها يومها لكن رحلة العمل المفاجئة هذه أخرتهم قليلاً.

- أين هم الأن؟

- آخر ما علمت أنهم في نيويورك، وجهتهم التاليه لم تُحدد بعد، سوف أضحكك، قبل يومين وجدت رقماً غريباً يتصل بي وظل يُعيد الإتصال حتى أجبت وأنا غاضب وجدت أنه أبي، أخبرني أنهم كانوا يسيرون في أحد الأحياء في نيويورك وفجأةً خرج أمامهم ثلاثة رجال أخذوا منهم الهواتف ولحسن الحظ لم يفعل لهم اللصوص شيء، فقط الهواتف وفروا هاربين حين سمعوا عويل أمي ولغتها المختلفه فقد أخافتهم.

- يا إلهي آسر ما المضحك في هذا! لحسن الحظ أنهم بخير.

- كيف ليس مضحكاً لقد ضحكت كثيراً وأبي يخبرني ما حدث.

- معدوم الإحساس، لكن السياره جميله جداً مباركٌ لك.

- أشكركِ حبيبتي الجميله، والأن أين تودين التجول؟

- أي مكانٍ تريده يكفي أنني معك.

   صعد الإثنان وتحركوا نحو أحد المطاعم لتناول الإفطار.

- وصلنا.

- حمداً لله أننا وصلنا أحياء، يا إلهي آسر أنتَ سيءٌ جداً في القياده، أرجوكَ لا تقدها مجدداً حتى تأخذ دروساً مكثفه، أخشى أن يصيبكَ مكروه.

- حسناً لا تخافي، هيا لكي ندخل.

   مرت ساعه تلو الأخرى وقد تناولوا الإفطار واتجهوا نحو الشاطئ تجولاً بالسياره إلى أن حلت الساعه الرابعة مساءاً، وقد أوصل آسر ميار إلى المنزل وتحركَ عائداً إلى منزله هو الآخر.

- جدتي لقد عدت، بطوط أين أنتِ؟

   صعدت الدرج واتجهت نحو غرفة الجده فاطمه و وجدتها لاتزال نائمه " غريب، مرت أربع ساعات منذ رحيلي ولازالت نائمه! هل أوقظها؟ " حدثت نفسها.

- جدتي استيقظي، لقد إنتصف اليوم، جدتي.

   ظلت تحاول إيقاظها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل؛ فهي لا تستيقظ، راحت تصرخ وتحركها بشده وهي تصرخ باسمها لكن لا استجابه، ولا تَحدث منها أي حركه، لقد رحلت الجده فاطمه.

- آسر .. آسر جدتي .. جدتي لا تستيقظ .. أنا خائفه .. آسر عد .. جدتي.

- حَدِّثي الإسعاف وأنا قادمٌ فوراً، لا تقلقي لن أتأخر كل شيءٍ سيكون بخير.

   ولم يكن.


.

.


حزنت كثيراً على وفاة الجده فاطمه😢😭

وها هي ميار أضحت يتيمةً للمرة الثانيه، ترى ما الذي تخبئه الحياة لها بعد الأن؟

مُغرقي وطوقُ نجاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن