01 «عادت للانتقام»

1K 134 583
                                    

<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 1>

بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم

.
.
.

<الـجـمـعـة 1 يـنـايـر 2016 م, 00:11 AM>

<رومـا, إيـطـالـيـا>

وسط السحب الكثيفة المتراكمة ذلك البرق الذي أخذ يرسل شرارته ولم يزدد الرعد إلا قعقعة، الظلام الدامس أجتاح الطرق ولم يتبقَ سوى شرارات البرق لتنعكس على عيني الرجل، صراخه المختلط مع قصف الرعد لا يزداد إلا توسلًا: اتركني لا تضربني أرجوك مـ ما...

تحدث بدموعٍ سالت على خديهِ كالمطرِ، متوسلًا لهم أن يتركوهُ وشأنهُ. في تلك اللحظةِ، سطعَ البرقُ كأنهُ شمسٌ في كبدِ السماءِ، وأضاءَ وجهَ الرجلِ المُلطخِ بالدماءِ. أشار أكبرهم بيده اليمنى ثم أطلق كلماته: توقف عن ضربه.

أخرجها من ثغره بصوت أجش عميق يوجه كلامه للآخر ومن ثم رفع سلاحه بيده الأخرى ليصوب الهدف…

.
.
.

انفجرت السماء بالأمطار الغزيرة وسالت فيها الدماء فازدادت الأرض رعبًا.

.
.
.

<13:30 PM ،الـمـطـعـم الإيـطـالـي>

بعد ليلة ممطرة شهدتها سماء إيطاليا والبرد القارس الذي تخلخل المنازل نشرت الشمس أشعتها الدافئة لتهدأ برودة الجو العاصف.

على طاولة صغيرة يجلس رجل قارب الثلاثين من عمره. ينتظر طعامه بكل هدوء وينظر للأخبار الجوية التي تنبعث من شاشة التلفاز: كان يوم البارحة وصباح هذا اليوم عاصف ونحن الآن في بداية الشهر من يناير...

أبعد مقلتيه بملل من التلفاز ليفتح هاتفه وإذا برسالة من شقيقه 'ألبيرتو' حذف الرسالة بعدما قرأها ثم أغلق الهاتف ووضعه على الطاولة.

شعره الأشقر الكثيف وعيناه الزرقاوان أضافت ملمسًا جذابًا إلى وجهه، بالإضافة إلى فكه العريض وبشرته البيضاء الأوروبية.

انتظار دقيقة، دقيقة أخرى، لن يؤثر ولكن لذلك المنتظر منذ مدة قد يزعجه هذا، نظرًا لضيق الوقت بالنسبة له، ثوان قليلة ويأتي مقدم الطعام ليضع طلبه على الطاولة. معكرونة بالطريقة الإيطالية وبعض إضافات المطعم التي جعلته مميزًا.

شرع بتناول المعكرونة بعدما مسك الشوكة بيده اليمنى. طعمها الشهي اللذيذ وأسلوبها في الطهي المميز قد راق له، ولم يقطع استمتاعه من جلس بنفس طاولته إلا وعندما سمع صوته الأنثوي الرقيق الذي أخترق مسامعه. تحدثت بدفعة: لقد رأيتك أيها الشاب هنا من قبل. أتحب هذا المطعم؟ ما اسمك؟

النسر الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن