تَفتحت عَيناها بِخُمول من نومِها العميق لِتدلف إلى دورة المياه لكي تغتسل، وفي الوقتِ ذاته نادين كانت تقوم بِتحضير طعام الإفطار لهُما ولثالثهِم الذي أصبحَ يأتي لهُم كل صباح من أجل الإفطار.
إستمعوا لِطرقات الباب لِتهم ميار بِفتح الباب لهُ والإبتسامه الساطعه التي تُحسِّن من يومهِ تَعتلي وجهها، رَحبت به إلى الداخل لِيجلسوا مثل عادتهم يَتناولون طَعامهم، ما أن أنها آسر طعامهُ حتى وقفَ كي يَستأذن منهُم لِلذهاب.
- لماذا؟! أنتَ أتيتَ لِتوِكَ!
- لديَّ بعضُ الأشغال الضرورية اليوم، لكنني سوف أُقابلكِ في مكانِنا المُعتداد عندَ الساعةِ الثامنةِ مساءاً.
- لماذا هل يوجد شيء؟
- عِندما تأتينَ سوف تعرفين، وداعاً.
ذهبَ وتركَها والفضول يُحيطُ بِها من كُل جانب.
- هل تعلمينَ لِماذا يريدُ ملاقاتي هناك؟
حرَّكت نادين رأسها نافيةً لِتستسلم ميار إلى الوقت الذي يَفصلها عن مُلاقاته، مرت ساعةً تلو الأُخرى وهي تُلهي نَفسها بِتنظيف المنزل، نظرت إلى ساعَتِها لم يتبقى وأخيراً سِوى ساعةً واحده، تحمست وتركت ما بِيديها راكضةً نحو غُرفتِها مُخرجةً ملابسها، ما أن إنتهت حتى ذهبت إلى تلكَ الحديقه لِتندهش بِعدم وجوده وحتى عدم وجود أي شخصٍ آخر! إنّ الحديقه تقريباً خاليه! أخرجت هاتفها ناويةً محادثتهُ لِيُقاطعها صوت إنفجارات في السماءِ أعلاها بِألوانٍ زاهيةٍ تأثِرُ القلوب، أنزلت عيناها مُنبهره ومصدومه بِتجمُع أُناسٌ كثيره حولها وكلٌ مِنهم يَحمل مجموعةً ليست بِالقليلة من البلالين الملونه التي تُنعش الروح بِأشكالها، في وقتٍ واحدٍ تركوها جميعاً من بينِ أيديهم لِتتطاير في السماء، ظلَت ميار تنظُر إليهم بِإنبهارٍ تام لِتسمع أحدَهُم يَحِثُها على الإلتفاتِ خَلفها لِترى نادين تَتبسمُ لها.
- ما الذي جاءَ بِكِ إلى هُنا! أينَ آسر؟
نظرت إليها نادين ضاحكةً ثُم حثَتها على الإلتفات لِتراهُ أمامها، حبيبَ فؤادها ومَعشوقِه جالساً على رُكبته مُمسكاً بِيد علبةً سوداء بها خاتم وبِيدهِ الأخرى أمسكَ يدِها ناظراً إلى داخل عيونها البنيةِ التي يذوبُ بها بعالمٍ آخر.
- فاتنتي وملجأي، غاليةَ فؤادي وحبيبتي، أتقبلينَ أن تُكملي باقي فؤادي وأن تكوني لي الزوجة والحبيبه إلى بقيةِ حياتي؟
كانت تُداري فمها المفتوح من هولِ وجمالِ تلكَ اللحظة بِيدَها صامتةً لِلحظات حتى ألقت بِنفسِها عليهِ محتضنةً إياهُ صارخةً بِسعادةٍ لم تكُن بِمثلِها من قبل.
- أجل .. أجل أقبل وإلى آخر العمر أقبل يا مالِكَ قلبي و وحيده.
حملها بينَ يديه وأخذَ يدورُ بِها تحتَ أنظار وتصفيق الحاضرين الذين شَهِدوا على تلكَ اللحظةِ التي طال إنتظارها، كانت نادين تبكي من شِدة فرحتِها من أجل صديقتِها التي عانت الأمرين لِسنين وها هو القدر يُداوي جِراحها مع من أحبّ قلبها.
- هيا إترُكها يا ولد لقد وافقت لِذلكَ هي لي من الآن وأنتَ لن تراها إلا حينَ موعد العُرس.
- ماذا! لا أنا لن أترُكها كلَ تلكَ الفتره.
- إنهُ مُجرد شهر واحد ليسَ بِالفترةِ الكبيره، لا تقلق لن نَقتُلها، هيا أنتِ الأخرى فضَحتِنا، أينَ حيائكِ يا حمقاء! أظهري بعضَ الكِبرياء والرفض ودعيه يحترقُ شوقاً لكِ.
- لحظه ماذا تقولين! شهر؟!
- أجل، يا عزيزتي، الفتى جاهز من كل النواحي، لديه منزله ولديه عمله وشابٌ وسيم ويحبك وتعلم درسه جيداً وأبويه أناسٌ جيدون ويحبونك وموافقون وسوف يأتون في أقرب وقت من أجل التقدم إليكي والحصول على موافقتك، الشهر هو مهلةٌ لكِ لكي تستوعبي هذه الأحداث ولكي تنعمي ببعض الراحه والعنايه الجسديه ونشتري ما تحتاجين إليه فقط.
- سوف أختطفُها سراً.
- إن إستطعت.
من بعدِ ذلكَ اليوم وطوال الشهر كانت الفتاتان تغرقان في الترتيبات من أجل العُرس، التسوق ودعوة المُقربين والإهتمام بِنفسيهما إستعداداً إلى الغد، لم يشغلهم عن ذلك سوى حفلة تخرجهم هي ونادين منذ إسبوع.
" غداً سوف تُصبحينَ لي ".
رأت ميار رسالة آسر وتكادُ تُقسم أنَ تلكَ الفراشات المُتطايره أمامها حقيقه وليست من وحي خيالِها، لكنها لم تُجبه کالعاده منذُ آخرِ لقاءٍ بينهم حينَ عرضَ عليها الزواج بِأوامرٍ من نادين بالطبع لكي يشتاق إليها أكثر ويتفاجأ حين يراها بفستان الزفاف.
.
.
لدينا زفاف يا أصدقاء 👰♀️🤵🥳
الفصل القدام هو الأخير وتنتهي قصتنا القصيره مغرقي وطوق نجاتي 🥹
أتمنى لكم وقتاً ممتعاً ولا تنسوا الضغط على شكل النجمه وترك تعليقاتكم وإضافتي ليظهر لكم كل جديد⭐️❤️
أنت تقرأ
مُغرقي وطوقُ نجاتي
Romanceوما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟