كانت تسيرُ وسطَ الزِحام کَعادتها، تُمسك بِيدِ صديقتها، ترى أُناسٌ كثيره حتى شعُرت بِإنقباضةِ قلبها، تلكَ الإنقباضةُ التي لم تأتها سوى في وجوده، طمأنت رَوحها وأكملت دَربها قبل أن تَتلاشى أنفاسها وتضطرب نبضاتها وتدمع عينها، لقد رأت مصدَر إنقباضةِ قلبها، رأت من تغذى على روحها، حاولت تجنبه لكن قد فات الأوان وقتَ تلاقت عيناهُما، تِلكَ العيون التي أسرتها، تحاولُ جاهدةً منعَ دقاتِ قلبها الجارحه، تمنعُ فمها من قولِ حروفِ الإشتياق، تَتمسك بيد صديقتها في خوفٍ حتى نطقَ فمها، حتى سألت وهي غارقةً في نظرةِ عيناه، عن سَبب غمرها بِالسعادةِ ومنحها الحياة وجعل قلبها يبدأ نبضاتهِ الأولى و من ثم جعلها تَتألم بِجسدٍ تلاشت روحهُ إشتياقاً، لم تتمكن من منع إنهمار دموعها لكنها لم تُزرف هدراً فَقد لَحِقتها يداه، لم تتمكن من منعه، لم تتمكن من إبعادِ تلكَ اليدين الظالمتين، ها هو ينظرُ في أعماق أعيُنها ها هو يبدأ كلماته الأولى بِالأسف.
- هل حقاً تتأسفُ لي؟! هل تتأسف على جعلكَ فؤادي ينبضُ فقط كي يُبقيني على قيد الحياة؟ أم على تعذيبكَ لِروحي؟ أم على جعلي غير قادرةً على الإمساك بِيديكَ وإحتضانكَ وإشتمام رائِحتك؟ لقد كنتُ أعيشُ حياةً بسيطة فَجِئتَ وغيرتَ دُنياي وجعلتَ قلبي ينبضُ لِأولِ مره، لقد جعلتني أعلم معنى الوقوعِ في الحب، لقد علمتني معنى الشعور بِالسعادةِ لِأولِ مرةٍ في حياتي، لكنكَ أيضاً علمتني الإنكسار، لقد علمتني معنى الخوف، لِماذا فعلتَ بي هذا؟ أنا لم أَكِنُ لكَ سوى عشقي لِروحكَ وفي المقابل أنتَ قُمتَ بِتَحطيم فؤادي، أنتَ جعلتني غير قادرةً على مُسامحتك، لقد أصبحتَ أكبرَ مخاوفي بعدَ ما كُنتَ أجملَ أحلامي؛ ليتكَ لم تكن، ليتني لم ألقاكَ يوماً.
- ميار أرجوكي إسمعيني، أعطيني فُرصةً كي أُفسر لكِ ما حدث، لا تُعامليني هكذا أنتِ تُعذبيني.
- أُعذبك! و ماذا عني أنا؟ طوالَ تلكَ السنين وأنا بقايا حِطامٍ خَلَّفتهُ ورائكَ بِكُل حَقارةٍ وقسوه دونَ أن تُشفقَ على حالي وأنتَ تعلم أنكَ كنتَ لي الهواءَ الذي أستنشقهُ والكونَ الذي أحيا به، رحلتَ وتركتني أُناجي بعضَ الهواء من أسفلِ حِطام عالمي الذى هُدمَ وهَدمني معه، إرحل عني آسر و دعني و شأني.
عِندما نَظرت إلى عيناهُ قبلَ رحيلها رأتها متلألئةً بِالدموع، رأت نظرةَ ندم، كم تمنت أن تحتضنه مُداويةً ذلكَ الإشتياق الذي لم يتوقف لحظه منذُ هجره لكنها إستدارت وأكملت دربها وحينَ إختفت عن الأنظار سقطَت باكيةً تُعبر عن وجعها بِالآهاتِ.
- لماذا جعلتني ألقاهُ يا خالقي بعدَما تعودتُ على غيابه؟ لماذا مازلتُ أحنُ إليه بعدَ كل تلكَ الآلام؟ لِماذا مازال قلبي ينبضُ بِحروف اسمه؟!
- كيفَ لكِ أن تَستطيعي الإعتيادَ على غيابهِ وأنتِ كلَ ليلةٍ ترينهُ في أحلامك؟
- لِماذا عادَ بعد كُل تلكَ السنين نادين؟ جاء لكي يهدمني مرةً أُخرى؟ أنا لم أعُد أحتمل.
أحسَّت بيدٍ ممسكةً بِها، رغمَ طولِ غيابه لكنها لازالت تذكر جيداً ملمس تلكَ اليدين وتَعرف تلكَ الرائحه التي تُميزهُ دوناً عن غيره، إلتفتت لِتراه أمامها ثانيةً يُحاول الإقتراب مِنها وإحتضانها لكنها دفعتهُ بعيداً عنها بِكلِ ما تبقى لها من قوه لكنهُ لا يزال يُحاول جاهداً الإقتراب وفي كل مرةٍ تدفعهُ بعيداً حتى أسقطتهُ أرضاً صارخةً به.
- إبتعد عني يا من نهشَ أعماقَ روحي، يا من أوقفَ نبضاتِ قلبي.
- لم يكُن بِإختياري، ما كُنت تركتُكِ لِوهلةٍ لو أن الأمر كان بِيدي، ليتني أقدر على إعادةِ تِلك السنين مرةً أُخرى لِكي أكون إلى جانِبك وألا أُفارقكِ لحظه، ليتني أستطيع إصلاح ذلكَ الفؤاد المُحطم وإعادته مثل السابق.
- ذَلك القلب الذي تتحدثُ عنه لا أحد يستطيعُ إعادته مثل السابق، ما قُمتَ به أكثر من مجَرد تحطيم قلبي آسر، أنتَ قُمتَ بِقتلِ روحي.
أخفضت رأسها لكي تُداري دموعها المنهمره.
- أُريدُ منكَ طلباً واحداً لا غير، أُريدك أن ترحل كما فعلتَ في الماضي ولكن لا تَعُد مرةً أُخرى.
.
.
فصل درامي مأساوي للغايه، لكنني أعطي كامل الحق لبطلتنا ميار بكل شيء فعلته واكثر 👏👏
لا تنسوا الضغط على شكل النجمه وترك تعليقاتكم فدعمكم يسعدني 🥰❤️
أنت تقرأ
مُغرقي وطوقُ نجاتي
Romanceوما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟