<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 4>بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم
.
.
.<الـسـبـت 2 يـنـايـر, 23:00 PM>
خيمَ الصمتُ على المكانِ كَثقلِ جبالٍ راسياتٍ، لا يقطعهُ سوى همسِ الرياحِ العابثةِ بينَ الأوراقِ اليابسةِ، وفجأةً، انفجرَ ذلكَ الصمتُ بصوتٍ قويٍّ، كانَ ذلكَ الخاص بالشرطيِّ الذي يُنادِي بِكلّ ما أوتي من قوّةٍ: لقد وجدتُ الجثة!
نادى لبقية الفريق عن طريق أدوات السمع الآلية ليوقفوا البحث، ومن ثم بدأ التحقيق: إنها للرائد كاميلو.
كان هذا المحقق أميليو الذي انحنى لفحص الجثة بدقّةٍ، وجهَه وفمَهُ المُفتوحَ على مصراعيهِ، كأنّهُ يُريدُ أنْ يصرخَ ولكنّ الموتَ خنقهُ قبلَ أنْ يخرجَ منهُ أيّ صوتٍ: كانَ هذا هو صوتُ الطلقةِ التي سمعها الشاهدانِ…
قال وهو ينظر على الجرحِ المُخيفِ في عينِ الجثةِ اليسرى، والذي يشبهُ جرحَ الجريمةِ الأولىِ التي حدثتْ قبلَ أيامٍ قليلةٍ. فجأةً، قاطعَ صمتَهم صوتُ شرطيٍّ آخرَ، وهو يُشيرُ إلى قفّازٍ قماشيّ داخل كيس بلاستيكي شفاف: سيدي، وجدنا هذا القفاز القماشي في سلة المهملات هناك.
: هل يوجدُ كاميراتُ مراقبةٌ في هذا المكانِ؟
سألَ أميليو وهو يُمعنُ النظرَ في القفّازِ فهزّ الشرطيّ رأسهُ نافيًا، قائلاً: لا سيدي، لا توجدُ أيّ كاميراتٍ مراقبةٍ هنا.
.
.
.<مـكـتـب الـنـقـيـب>
وجه كلامه للنقيب صاحب الرتبة الثالثة: تم العثور على الجثة المخبأة التي كان يقصدها الجاني بكتابته رقم أربعة.
ارتفعَ حاجبُ النقيبِ تعجّبًا، وسألَ بِفضولٍ: أتقصد الجثة الثالثة التي كانت مخبأة؟
هزّ الشرطيّ رأسهُ نافيًا: لا سيدي بعد تشريح الجثة تبيّنَ تعودُ إلى أربعين ساعةً خلتْ، مما يجعلها الضحيةَ الثانيةَ على يدِه وليسَ الثالثةَ كما كنّا نظنّ. لقد قُتلت الضحية في صباح أمس، في الساعة السابعة صباحًا تقريبًا، بعد الجريمة الأولى التي وقعت بعد منتصف الليل، سيدي.
لحظات من الصمت حلت على المكان لبرهة ليفكر الجالس في خيوط الجريمةِ المُعقّدةِ، ومن ثم تنفس الصعداء وقالَ بِصوتٍ قاطعٍ: أخبرني، أينَ مكانُ هذهِ الجثةِ؟ وما هي هويتها؟
: إنها الآن في المشرحة منذ الساعة التاسعة، وتم الكشف إن الجثة تعودُ إلى ابنِ الرائدِ كاميلو، الذي وُجِدت جثته قبل قليل.
أنت تقرأ
النسر الأسود
Mistero / Thrillerإيطاليا التِي تَبزغ جمالها الخلاب وروْنقها الفريد، وبينما يذوب جمالها السَّاحر بِألْوانها الزاهية، تلك البلد المشهورة بفنها وثقافتها العريقة، غُمرت بلون الدماء القرمزية ودُنِّست بها. عاصمتها روما -القلب النابض لهذا البلد العريق- أخذت تحولًا مريعًا ح...