أفاقَت على صوتِ المُنبه معلناً عن الساعةِ السابعةِ صباحاً، أيقظَت صديقتها نادين لِلإستعداد من أجل الذهاب إلى الجامعة، ذهبت لِلإغتسال سريعاً وإرتدت ثيابها وأعدت إفطاراً خفيفاً تناولوه وإتجهوا إلى جامعتهم التي لا تبعُد إلّا عشر دقائق عن منزلهم، دخلتا إلى المُحاضرة وجلسوا في إنتظار دُكتور المادة، فجأةً وجدت أحدهم يجلسُ إلى جِوارها لِتجد ذلكَ الشخص الذي أذابَ قلبها، وقفت تجمعُ أغراضها لِكي تذهبَ إلى مكانٍ آخر إلا أنه منعها، لم تُدرك نفسها إلا وهي تصرُخ في وجههِ غاضبةً، إبتعدَ عنها لِتذهبَ هي ونادين إلى مكانٍ آخر لكنه لم يَكترث إلى كل تلكَ النظراتِ وتبعها وجلس إلى جِوارها مُجدداً لكن هذه المره هي لم تتحرك مما أثار دهشتهُ.
- لماذا لازلتَ تتبعني إلى الآن؟ ألم يكفيكَ ما حدث قبلاً؟ لمَ لا تُريد تركي وشأني؟
- أريدُ منكِ أن تُعطيني فرصةً أخرى لكي أكفرَ عن أخطائي.
- ألم أقُل لكَ إن روحي ليسَت بِدون قيمةٍ كي أعذبها من أجلِكَ مرةً أخرى، أنا لن أقدر على تحمُل خيباتِ أملٍ أخرى، أنا لازلتُ أداوي جراحي منكَ، أرجوكَ آسر أتركني وإرحل ولا تجعلني أعلق نفسي بِأحبال حُبِكَ المُهترئةِ تاركاً إياي أسقط أرضاً من جديد.
لم تُدرك أن عيونها خَذلتها مُجدداً وأدمعت لِتركُض خارج المُحاضرةِ دونَ النظر خَلفها ودون الإستماع إلى نِداءات نادين من خلفها، ذهبت إلى حديقةِ الجامعة وجَلست بعيداً عن الأنظار وبدأت في البكاء إلى أن تعالت شهقاتِها التي أدت إلى فضحِ مكانها، عندها أتت إليها صديقتها تَحتضنُها دون أن تقول أي شيء، رأت نادين آسر قادماً نحوهم مُهرولاً لِتُشيرَ إليه لكي يبقى بعيداً.
- لِماذا يَتبعُني؟ لماذا مازالَ يُريد تَعذيبي؟ ألم يَكفيه كُل تلكَ الآلام التي عِشتُها فى غيابه! لِماذا لا يُشفقُ على تلكَ الروح التي تلاشَت جَراءَ غِيابه؟ حتى وإن كان غيابه ليس بيده وليس له ذنب أنا أيضاً ليس لي ذنب في كل هذا، يتيمة الأبوين وحين أفقد جدتي إختفى هو أيضاً.
- سَلي قلبكِ المُحطمَ هذا إن كان لازال يُريد الإجتماع بِقلبهِ مُجدداً أم لا.
- نادين أنتِ تعلمين كم أتمنى أن تجتمعَ قُلوبنا وأرواحنا معاً مثل السابق، لكن ماذا يعوضُ لي تلكَ الآهاتِ والدموع التي هُدرت؟
تجمدت عِندما سمعتهُ وإنسابت إلى أنفها رائحته.
- أحبكِ يا ذاتَ العيونِ البنيه.
إنهمرت من عُيونها دمعةً تلو الأخرى بعد ما قالهُ، لم تستطع قول أي شيءٍ سوى الآهات لِيأتي إليها جالساً على رُكبتيه أمامها ناظراً إلى داخل أعيُنها.
- أقسمُ لكِ أني أحبكِ، أنتِ تعلمين أنكِ من أحيا من أجلها، تلكَ الدموع التي تَذرفيها تُحطم قلبي وتُمزق رُوحي، أرجوكي إصرُخي بي، قومي بِتَحطيم جَسدي بِيَديكِ هاتين لكن لا تُهدري تلكَ الدموع.
حاول مدَ يديه لكي يجففَ تلكَ الدموع لكنها وقَفت قَبل أن تَتلامسَ يداهُ بِوجنتيها، سارت بَعيداً عنهُ لكنها توقفت فجأةً وهي تَرى الدُنيا تَدور بها لِتسقط أرضاً غائبةً عن الوعي، إنتفضَ حاملاً إياها بينَ ذِراعيه ذاهباً إلى طبيبةِ الجامعة وتلحقهُ نادين، أدخلها وأراحَ جَسدها على سرير الحُجرة وخرجَ يَنتظرها وبقيت نادين إلى جانبها، فَحصتها الطبيبة وما أن إنتهت حتى أتى إلى الغُرفةِ سائلاً عن سَبب إغمائها.
- إن جَسدها مُرهقٌ وإنها تَحتاجُ إلى بعض الراحةِ وأن لا تَخرجَ مِن مَنزلها، سوفَ أكتُب لها بعضَ الفيتامينات بِإمكانكم الحصول عليها من الخارج، الأن إنتظروا إلى حين إستيقاظِها ثُمَ خُذوها إلى منزلها.
أخذت نادين الورقه وذهبت من أجل الحصول على الدواء وبقي آسر بِجانب ميار مُمسكاً بِيديها ناظراً إليها مُغمضةُ العينين، شاحبةَ الوجه، شِفاهِها الكرزيه بهتَ لونُها وجَسدها لقد نَحُلَ كثيراً، هو يعلم كم أثَّرَ عليها سلباً لكن هو من تلكَ اللحظة أقسمَ بِأنهُ لن يَترُكها مُجدداً وسوفَ يُحاولُ بكل جُهدهِ كي يُرجع الإبتسامةَ لها ويُعيدُ لها الحياةَ من جَديد.
.
.
فصل شديد الحزن لكن لندع بطلتنا تفرغ سنوات حزنها وشقائها قليلاً هذا أقل ما تستحقه بعد ما عانته.
لا تنسوا الضغط على شكل النجمه وترك تعليقاتكم يا أصدقاء وأتمنى لكم وقتاً ممتعاً🥰🫶
أنت تقرأ
مُغرقي وطوقُ نجاتي
Romanceوما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟