< ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 3 >بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم
.
.
.< الـسـبـت 2 يـنـايـر, 20:30 PM >
< مـكـتـب الـتـحـقـيـقـات >
انغمس المحقق أميليو في بحر من الأوراق، عيونُه تَجُوبُ حروفَ تقرير الطب الشرعي باحثةً عن خيطٍ يُفكّ شِفْرَ لغزٍ مُحَيّر. رائحةُ القهوة الدافئة تملأُ مكتبه، وتُعانقُ ضبابَ أفكارهِ المُتشابكة: ابنةُ الرائد كاميلو...
همسَ أميليو باسم الضحية، حزنٌ عميقٌ غَشَى ملامحه. تَذَكّرَ تلك الفتاةَ المفعمة بالحياة، ضحكتُها تُنيرُ المكانَ، والآن تُصبحُ جثةً هامدةً على طاولةِ التشريح: هل تُرى هذه رسالةٌ لِمُوته؟
تساءلَ أميليو، مُتفحّصًا بِدقّةٍ كلماتِ التقرير ثم قال: لكن حدثت جريمة اليوم لمَ لم يقتله أولًا؟
ازدادَت حيرتُهُ مع كلّ سطرٍ يقرأه، قلّبَ أميليو الصفحةَ بِعَجَلٍ، باحثًا عن إجاباتٍ لأسئلةٍ تُحاصِرُهُ. قرأَ وصفَ طريقةِ الوفاةِ بِصوتٍ مُرتفعٍ، وكأنّهُ يُخاطبُ جدرانَ الغرفةِ الصامتة: طعنتانِ بسكينٍ في خصرها...
: هل يستخدمُ القاتلُ وسائلَ مُتعددةً للقتل؟
تساءلَ أميليو مُجدّدًا بحيرةٍ تَغْشَى وجهَهُ. شربَ آخرَ رشفةٍ من قهوتهِ الساخنة، ثمّ وضعَ الفنجانَ على مَكتبهِ بِقوّةٍ وأمسكَ بتقريرِ الفحصِ الجنائيّ، وقرأَ بِصوتٍ عالٍ: القاتلُ استخدمَ يدهُ اليمنى في مسكِ السكينِ... أيستخدم اليدين أم ماذا؟...
فجأةً، تَذَكّرَ كلماتِ أنجيلا، رنّتْ كلماتُها في أُذُنَيْهِ كَناقوسِ إنذارٍ: سيدي، رأيتُ شابًا في المطعم، كان يرتدي قفّازًا في يدهِ اليسرى فقط، لكنّه كان يأكلُ بيدهِ اليمنى بِشكلٍ طبيعيّ.
: روبيرتو أكاردو...
همسَ أميليو باسمِ المشتبهِ بهِ ثم أكمل: نعم، ليس أعسرَ، لكنّه قد يُستخدمُ اليدينِ!
ضحكةٌ غريبةٌ فَلتَتْ من شفتَيْ أميليو، ضحكةُ فرحٍ بِاكتشافِ خيطٍ جديدٍ في القضيّة. أمسكَ هاتفهُ مُتحمّسًا لِلتواصلِ مع أنجيلا، لكنّ هاتفَها كان مُغلقًا. ازدادَ تشويقُهُ، وازدادَ إصرارُهُ على كشفِ الحقيقةِ وراءَ هذهِ الجرائم الغامضةِ.
.
.
.< مـكـتـب الـلـواء سـيـرجـيـو >
غمرَ الصمت أرجاءَ المكتبِ، واقتحمَه صرخةٌ مُفاجئةٌ هزَّتْ أركانَهُ، دَلَّتْ على دخولِ ضابطٍ شرطةٍ يحملُ في ثنايا عينيهِ نبأً مُفجِعًا. اقتربَ من اللواءِ سيرجيو حاملًا معهُ سيفَ الحقيقةِ القاطعَ: سيدي!
أنت تقرأ
النسر الأسود
Mystery / Thrillerإيطاليا التِي تَبزغ جمالها الخلاب وروْنقها الفريد، وبينما يذوب جمالها السَّاحر بِألْوانها الزاهية، تلك البلد المشهورة بفنها وثقافتها العريقة، غُمرت بلون الدماء القرمزية ودُنِّست بها. عاصمتها روما -القلب النابض لهذا البلد العريق- أخذت تحولًا مريعًا ح...