وحيداً بالشارع لا يرافقني سوى ظلّي المجهد مسحول ورائي على الأسفلت، لا أعتقد أنه إخلاصاً منه بل قد يكون نوعاً من المجاملة و خشية أن يُتهم بالتخلي عني.
الشارع يكاد يخلو من المارة إلا من قلة قليلة أجبرتهم ظروفهم على النزول، معظم المحال لم تفتح أبوابها بعد، النوافذ مغلقة و كذلك الشرفات، و تكاد تسمع شخير النيام متسللا عبر الجدران
عما قليل و بعد قليل عندما يحين آذان الظهر ستنبت الطرقات بشرا يسيرون نياما و هم متجهون صوب المسجد، بطريقة آلية يشبهون الريبوتات، حريصون على ألا يستهلكوا ما أدخروه فى بطونهم المتخمة بألوان الطعام و الشراب عن آخرها فى السحور ولم يتركوا فيها و لو مساحة ضئيلة لذرات هواء خشية أن يشعروا بالجوع أو العطش و لو حتى لثوانى
بعيون شبه مغلقة يتبادلون التهانى و التحايا و لا يكادوا يميزوا لمن توجه!..
البعض أعينهم مغلقة تماماً و ربما يميزون مرافقيهم من خلال نبرات أصواتهم المعهود لديهم،
العبادة ليست مجرد طقوس تؤدى بطريقة روتينية و ليس الغرض منها الإنصراف عن الحياة تماما، ليست وظيفة حكومية لا إلتزام فيها سوى لتوقيع الحضور و الإنصراف،
العبادة ليست تعطيل للحياة و لكن ممارسة لها تحت مظلة روحانية تجعلها أفضل
السكينة ليست مرادف للكسل و التراخى و ما تتقاضاه من عملك من خلال هذا الفهم و السلوك يدخل فى نطاق المحرمات، أن تأخذ أجازة من عملك أو تحضر و لا تؤديه بالشكل المطلوب و كما تقتضى إلتزاماته فهذا ليس صياما.
أنت تقرأ
بين ثنايا الكلمات
Non-Fictionبمُفردي ومفرداتي واجهتُ كل هذا الخراب كنتُ شجرة وكان العالمُ فأساً.