13 «مـرارة الـفـقـدان»

57 13 41
                                    

<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 13>

بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم

.
.
.

<الثـلاثـاء 16 يـنـايـر 2001 م, 08:35 PM>

<روبـيـرتـو>

نزلت من السيارة بهدوء وإذ بصوت الشرطي يمنعني من التقدم: أتريد شيئًا؟

لم أكترث له وتقدمت حيث الباب فغادر بسيارته تاركًا ثلاثتنا وحيدين أمام ذلك البيت الكبير: أمي...أبي!

همست بخفوت وأنا أمس بجبهتي على الباب، ليجيبني أحد ولكن العكس هو الصحيح، انتظرت لدقائق كثيرة برفقة أخواي المستندين على الحائط بحزن شديد، فقد شردت أعينهم مع السماء الرمادية التي على وشك البكاء.

والآن قد أدركت موقفي، وزال هيامي مع قذف الرعد الشديد، فقمت بإدخال كلمة السر لفتح الباب، وناديت على إخوتي لنخطو أول خطوة داخل المنزل من بعد تلك الفاجعة المريرة، هاربين من دموع السماء المنهمرة لأجد ذلك المنظر أمامي، دماء قاتمة جافة على الأرضية جعل من أعيننا الحمراء تذرف دمعًا ليختفي تلألؤ زُرقتها...

الجوع قد هيمن علينا والنعاس غلب ليجعلنا نائمين على كراسي طاولة الطعام بأوانيها الفارغة منذ ذلك اليوم، الآن أصبحنا وحيدين فوالدينا كانا آخرا ما تبقى لنا من عائلتنا في إيطاليا بأكملها.

.
.
.

مضى يوم واثنان ثم ثلاث وسبع، أسبوع ونحن على نفس المنوال، فشهادتنا لا تُقبل لسببٍ ما، والتحقيق لم يبدأ بعد، إنها الرشاوي التي جعلت القضية تُغلق ببساطة ولم تعد الألسنة تُنطق بها، ولكن هل لتلك الدماء على الأرض أن تستمر في تمزيق قلبي لأشلاء صغيرة! أحضرت زجاجة ماء بقلب جامد يريد الصمود، ثم أفرغتها على الأرض وقمت بمسح الدماء ودموع عيني انهمرت لتشق مجراها ثم تسقط على بقعة الدماء تلك.

قلبي لم يعد يتحمل هذا، ولم أعد أستطيع إكمال تنظيف الأرض منها، إنها دماء أبي التي أُفرغت مع كل نبضة من ضربات قلبه، كيف لي أن أتحمل هذا الألم، كيف لي أن أستمر في حياتي وحيدًا كئيبًا هكذا.

نهضت ثم بحثت عن السلاح في الأرجاء، حتى وجدته، كان ثقيلًا كما اعتدت على حمله لتدربي مع والدي، ولكني قد اعتدت عليه حتى تمكنت التصويت به، ظنًا من والدي بأن أصبح شرطيًا مثله ولكن أنا من سينتقم من جميع الشرطة التي تسببت في خروج كل نقطة دماء من والداي...

النسر الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن