- أنتِ توقِنينَ جيداً أننا منذُ ثلاث سنواتٍ فاتَت إن طلبتِ مني المَجئ إلى أي مكانٍ خُلقَ لأتيتُ إليكِ، وكذلكَ وقت إتصالكِ بي.
أحنى رأسهُ حزيناً لِتذكُر تلكَ الفتره لِيُكمل.
- لكنَ القدر لم يشأ أن نتلاقى وقتها، لقد كِدتُ ألا أراكِ مرةً أُخرى.
نظَرت إليه نظرةً تُوحي بِالقلقِ الشَديد بعدَ ما قالهُ.
- قبلَ مجيئي إليكِ كنت أقود بسرعةٍ جنونيه وكدت أصطدم بإحدى السيارات إلا أني تفاديتها وفقدت السيطرة على المقود وإصطدمت بشجرة كبيره ومن شدة سرعتي غبت إلى عالمٍ آخر مُظلم، عِندما أفقتُ منهُ لم أكن أعلم أين أنا أو من هُم هؤلاء الأشخاص الواقفينَ حَولي، حتى لم أعلم من أنا، ظللتُ هكذا لِسنتين مروا علىَّ کَالجَحيم، كُنت خارجَ هذهِ البلده، لقد أخذتني عائلتي إلى الخارجِ، بعد اصطدامي وجدني أحدهم وذهب بي إلى المشفى ولم يكن معي سوى هويتي و ورقةً بها رقم والديّ الجدد ولا شيء آخر، وبالفعل إتصلت المشفى برقم أبي وفي الحال عاد إلى البلدة وأخذني إلى الخارج كي أعالج هناك، مع مرورِ الوقت بدأتُ أتذكرُ شيئاً فَشيئاً وأولُ خيالٍ ظهرَ في عَقلي لم يكُن سِوى لكِ أنتِ، تلكَ الإبتسامةِ التي كانت تُنير وجهَك عِند الخجل وإحمرارِ وجنتيك، يديكِ الصغيرتين الناعمه مثل نعومةِ الحرير، عيناكِ البُنيه التي أعشقُها، خُصلاتِ شعرُكِ المُتمرد المُتطاير من خلفكِ كُلما تَحركتي بِلونهِ الأسود ونعومته، مسكُ عِطركِ الذي يُثملُني و يزيدُ إدماني، لكن رَغمَ تلكَ التفاصيل لم أتذكر من هي تِلكَ الملاك الظاهرةِ لي، حتى عادَت لي ذاكرتي وأعادَت روحي بِرُجوعِها لِأنها ذَكرتني بِعِشقي إلى تلك الملاك، وقتها جئتُ إلى البلدةِ كي أراكِ مجدداً لكن عِندما ذهبتُ إلى مكان مَسكنك قالوا أنكِ إنتقلتِ إلى شقةٍ أُخرى بِالقربِ من جامعَتك لكي تسكُني فيها، ظللتُ أبحثُ عَنكِ إلى أن رأيتُكِ ذات يومٍ وأنتِ تسيرينَ بِرفقة صديقةٍ لكِ، وكانت ضحكاتكِ المُتعاليه واحدةً تلو الأُخرى تُأثِرُ قلبي وتوقِعُني في حُبكِ أكثر فَأكثر، كم أردتُ القدومَ إليكِ وقتها لكن لا أعلم ما الذي منَعني، بقيتُ أُتابع سيركِ إلى أن إفترقتِ عَن صديقَتك فَذهبتُ إليها بِدونِ تردد وعرفتُ بِنفسي إليها، تفاجأةُ بِها تنظُر إليّ بِنظراتٍ مَملوئةٍ بِالكره والغضب دون أن تقول أي شئ، فَأكملتُ حديثي سارداً لها كُل ما حدثَ قبل تلكَ السِنين وإستمعت لي دونَ مُقاطعتي حتى أنهيتُ حديثي، كانت تنظُر إليّ بِنظرةِ عِتابٍ عن تلكَ السنين، لقد أخبَرتني عن ما جرى لكِ فيهم، لَم أقدِر على منع دُموعي من ما حدثَ لنا بِفعل القدر، لِذلك طلبتُ رقم هاتفكِ منها لِكي ألقاكِ وها نحنُ ذا.
أنهى حديثهُ لِيلتفِت وينظر إلى أعيُنها، وجدَهُما منتفختين من شدةِ البُكاء مع تلكَ الشهقاتِ التي أذابت روحه، لم يُدرك نفسهُ إلا وهو يُجفف تلكَ الدموع من على وجنتَيها ناظراً داخِل عيناها المتلألأه سارحاً في مدى جمالها حتى أزالت يده.
تركتهُ ورحلت ولم تنظُر خَلفها، ظَلت تَسير لا تعلم إلى أين أو كم من الوقتِ مرَ عليها إلى أن إستمعت إلى صوتِ الأذان لِيُقيم صلاةَ العِشاء، أفاقَت من غَفلتِها لِتعودَ إلى منزِلها الذي إستأجرته هي ونادين منذ عام، ما أن أقفلَت الباب حتى إنهارَت وهي تجهشُ بِالبكاء دونَ توقف لِتأتي صديقتها وتحتضنُها إليها تواسيها ولكنها لم تستَطع تهدأتها، أخذَت بِيدها إلى غُرفتها وجَلست على رُكبتيها مُقابلها تُجفف دموعها المنهمره.
- أعلمُ ما تُعانيه ميار ويا ليتَني أقدرُ على أن أُنسيكِ ما عانيتهِ في غيابه، لكن ما بِاليدِ حيله، عِندما أتى إليّ وحكى لي ما عاناهُ لم أُشفق عليه بل تمزقَ فؤادي لِأجلكِ أكثر.
نظرَت إليها بِعيناها المُنتفختين.
- لِماذا حدثَ كُل هذا لنا؟ حادِثتهُ وأوجاعي وفُقداني لِروحي، ماذا فعلتُ لكي أتعذبَ هكذا؟
- لم تفعلي أي شئٍ سوى أنكِ أحببتِ لا أكثر، لكنَ السعادةَ لا تأتي إلا بعدَ عناءٍ ومشقه.
ظَلت ميار تَبكي وبَقيت نادين إلى جوارها تَحتضنها وتُمرر يَدها فوقَ شَعرها مواسيةً إياها بِصمتٍ إلى أن غلبها النُعاس، قَبَّلت أعلى رأسها وتَركتها لِتعُد إلى غُرفتها مَحطمةَ القلب على صَديقتها التي عانت الكثير بِفعل الحب.
.
.
أهلا بالجميع♥️
وأخيراً عرفنا سبب إختفاء آسر المسكين، يالي سوء حظ أبطالنا 😞
أتمنى أحداث القصه إلى الأن وطريقة سردي لها قد نالت إعجابكم، يسعدني أن أستمع لآرائكم جميعاً.
لا تنسوا الضغط على شكل النجمة كدعمٍ بسيط لي، أتمنى لكم الخير دائماً ♥️♥️
أنت تقرأ
مُغرقي وطوقُ نجاتي
Romanceوما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟