الفصل السابع عشر

153 19 3
                                    

   مرَ على آخر لقاءٍ بين آسر وميار ثلاثة أيامٍ من دون رؤيته أو حتى الحديث عبر الهاتف وهذا اليوم الرابع، كانت ترتعب من فكرة أنه قد رحل كما فعل سابقاً، كانت تجلس في الكافيتريا التي في الجامعه مع نادين يحتسيان كوبين من القهوه يتحدثون، ولكن بالها كان مشغولاً به متسائلةً عن سبب عدم إتصاله وعدم مجيئه منذُ ثلاثةِ أيام! تودُ لو أنها تحادثهُ ولكن.

- ماذا يحدُث يا عزيزتي ما بك؟ أراكي منذُ مده مشغولةَ البال وأحدثك وأنتِ لست معي على الإطلاق! ما الذي يشغلُ بالك؟

- هل حدَّثكِ آسر اليوم؟

- لا لم يتحدث معي.

   تحولت تساؤلاتها إلى شبه يقين من أنه قد رحلَ مُجدداً لِتدمع عيناها خوفاً، فهمت نادين ما يدورُ في بالها لِتقترب منها ممسكةً بِيدها مُطمئنةً إياها.

- لا تقلقي يا غاليتي من المُحتمل أن لديه عملٌ كثير لِذلك لم يستطع مُحادثتك.

   فتحت هاتفها مراسلةً إياه ولكن ما أقلقها أكثر أن الرسالةَ لم تصل إليه حتى، لِتقوم بِالإتصال به وما أماتَ فؤادها أنها سمعت تلكَ البغيضه القائله " إن الرقم المطلوب مُغلق أو غير مُتاح "، خرجت من الكافيتريا لا تدري إلى أينَ تذهب أو ما عليها فعلهُ ونادين تتبعها بِخوفٍ من أن تفقد وعيها إثر كل هذا التوتر والخوف؛ فَهي ضعيفة البِنيه.

   بعد سيرٍ كثير في أماكن أكثر قاضتها قدميها إليها وصلت أخيراً إلى منزلها وهي مُحطمة الفؤاد، دلفت إلى المبنى والظلام لا يُساعدها على الرؤيه جيداً، شعرت بِشخصٍ يقتربُ مِنها لِتصرُخ بِفزع ولكنها هدأت عِندما تبين لها حبيبَ فؤادها، لم تتمالك نفسها إلا وهي تحتضنهُ بِقوه ورأسها يُلامس صدره الواسع تجهشُ بِالبكاء.

- أينَ كنت؟ لقد .. لقد حدثتكَ وراسلتكَ ولكن .. لم ألقى الجواب .. لقد أخفتني عليك .. خشيتُ من أن تكونَ قد رحلتَ .. عني مُجدداً.

   كان يحتضنها إليه أكثر محاولاً بثَ شعور الأمان فيها وتهدئة جسدها المُرتعش.

- أنا هُنا لم أرحل لا تخافي، قلتُ لكِ سابقاً أنني لن أترككِ مُجدداً، لا أريدك أن تفكري هكذا مرةً أخرى، تعالي إلى الداخل سوف أخبركِ أينَ كُنت.

   دلفى إلى المنزل ثلاثتُهما لِتتولى نادين فتح إنارة الشقه لِتتفاجأ ميار بِجمال المنزل وما فيه من بلالين مُنتفخه وأشرطه مُلونه، حتى تلكَ العُلبه الضخمه التي تنتصف الصاله، ظلت واقفةً مصدومه من جمال المنظر وهي التي قد نسيت تماماً أن اليوم هو يومِ ميلادها الواحد والعشرين.

- عيدُ ميلادٍ سعيد ميار.

   كانت أول رداتِ فِعلها هي الصُراخ مثل الأطفال فرحاً لِكُل هذه الأشياء التي فَعلوها من أجلِها، كانت تقفز وترقُص بِفرحٍ وهي لا تَدري بِتلكَ النظرات المليئه بِاللمعان والسعاده على فَرحتها وجمالِ شَكلها الطفولي هذا، توقفت أخيراً محتضنةً نادين بِقوه.

- لقد تذَكرتي، أنا أحبكِ حقاً نادين، أنتِ أغلى شخصٍ في حياتي، أنتِ كُلَ دُنياي.

   أتاها صوته المُغتاظ مُتذمراً.

- ماذا؟! هل هي أغلى شخصٍ في حياتك! ما أنا بِالنسبةِ إليكِ إذاً؟!

   نظرت إليه بِإبتسامةٍ أثرتهُ.

- أنتَ من إحتللتَ فؤادي وإنتهى الأمر.

   أنهت كلِماتها بِإحتضانه بِقوه وهي بِالكاد تصل إلى صدره لِيقف بِصدمه أفاقتهُ منها وهي تُكمل.

- أنا أحبكَ آسر.

   لم يُدرك نفسهُ إلا وهو يحتضنها حاملاً إياها يدورُ بها فرحاً ثم أنزلها أرضاً ناظراً إلى عينيها.

- وأنا أحبكِ يا بنيةَ العين.

.

.


أتمنى تكونوا في أحسن حال♥️

القصه شارفت على الإنتهاء، أرجوا أن تكونوا مستمتعين بالأحداث، أعرف أن الفصول قصيرة جداً لكنني أعمل جاهدةً كي أحسن من نفسي لأكتب إليكم قصص وروايات جيده قدر استطاعتي.

لا تنسوا ضغط شكل النجمه♥️♥️

مُغرقي وطوقُ نجاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن